تفاصيل تعذيب طفل حتى الموت على يد والديه بالمرج.. والمتهمان: انتحر
فقد طفل في المرج حنان والديه بعدما نزعت من قلبهما الرحمة، ليكون الموت له راحة من حياة طالما عاشها رهن معاناة متواصلة بين ضرب وإهانة، كما لو كان ليس ابنهما، ورحل تاركًا موته لغزا تحاول التحقيقات كشفه.
"بيعملوه كأنه مش ضناهم".. "دائما بيبكي في حاله".. بهذه الكلمات استمعت نيابة المرج، لأقوال جيران المجني عليه وأقوال والديه المتهمين من قبل الجيران بتوصيل نجلهم لهذه الحالة اليائسة من الحياة، وحالة شك الجيران بين انتحار الطفل ومقتله على يد والديه.
البداية
عندما انتقل منذ أكثر من 9 شهور "هناء" و"عمرو" زوجين ومعهما طفليهما "حسن" البالغ من العمر 14 سنة، على حسب قول الأهالي منذ وجود الطفل المجني عليه ووالديه يعملانه بعنف وقسوة، ولم يحاول الأهالي التدخل لكنهم اكتفوا بالمتابعة في صمت.
الخروج عن الصمت
"خرجنا عن صمتنا".. "الطفل صعب علينا".. بدأ "عز. م" أحد جيران الطفل المجني عليه، حديثه، مؤكدًا أن موقف ضرب الطفل بالحزام من قبل والده، وتشجيع زوجته على ضرب الطفل في وضح النهار بالشارع، بسبب لعب الطفل بالكرة مع الأطفال، وتأخره على موعد رجوعه المنزل، أثار غضب الجيران وقرروا التصدي للأب للدفاع عن الابن، مما جعل والدة الطفل تتدخل وتشجع والده على تعنيف نجلهما وسط ترديد الأهالي "حرام عليكي هو مش ابنك؟"
قبل الواقعة
استيقظ الجيران قبل الواقعة بيوم على صوت بكاء الطفل، لمدة لا تتجاوز الـ5 ساعات بكاء متواصل، شك الأهالي في تعذيب الطفل على يد والديه، لكنهما كانوا يتابعون الواقعة بعذر وغضب شديد حتى ذهب تفكير بعض الأهالي بأنه ليس نجلهم، وأن هذا الطفل "مخطوف"، وقرر أحد الأهالي من الجيران، أن يتحدث للطفل ويفهم هل بالفعل أنه تحت ضغط وخوف وأنه مهدد، وهل تم خطفه من عدمه، لكن الطفل ظل ينظر بحسرة وألم، ولم يتحدث بكلمة سواء "مش هينفع أتكلم".
شكوك حول وفاته
دقت الساعه 4 عصرًا صوت صرخات والدة الطفل "حسن" المجني عليه، يقظ الأهالي، ليسرعوا لمنزلها فإذا بها غارقة في دموعها "إبني مات"، بينما سادت حالة من الهدوء على وجه والده "عمرو"، وعندما دخل الأهالي وجدوا الطفل بغرفة والديه مغطى بغطاء أبيض اللون، وكأنه متوفى منذ فترة- على حسب قول الجيران بالتحقيقات-.
كان قسم شرطة المرج، تلقى بلاغًا من الأهالي يفيد شك الأهالي في حقيقة وفاة الطفل، وأن والديه وقسوتهما توحي بوجود جريمة فعلية، وأن والد المجني عليه يؤكد انتحاره بتناوله أحد المواد السامة، وتم تحرير محضر رقم 3684، وأخرجت النيابة لمباشرة الواقعة.
تجديد حبس
استمعت نيابة المرج، لأقوال الأهالي والجيران، وكذلك لأقوال والد ووالدة الطفل المجني عليه "حسن"، وقررت النيابة حبس الزوجين على ذمة التحقيقات وذلك بناء على عدم إنكارهم لوقائع تعذيب الطفل وضربه المستمر وكذلك لانتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد وجود شبه جنائية من عدمه.
فيما جدد قاضي المعارضات المرج، المنعقدة بالتجمع الخامس، اليوم الأحد، حبس الزوجين وذلك 15 يوما على ذمة استكمال التحقيقات، واستعجال نتيجة تقرير الطب الشرعي لبيان السبب الرئيسي لوفاة الطفل.