رئيس التحرير
عصام كامل

من وراء الستار.. أبرز 3 شخصيات نفذت وعد بلفور ومكنت إسرائيل من احتلال فلسطين..«روتشيلد» ممول المشروع الأول.. «لويد جورج» يحول حلم «وايزمان» لحقيقة..وجيمس بلفور يعلن الوعد

فيتو


في اليوم الثاني من نوفمير من العام الجاري يصادف مرور قرن من الزمان على الحدث المشئوم الذي شكل الدعامة الرئيسية لاحتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية.. وعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'.


ووعد بلفور هو التصريح الذي أصدره وزير الخارجية البريطاني جيمس آرثر بلفور، يوم 2 نوفمبر 1917 باسم الحكومة البريطانية، ويتعهد فيه بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.، حين صدر الوعد كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5% من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل أن يحتل الجيش البريطانى فلسطين. يطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة «وعد من لا يملك لمن لا يستحق» لوصفهم الوعد، وبخلاف وزير الخارجية البريطاني، هناك العديد من الأشخاص أصحاب دور فعال في اعداد هذا الوعد المشؤوم مازالت تقف خلف الستار ترصدها فيتو في التقرير التالي :

وولتر دي روتشيلد
أرسل بلفور رسالته الشهيرة إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، حيث كان «روتشيلد» هو المسئول عن فرع عائلة روتشيلد في إنجلترا، وهي أسرة مصرفية يهودية، أصلها من مدينة فرانكفورت الألمانية، كما كان ليونيل أول عضـو يهـودي في البرلمان الإنجليزي، وزعيم الطائفة اليهودية الإنجليزية.

خدمة بريطانيا
اشـترك أيضًا في عمليات مالية مهمة، من بينها تدبير قرض قيمته 16 مليون جنيه لتمويل حرب القرم. كما قدم ليونيل التمويل اللازم لـ«دزرائيلي» رئيس وزراء بريطانيا، الذي كانت تربطه به صداقة وثيقة، لشراء نصيب مصر في أسهم قناة السويس عام 1875، وهي عملية تمت في كتمان وسرية تامة بعيدًا عن الخزانة البريطانية، ولم يُبلَّغ البرلمان البريطاني بها إلا بعد إتمامها.

وطن قومي لليهود
تقرب ليونيل إلى كل من «حاييم وايزمان» -أول رئيس لإسرائيل فيما بعد- و«ناحوم سوكولوف»، اللذين نجحا في إقناعه بالسعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين.
وكان ليونيل روتشيلد يرى أن الوجود الصهيوني في فلسطين لابد أن يأخذ شكل دولة لا شكل وطن قومي وحسب، وأن هذا يخدم مصالح الإمبراطورية البريطانية، ومن ثم مصالح عائلة روتشيلد، ولذلك سعى ليونيل لاستصدار التعهد البريطاني المعروف باسم وعد بلفور، وعند إصدار وعد بلفور، كان روتشيلد رئيسًا شرفيًا للاتحاد الصهيوني لبريطانيا وأيرلندا.

لويد جورج
وكان للويد جورد هو الآخر دور قوي في هذا الوعد المشئوم، فقد تولى منصب رئيس وزراء بريطانيا خلال النصف الأخير من الحرب العالمية الأولى، وذلك ما جعله من أكبر الدعامين الذي دافع لاحتلال الدولة الفلسطينية وإصدار وعد بلفور، حيث اعتبر هذا الوعد مكافأة لـ«وايز مان» أول رئيس إسرائيلي، عن الدور الذي قام به في خدمة بريطانيا إبان الحرب العظمى، وذلك عندما ساعد بريطانيا في استخراج مادة الأسيتون التي تستخدم في صنع الذخائر الحربية التي كانت تستخرج من خشب الأشجار.

وكان استخراج تلك المادة بكميات كافية يحتاج إلى مقادير هائلة من الخشب، وليس في إنجلترا غابات كثيرة تفي بهذه الحاجة، فكانت تستورد من أمريكا، والأسعار ارتفعت، ورفض «وايزمان» كل جزاء مقابل عمله، بشرط أن تصنع بريطانيا شيئًا في سبيل الوطن القومي اليهودي.

ولما تولى لويد جورج، رئاسة الوزارة خاطب بلفور بأن بريطانيا تريد أن تجتذب إلى صفها اليهود في الدول المجاورة، وكانوا متعاطفين مع ألمانيا لسخطهم على روسيا، وكان لذلك أثره على وعد بلفور.

وبعبارة أخرى فإن بريطانيا رغبت في مكافأة إسرائيل على عملها، ومساعدتها لها في الحرب، ورغبت أيضًا في كسب اليهود، فكان ذلك الوعد عام 1917، وكان الثمن إعطاء ما لا يملك شيئًا لمن لا يستحق شيئًا.


آرثر جيمس بلفور
هو الاسم الاشهر في ذلك الاتفاق المشؤوم، حيث عرض الوعد على شكل تصريح موجه من حكومة بريطانيا بصفته وزيرا للخارجية إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وعرض نص تصريح بلفور على الرئيس الأمريكي ويلسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأمريكي ويلسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 أبريل سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 يوليو عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923.
الجريدة الرسمية