رئيس التحرير
عصام كامل

البحر الأحمر تستعد بـ«القرارات».. العام الماضى تعرضت قرى ومدن المحافظة للغرق وقتل وأصيب العشرات.. أحد المتضررين: «ما باليد حيلة»

محافظة البحر الأحمر
محافظة البحر الأحمر

موجة من السيول المدمرة تعرضت لها محافظة البحر الأحمر العام الماضي، طالت كل مدنها تقريبا، ترتب عليها تدمير مدينة رأس غارب وبنيتها التحتية، وأصيب العشرات وقتل آخرون.. في مارس من العام الجارى بدأت الإدارة العامة للمياه الجوفية بالبحر الأحمر، حفر بحيرة وادى الدرب، وإنشاء حاجز ترابى خلفها، لحماية المدينة من أخطار السيول، وحتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.


وأقامت الإدارة العامة للمياه الجوفية بالمحافظة بعد كارثة رأس غارب سدود وبحيرات التخزين، حيث يتم إنشاء 10 سدود إعاقة، و7 بحيرات صناعية، وحاجزين لحماية مدن المحافظة من أخطار السيول، بتكلفة تصل إلى 400 مليون جنيه كمرحلة أولى، كما يستمر العمل بسدود راس غارب، حيث تواجه خطر تكرار كارثة السيول للمرة الثانية، لعدم الانتهاء من إنشاء 3 سدود وبحيرة صناعية، هي بحيرة وادى الدرب غرب المدينة، و3 سدود بوادى حواشية هي: سد حواشية1، وسد حواشية 2، وسد حواشية 3، إلى جانب استمرار الأعمال في سد وادى الحواشية، الذي يبلغ ارتفاعه 4 أمتار وطوله 500 متر، وعرضه عند القاع 49 مترا ومن المقرر أن يساهم مع السدين الآخرين وبحيرة وادى الدرب وحاجزها الترابى في تأمين مدينة رأس غارب من أخطار السيول.

من جانبه أكد اللواء ياسر شعبان محمد رئيس مدينة رأس غارب، أنه تم الانتهاء من أعمال الحفر، وجار العمل في مرحلة التدبيش على جانبى البحيرة ومساحة البحيرة (500×265×9.5) م3، والانتهاء من أعمال سدين بنسبة 80% ومنتظر انتهاء جميع الأعمال خلال شهر، وتابع: يتم إنشاء 3 حواجز توجيهية بطريق غارب/ الشيخ فضل بالكيلو 51 طريق– الكيلو 50.400 – الكيلو 8 طريف غارب/ الشيخ فضل بإجمالى 36 بربخ لتحويل مياه السيول باتجاه البحر، وكذلك جار العمل بإنشاء 3 سدود بوادى حواشية لتخزين وتحويل مياه السيل القادمة من وادى أبو حاد باتجاه البحر.

منطقة 128 أكثر الأماكن المتضررة في غارب، جراء السيل الجارف الذي حدث العام الماضي، وهناك أكثر من 60 منزلا غمرتها المياه. في حين أوضح رجب على محسن، أحد المتضررين من سيل غارب، ويسكن بالمنطقة أنه عاش كل اللحظات الكارثية التي حدثت بالمنطقة، وأنه كان من ضمن الناجين، بعد أن غطت المياه منزله بالكامل، فالمنطقة 128 كانت منطقة عين الجن كما يقولون، وكان يبلغ ارتفاع المياه بها من 175 إلى 260 سنتيمترا؛ وكانت أعلى ارتفاع لمنسوب مياه السيول في تلك المنطقة.

مضيفا أن المياه غطت الأدوار الأولى بالكامل، مشيرا إلى أنها وصلت للأسقف. وتابع: عائلة بالكامل كانت تسكن في منزل بجواره مكونة من رب أسرة وابنته وأخته، ووالدته، لقت مصرعها، ولم نتمكن من إنقاذها لشدة السيل، وكانت لحظات مرعبة ولحظات موت بكل معنى الكلمة، ونخشى تكرارها مرة أخرى في غارب، لذا نطرق كل الأبواب ونريد توصيل أصواتنا للمسئولين ليتم الانتهاء من السدود.
وأضاف: تم تعويضى بـ10 آلاف جنيه بصفتى من المتضررين، 5 آلاف منها من الأزهر الشريف و5 من الغرفة التجارية، حيث إننى كنت أمتلك محلا تجاريا، وهذه التعويضات غير مجزية بالمرة ولكن «ما باليد حيلة».

في السياق لا تزال مخاطر السيول تهدد رأس غارب مرة أخرى، ما ينذر بتكرار الكارثة التي حدثت العام الماضى وأودت بحياة ما يقرب من 10 أشخاص، وأصيب خلالها العشرات، حيث قال رئيس جمعية بمدينة رأس غارب وأحد المنقذين في عملية السيول التي وقعت العام الماضي: لا تزال هناك أكثر من 7 مناطق مهددة بكارثة أخرى، وهى مناطق المعاشات، وخلف محال العروسة، و128، وجنينة الحاج نور، وغرب محطة الكهرباء، والعبور، والمدينة الصناعية، وقد شهدت تلك المناطق أكبر كارثة حدثت في البحر الأحمر حيث غطت المياه الطابق الأول من بعض المنازل تمامًا، وحتى الآن لم يتم إنهاء سدود وبحيرات غارب رغم مرور عام كامل على وقوع تلك الكارثة، وأهالي غارب يعيشون في رعب بسبب خشية تكرار هذه الكارثة، مع العلم أن مجلس الوزراء وجه بإنشاء السدود بعد الكارثة، وأن إجابة المسئولين بالبحر الأحمر هي أن العمل مستمر بوتيرة سريعة، ولا نعرف ما هي الوتيرة السريعة التي يتحدثون عليها.

من جهتها أعلنت المحافظة عن استعداداتها من خلال قرار اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر بتركيب 5 أجهزة رصد للأمطار والسيول تعمل بالطاقة الشمسية، بمبانى الوحدة المحلية لمدن راس غارب والغردقة وسفاجا والقصير ومرسي علم، حيث قام فريق متخصص من قطاع التخطيط والإدارة المركزية للرصد ونظم الاتصالات (التليمترى) بالتنسيق مع قطاع الموارد المائية والرى للوجه القبلى، وقطاع المياه الجوفية، متمثلا في الإدارة العامة للمياه الجوفية للصحراء الشرقية بالغردقة ومحافظة البحر الأحمر متمثلة في وحداتها المحلية بتركيب الأجهزة، وتسهم هذه المحطات بشكل كبير في رصد وتحديد كميات الأمطار التي من المحتمل سقوطها على مدن محافظة البحر الأحمر.
الجريدة الرسمية