رئيس التحرير
عصام كامل

«تصفير» بطاقات الخبز «المال الحرام».. تواطؤ بين أصحاب البطاقات التموينية والمخابز.. التنازل عن 140 رغيفا مقابل 30 جنيها.. التموين: المنظومة مخترقة والمواطن يهدر حق الدعم

فيتو

ما زال رغيف الخبز المدعم الطريق السهل للمكسب السريع من أصحاب المخابز الذين يبحثون عن ثغرات في كل منظومة تحاول بها وزارة التموين والتجارة الداخلية سد أوجه الفساد وإهدار المال العام في رغيف الغلابة، الذي يتجاوز دعمه أكثر من 40 مليار جنيه في العام المالي 2017_ 2018.


منظومة الخبز
وجاء مولد منظومة الخبز الجديدة التي تم تطبيقها في عهد الدكتور خالد حنفى وزير التموين الأسبق في شهر أبريل بمحافظة بورسعيد عام 2014 وبعد تعميمها في جميع محافظات الجمهورية بهدف السيطرة على دعم الخبز الذي يترتب على إهداره ما يصل إلى 11 مليار جنيه سنويا بسبب تهريب الدقيق إلى السوق السوداء وبيعه بعشرات الأضعاف عندما كان صاحب المخبز يحصل على الطن بـ 160 جنيها من المطحن لإنتاج الرغيف المدعم.

البطاقة الذكية
واستهدفت منظومة "حنفى" الجديدة الحصول على الخبز كمنتج نهائى للمواطن من خلال ما يسمى بالبطاقة الذكية مع تحمل التموين أعباء التكلفة للسيطرة على الدعم المهدر خارج المنظومة وأصبح صاحب البطاقة الذكية يحصل على 150 رغيفا شهريا بسعر 5 قروش للرغيف وفى حالة تنازله عن الرغيف يحصل على 10 قروش فيما يسمى بسلع الخبز البديلة التي يتم تجميعها لأصحاب البطاقات ليتم صرف سلع مقابلها من منافذ التموين المختلفة سواء كانت من محال البقالة أو فروع مشروع جمعيتي أو المجمعات الاستهلاكية لمدة 20 يوما من بداية كل شهر لتصل هذه النقاط إلى 500 مليون جنيه شهريا يتم صرف ما يعادلها سلعا للمواطنين.

وزارة التموين
وتكشف مصادر بوزارة التموين أنه منذ أن بدأ "المصيلحي" الحد من التلاعب في الخبز المدعم بتضييق الخناق على أصحاب المخابز بعد المنظومة التي وصفها بالمشاع، وأهدرت مليارات الجنيهات قبل تقلده منصبه، بدأ ترتيبها من جديد من خلال إعادة التكلفة للرغيف والحصول على طن الدقيق بسعر 4700 جنيه للطن بدلا من 2600 مع دفع مقدم لمدة 3 أيام بدأت المخابز تفكر خارج الصندوق بهدف الكسب السريع من خلال "تصفير البطاقات" عند صرف الخبز بمعنى دفع أكثر من 10 قروش للرغيف للمواطن مقابل التنازل عنه لصاحب المخبز الذي تصل تكلفة الرغيف الذي تتحمله الهيئة العامة للسلع التموينية إلى 60 قرشا بجانب 5 قروش يدفعها المواطن لكون دعم الخبز له يصل إلى 90 جنيها شهريا حال صرف 150 رغيفا للفرد الواحد بالبطاقة الذكية.

30 جنيها
وتضيف المصادر أن هناك بعض المخابز تصرف 30 جنيها للفرد مقابل التنازل عن 140 رغيفا يحصل على فروق أسعار لها بقيمة تصل إلى 84 جنيها، بالإضافة إلى بيع الدقيق بالسوق السوداء نتيجة عدم تحويله خبزا مع ضرب البطاقات التي تنازل عنها المواطن على ماكينات صرف الخبز.

عقوبات رادعة
وهذا يعد نوعا من التواطؤ بين المخابز والمواطن الذي ليس حريصا في الحفاظ على الدعم المستحق له من قبل التموين بجانب أن هناك بعض أصحاب المخابز يطلبون من المواطنين دعوة آخرين إلى المخابز لضرب البطاقات بما يعد إخلالا بالمنظومة الجديدة لإعادة التكلفة من قبل وزير التموين.

تصفير بطاقات الخبز
وفى سياق متصل قال رأفت القاضى، رئيس فرع الاتحاد العام لمفتشى التموين والتجارة الداخلية بالقاهرة، إن تصفير بطاقات الخبز أو إعطاء صاحب البطاقة قيمة أكبر نسبيا من بدل النقاط التي تصل لـ 10 قروش عند التنازل عن الرغيف يعد صورة من صور إهدار المال العام وتواطؤ بين المواطن وصاحب المخبز الذي يعد مرتكبا جريمة تموينية وسرقة للدعم بدون وجه حق بما يتطلب زيادة مفتشى الرقابة التموينية على هذه المخابز التي تتلاعب بالمال العام وفى حالة الضبط يتم إنذاره في المرة الأولى مع دفع تكلفة كميات الخبز التي تم ضربها على الماكينات بالسعر الحر ويعقبها في المرة الثانية وقف المخبز عن الإنتاج.

وينتهى بعد ذلك بسحب الترخيص من مزاولة صاحب المخبز للإنتاج في حين يتم مصادرة البطاقة التموينية التي يحظر القرار الوزارى رقم 178 لسنة 2017 تواجدها لدى أصحاب المخابز أو محال البقالة التموينية لعدم استغلال هذه الجهات لها في اختراق "سيستم "منظومة الدعم.
الجريدة الرسمية