رئيس التحرير
عصام كامل

بعد 23 عاما على «وادي عربة».. اليمين الإسرائيلي: الأردن هي فلسطين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم أن إسرائيل وقعت اتفاقية سلام مع الأردن وتقيم معها علاقات رسمية إلا أنها غير راضية عن عدم قبول الشعب الأردني لها، ومع حلول الذكرى الـ23 لمعاهدة السلام بين الجانبين سلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على طبيعة العلاقات مع الأردن وكيف ينظر لها اليمين الإسرائيلي المتطرف.


وأكدت التقارير الإسرائيلية أن في ذكرى الاحتفال بالاتفاقية شدد اليمين الإسرائيلي على توسيع فكرة أن الأردن هي فلسطين.

وادي عربة
وتعرف اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن باسم معاهدة وادي عربة، هي معاهدة سلام وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994.

طبعت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين وتناولت النزاعات الحدودية بينهما. وترتبط هذه المعاهدة مباشرة بالجهود المبذولة في عملية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بتوقيع هذه المعاهدة أصبحت الأردن ثاني دولة عربية بعد مصر وثالث جهة عربية بعد مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية تطبع علاقاتها مع إسرائيل.

وقع رئيسا الوزراء إسحاق رابين وعبد السلام المجالي المعاهدة فيما ظهر الرئيس عيزر وايزمان والملك حسين بمصافحة تاريخية، وكان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ووزير الخارجية وارن كريستوفر حاضرين خلال التوقيع. وأرسلت آلاف البالونات إلى السماء في ختام الحفل.

استقبل الرأي العام الإسرائيلي هذه المعاهدة بشكل إيجابي، ورحبت بها مصر بينما تجاهلتها سوريا. أظهر حزب الله عدم موافقته فشن هجومًا بقذائف المورتر والصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية في شمال الجليل. بعد هذا الاتفاق أصبحت الحدود الإسرائيلية الأردنية مفتوحة لمرور السياح والبضائع والعمال بين البلدين.

الربيع العربي
وقال منتدى "فكرة" الإسرائيلي أن تشهد العلاقات بين إسرائيل والأردن تحسنا كبيرا، فيما عدا بعض الاشتباكات أحيانا المتعلقة بالحرم القدسي الشريف.

لا يمكن تجاهل هذه الحقيقية، مع الأخذ بعين الاعتبار الأحداث في جزء من دول المنطقة منذ أحداث "الربيع العربي"، وطبعا الأحداث الدائرة في الضفة الغربية وغزة. مضيفًا أن الربيع العربي هو السبب وراء تعزيز العلاقات الإسرائيلية الأردنية.

فقد فهم صانعو السلام من كلا الجانبين مسبقا أن السلام سيتجذر عميقا فقط إذا تخطى المصالح الإستراتيجية التي عززت العلاقات بين إسرائيل والأردن طيلة عشرات السنوات قبل إقامة العلاقات الرسمية، كلا الجانبين مسئول عن نجاح السلام بين البلدين وفشله بين الشعبين.

وأضاف الموقع أن الهدية التي منحها الإسرائيليون للأردن بمناسبة ذكرى معاهدة السلام مع إسرائيل هي: اجتماع عُقد في إسرائيل، قبل أسبوع، لدفع برنامج "الأردن هي فلسطين" قدما، وشارك فيه أكاديميون وسياسيون إسرائيليون سابقا وحاليا وعدد من رجال المعارضة الأردنية المثيرين للجدل.

اشتباكات مع الأردن
وأشار إلى أن موقف السلطات الإسرائيلية حول الفكرة ومن يدفعها قدما، والمعلومات القليلة المفاجئة التي يمكن العثور عنها في الإنترنت، بالعبرية والإنجليزية، عند التصفح في إسرائيل والأردن، تعزز فكرة "السلام بين الحكومتين".

ولكن الحملة التي يشنها اليمين الإسرائيلي ضد الأردن لا يمكن إنكارها فهو والمعتدلون والبراجماتيون يعتقدون أن الأردن سيكون فلسطين عاجلا أو آجلا.

ويدرك الأردنيون هذه الحقيقة، بالمقابل، تحاول السلطات الإسرائيلية التعتيم عليها، لا سيما أنها تتجاهل أن هذه الإمكانية محتملة إزاء فشل حل الدولتين قد تتطور هذه الأحداث إلى اشتباكات بين إسرائيل والأردن.
الجريدة الرسمية