رئيس التحرير
عصام كامل

وعد بلفور.. خطة الجنرال «اللنبي» لانتزاع سيناء من مصر

فيتو

لم يقتصر وعد بلفور تاريخيًا على منح الأراضي الفلسطينية للمحتل الإسرائيلي فقط، وإنما كانت هناك مطامع أخرى من وراء الستار وصلت إلى محاولة ضم سيناء إلى فلسطين، لأغراض استعمارية أخرى حددها المحتل البريطاني.


ووفق عشرات الوثائق البريطانية لم يتأسس «وعد بلفور» على أسطورة «العودة إلى أرض الميعاد»، التي تتبناها الحركة الصهيونية، لكنه وظفها لمقتضى رؤية استراتيجية لمستقبل العالم العربي ــ مصر بالذات وبالتحديد.

في مذكرة تلقاها رئيس الوزراء البريطاني «لويد جورج» ـ بعد أربع سنوات من إعلان «وعد بلفور» 2 فبراير 1917، اقترح مدير العمليات في الشرق الأوسط الكولونيل «ريتشارد ماينر تزهاجن»: «ضم سيناء إلى فلسطين» حتى يكون ممكنا «وضع حد فاصل».

وجاء في مذكرة تلقاها رئيس الوزراء البريطاني «لويد جورج»، اقتراح مدير العمليات في الشرق الأوسط الكولونيل «ريتشارد ماينر تزهاجن» بضم سيناء إلى فلسطين حتى يكون ممكنا «وضع حد فاصل»، لأي تحركات مصرية تهدف إلى منع مرور السفن البريطانية عبر موانيها.

ورأت المذكرة التي رفعت إلى رئيس الوزراء عبر الجنرال «إدموند اللنبي» في مسألة الضم تأكيدا قويا لمركز بريطانيا بالشرق الأوسط، وجاء فيها أيضا «إن ضم سيناء يوفر اتصالا سهلا بالبحرين المتوسط والأحمر وقاعدة استراتيجية واسعة النطاق مع ميناء حيفا الممتاز، الذي سنستعمله بموافقة اليهود».

وإن «من حسنات هذا الضم أنه سيحبط أي محاولة مصرية لإغلاق القناة في وجه ملاحتنا، كما سيمكننا من حفر قناة جديدة»، ومن وقتها ومسألة نزع سيناء عن مصر لا تزال مطروحة في مراكز الأبحاث وصناعة القرار في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكان ذلك الاستهداف موضوعا لتفكير استراتيجي أخذ وقته وتطورت سياساته وتعددت حروبه، لذلك فإن الرؤية الاستراتيجية المؤسسة لـ«وعد بلفور» تعود إلى الجنرال «نابليون بونابرت»، الذي أكسبته حملته على مصر وإطلالته على المشرق العربي نظرة للمستقبل وما يجب تبنيه من سياسات تمنع ذلك البلد من أن يمثل قوة ضاربة في الإقليم تغير معادلاته وتضر بالمصالح الفرنسية الغربية عموما.
الجريدة الرسمية