الأمم المتحدة: الغذاء تحول إلى سلاح في النزاع باليمن
تحول الغذاء إلى سلاح في النزاع اليمني، حسب ما قال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة. وحملت السعودية إيران مسئولية فشل مساعي السلام في اليمن حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا في مواجهة المتمردين الحوثيين.
أوضحت اليزابيث راسموسن نائبة الرئيس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في مؤتمر في الرياض اليوم الأحد (29 أكتوبر 2017) "اليمن يقف على حافة المجاعة، والكوليرا تعمق أزمة الغذاء، والغذاء أصبح يستخدم كسلاح حرب".
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين المتحالفين مع مناصري صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير.
وخلّف النزاع اليمني أكثر من 8650 قتيلا و58 ألف جريح، حسب ارقام الأمم المتحدة، وتسبّب في انهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا وأزمة غذائية كبرى.
وتقول الأمم المتحدة إن سبعة ملايين شخص من بين 27 مليونًا يواجهون خطر المجاعة، في وقت تسبب مرض الكوليرا في وفاة أكثر من 2100 شخص.
وفي المؤتمر المخصص للوضع الإنساني في اليمن والذي تستضيفه الرياض، اعتبر مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، أن على كل أطراف النزاع أن تسمح بوصول المساعدات.
ويفرض التحالف العسكري بقيادة السعودية حظرا على حركة النقل من وإلى مطار صنعاء ومرفأ الحديدة، المدينتين الخاضعتين لسلطة الحوثيين.
وحملت السعودية إيران اليوم الأحد (29 تشرين الأول/أكتوبر2017) مسئولية فشل مساعي السلام في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا في مواجهة المتمردين الحوثيين، مجددة اتهام طهران بتغذية النزاع في هذا البلد الفقير عبر إرسال السلاح.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في افتتاح مؤتمر لوزراء خارجية ورؤساء أركان الدول الأعضاء في التحالف العسكري في الرياض "ما كان لهذه الميليشيات الاستمرار في ممارساتها لولا دعم الراعي الأكبر للإرهاب في العالم، النظام الإيراني".
وأضاف أن إيران "تهرب السلاح للحوثي و(أنصار الرئيس اليمني السابق على عبد الله) صالح كما تهدم كل مساعي الحل في اليمن مما أدى إلى فشل كل المفاوضات السياسية بين الحكومة الشرعية وهذه الميليشيات".
وتنفي طهران الاتهامات الموجهة لها بإرسال السلاح إلى المتمردين الحوثيين.
لكن وزير خارجية اليمن عبد الملك المخلافي قال رغم ذلك في كلمته في افتتاح مؤتمر التحالف "أعلنا ونعلن مجددا أن أيدينا ممدودة للسلام ونحن مستعدون للبدء في إجراءات بناء الثقة متى ما كان الطرف الآخر مستعدا للسلام".
وفي وقت تحذر منظمات إنسانية دولية من كارثة غذائية وصحية في اليمن، رأى المخلافي أن الحوثيين "يسعون بشكل دؤوب لتحويل أزمة اليمن من قضية سياسية وحقوقية إلى أزمة إنسانية وذلك لتحقيق مآرب سياسية وحشد الرأي العام العالمي ضد التحالف".
ودعا المجتمع الدولي إلى "وضع إيران أمام خيارين: إما أن تأمر وكلاءها بوقف الحرب والذهاب إلى مفاوضات جادة، أو أن تواجه ضغوطا حقيقية"، معتبرا أن مشروع طهران في اليمن "طائفي".
وفي موازاة توقف المفاوضات، تراجعت حدة المعارك على الأرض خلال الاشهر الأخيرة.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية الفريق أول الركن عبدالرحمن بن صالح البنيان أمام المؤتمر إن الحكومة اليمنية "استعادت السيطرة على 85 بالمائة من مساحة البلاد".
ويذكر أن الحوثيين لا يزالون يسيطرون إلى جانب صنعاء على مناطق شاسعة في شمال اليمن وفي مناطقه الغربية على ساحل البحر الأحمر، إضافة إلى بعض مناطق الوسط والجنوب.
وتتهم منظمات حقوقية التحالف الدولي بقيادة السعودية بالتسبب في مقتل مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء في الغارات التي تشنها طائراته ضد أهداف للمتمردين.
وقال البنيان إن عمليات التحالف "تنفذ بكل احترافية متوخين الدقة حماية للمدنيين بما يتفق مع القانون الدولي والإنساني"، مشيرا إلى أنه يجري "تطوير قواعد الاشتباك وفقا للدروس المستفادة من التحقيقات".
م.أ.م/ ح.ح (د ب أ، أ ف ب)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل