رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «منال» تفقد بصرها بسبب خطأ طبي.. والشارع مسكنها الوحيد

فيتو

تجلس "أم عبير" بعيون انطفأ ضياؤها بشوارع وسط القاهرة لتبيع المناديل، بعد خطأ طبي أفقدها البصر منذ 12 عامًا، وسط محبة الجميع لها، فكل خطوة تخطوها وكأنها مبصرة، فهي تعرف كل شيء وكل الأشخاص بالمنطقة المحيطة بدار القضاء العالي، فكل من يراها يسلم عليها مرددًا "ازيك النهارده يا أم عبير"، فطيبة قلبها جعلت الجميع يعرفها ويحبها ويطمئن عليها.


"أم عبير" اسم شهرة "منال معوض" البالغة من العمر 47 سنة، والتي ذهبت لأحد الأطباء منذ 12 عامًا لفحص عينها بعدما ضعف نظرها، وأصبحت النظارة التي ترتديها لا تفيدها بشيء، ليقرر لها الطبيب حينها إجراء عملية أدي خطأ بها إلى فقد بصرها، وبسبب الفقر وضيق الحال لم تقوي على إجراء عملية أخرى.

ولم تقف المصائب عند هذا الحد، فقد هجرها زوجها بعد أن فقدت بصرها، بدعوي أنها أصبحت بدون فائدة فهي لا تري شيئًا وتحتاج لمن يخدمها.

الشارع عائلتها الوحيدة
لم تجد "منال" سوي الذهاب للعيش مع والدها المسن فهو بالتأكيد سيخدمها دون تذمر، لكن إرادة الله أن يتوفي والداها بعدها بفترة بسيطة، وتركت المنزل بسبب عدم قدرتها على دفع الإيجار، لتتخذ من الشارع ملجأً لها طوال العمر، وجدت فيه عائلة مخلصة لها جعلتها تحب الحياة مرًة أخرى، فهناك أكثر من صديقة لها بالشارع تنام آخر الليل بمنازلهن، وتسيقظ صباحًا لتبيع المناديل.

تتلقي "أم عبير" يوميًا في الصباح طبق كشري مخصصا لها من أحد المطاعم، وطاجن المكرونة بالمساء، صحيح أنها سئمت من هذا الأكل الذي لم يتغير لكن أفضل من الموت جوعًا-على حد وصفها.

تمنت "منال" من الحياه شيئًا واحدًا، وهو النظر لها بعين الرحمة والعطف ومساعدتها لكي تقوم بإجراء عملية ترقيع قرنية تمكنها من النظر مرة أخرى.
الجريدة الرسمية