رئيس التحرير
عصام كامل

وصية إرهابي!


لا أفهم الاحتفاء الإعلامي والصحفي الذي يناله بعض حلفاء الإخوان عندما يخرجون أحيانًا بكلام ينتقدون فيه قيادة جماعة الإخوان، رغم أن هذه الانتقادات لا تطال نهج الجماعة التكفيري والمتطرف ولا السلوك العنيف لها ولا تجاهلها رفض الشعب الحكم الإخواني.

ولعل ما قاله الإرهابي عاصم عبد الماجد، أحد قيادات الجماعة الإسلامية، والذي تنصل من مبادرة نبذ العنف التي سبق أن تبنتها جماعته من قبل، كاشفا أن حلفاء الإخوان الذين ينتقدون قيادة جماعتهم، لم يتخلوا عن النهج التكفيري ولم يتراجعوا عن ممارسة العنف، فها هو عاصم عبد الماجد يتهم جماعة الإخوان بالضعف والفشل، أي أنه كان ينتظر منهم قوة ونجاحًا، قوة في مواجهة عموم الشعب الذين انتفضوا ضد الإخوان للتخلص من حكمهم الفاشى والمستبد، ونجاحًا في فرض السيطرة على مؤسسات الدولة، أو ما كان يسميه الإخوان "الأخونة".

عاصم عبد الماجد يريد كما قال تنحى القيادة الحالية للجماعة ليتولى أمرها قيادة جديدة تكون أكثر قوة وتقدر على أن تنجح، ونجاح الإخوان ليس له سوى معنى واحد فقط هو استعادة الحكم الذي ظلوا يحلمون به عقودا طويلة ولم يستمتعوا به سوى عام واحد فقط، وإذا حدث ذلك لا قدر الله فإن معناه سقوط مصر في أسر الفاشية الدينية وغير الوطنية، هذا هو النجاح الذي يتطلع إليه عاصم عبد الماجد ويلوم قيادة الجماعة لأنهم لم يحققوه.

وهكذا انتقادات حلفاء الإخوان لقيادة جماعتهم لا تستحق منا إعلاميا وصحفيا أي ترحيب، بل على العكس تحتاج منا إلى التنبه لما يفكر فيه من نخوض معهم الآن حربا ضارية دفاعا عن كيان دولتنا الوطنية وهويتنا الوطنية، إنها انتقادات تستهدف زيادة العنف والإرهاب لا التنصل منه ونبذه والتوقف عن ممارسته، لأنها تبغى تقوية الجماعة الأم التي أفرخت لنا كل التنظيمات الإرهابية من خلال الترويج للنهج التكفيري ونشر التطرف الدينى في المجتمع، بل تحالفت وتعاونت معها مؤخرًا، كما حدث على أراضي سيناء، ولعل عاصم عبد الماجد ذاته هو نموذج صارخ على أن ذيل الكلب كما يردد المصريون سوف يظل دوما طوال عمره معوجًا، فقد تورط في القتل، وبعدها انضم لمبادرة نبذ ووقف العنف، ثم عاد لممارسة هذا العنف مجددًا.

لا تنتظروا تراجعًا من مثل هؤلاء، أو عودة إلى الصواب، الحل الوحيد هو أن نمضي بقوة وحزم في حربنا ضد التطرف الدينى وضد الإرهاب، حتى نصفي كل التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها جماعة الإخوان بكل فروعها وأجنحتها المسلحة ونحمي بلدنا من شرور الإرهاب.
الجريدة الرسمية