مباحثات أمريكية سودانية في الخرطوم حول مكافحة تمويل الإرهاب
وصلت الخرطوم نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالإنابة لمكافحة تمويل الإرهاب والعقوبات، التابع للشئون الاقتصادية والتجارية، ساندرا أودكيرك، في زيارة تستمر يومين.
وأعلنت الولايات المتحدة، مطلع أكتوبر الجاري، إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان منذ 20 عاما، مقرة بـ "إجراءات إيجابية" اتخذتها الخرطوم للحفاظ على وقف الأعمال العدائية في مناطق النزاع وتحسين وصول المساعدات الإنسانية.
لكن السودان لازال موضوعا على لائحة الدول الراعية للإرهاب برغم اعتراف واشنطن بتعاونه الإيجابي في الحد منه ومكافحته، وقال مسئولون رفيعو المستوي في الخرطوم قبل أيام إن مباحثات جديدة ستلتئم مع الولايات المتحدة خلال نوفمبر المقبل يتصدرها رفع اسم السودان من اللائحة السوداء.
وقالت السفارة الأمريكية بالخرطوم، في تصريح صحفي اليوم الأحد، إن نائب مساعد وزير الخارجية بالإنابة لمكافحة تمويل الإرهاب والعقوبات للمكتب التابع للشئون الاقتصادية والتجارية، ساندرا أودكيرك ستقوم بزيارة للسودان خلال الفترة ما بين 28 إلى 30 أكتوبر.
وأوضح التصريح أن ساندرا ستلتقي خلال الزيارة، بشخصيات بارزة، مضيفًا: "الغرض من هذه الزيارة هو التباحث في قرار رفع الحظر عن السودان المؤخر والاستمرار نحو التواصل الإيجابي بين السودان والولايات المتحدة".
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في سياق المحادثات الجارية بين السودان والولايات المتحدة في أعقاب قرار رفع العقوبات الاقتصادية.
واستهلت المسئولة الأمريكية، مباحثاتها بلقاء وكيل وزارة الخارجية، عبد الغني النعيم، بمكتبه الأحد.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، قريب الله خضر، في تصريح صحفي، أن ساندرا اعتبرت خلال اللقاء مجيئها تأكيد للتوجه الجديد لسياسة بلادها نحو السودان في مرحلة ما بعد رفع العقوبات الاقتصادية.
وأعربت عن استعداد واشنطن التام لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خدمةً للمصالح المشتركة والدفع بها إلى الأمام.
من جهته أكد وكيل وزارة الخارجية، بحسب المتحدث التزام السودان بمواصلة التعاون البناء على كافة الأصعدة الثنائية والتعاطي الإيجابي مع الولايات المتحدة واستعداده لبناء آليات عملية تؤدي إلى خلق شراكة للسلام والتنمية لخدمة مصالح البلدين.
وفي وقت لاحق، من اليوم الأحد عقدت ساندرا مباحثات مع وزير المالية ومحافظ بنك السودان المركزي، ووزير الزراعة.
وأعلنت الدبلوماسية الأمريكية، خلال الاجتماع عن فتح البنوك الأمريكية التمويل للبنوك السودانية، ورغبة الشركات في بلادها دخول السوق السوداني بعد رفع الحظر الاقتصادي.
وأوضحت أن الاجتماعات مع كل المسئولين السودانيين كانت مثمرة، وأن اجتماعها مع وزيري المالية والزراعة ومحافظ البنك المركزي كان جيدا "وحقق الاغراض المرجوة منه لمناقشة ما بعد رفع العقوبات الاقتصادية".
وقالت إنها ناقشت مع وزير المالية كيفية تشجيع الشركات الأمريكية لدخول السوق السوداني بعد رفع الحظر الاقتصادي.
وقال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، محمد عثمان الركابي، إن الاجتماع تناول كيفية عمل الشركات الأمريكية في السودان وفتح البنوك الأمريكية التمويل للبنوك السودانية وإقامة الشراكة مع القطاع الخاص، بجانب العمل مع الحكومة والبنوك التجارية الأمريكية مع السودان.
من جهته أفاد محافظ البنك المركزي حازم عبد القادر، إن التباحث جرى حول المساعدات التي تقدم للجهاز المصرفي، معلنا تعاون الجانب الأمريكي التام مع السودان بعد التشاور لتطوير العلاقات المصرفية بين البنوك في البلدين.
كما شملت المباحثات المساعدة لإعادة علاقة البنوك الأوروبية مع البنوك السودانية حتى تتم الاستفادة من رفع الحظر الاقتصادي، مضيفًا "تم التباحث للترتيب لعقد المؤتمرات في الجانب المصرفي".
وقال إن الاجتماع سيعود بالنفع على البنوك التجارية لإعادة العلاقات والحصول على تمويل ميسر بتكلفة أقل من التكلفة التي ندفعها في السابق.