وعد بلفور.. كيف فشلت خطة إنشاء دولة إسرائيل في السعودية؟

مائة عام على وعد بلفور، لإنشاء "الوطن اليهودي" في هذا «الوعد»، لا يزال يتمدد على وطن الفلسطينيين، ولكن تاريخا لم تكن فلسطين وحدها هي الوجهة الأولى لإقامة دولة لليهود حيث كان هناك الكثير من المناطق العربية وطنا مقترحا لإسرائيل في مقدمتها منطقة الخليج العربي.

فقد ذكر الكاتب البحريني خالد البسام، في كتابه "كلنا فداك - البحرين والقضية الفلسطينية 1917 - 1948"، أن الطبيب اليهودي "م.ل. روششتين" المقيم في باريس اقتراح مثير في رسالة لوزارة الخارجية البريطانية عن طريق السفير البريطاني في باريس يطلب فيه إنشاء دولة يهودية في البحرين والأحساء.

ونشرت المكتبة البريطانية العامة، في أبريل 2014، رسالة وجهها طبيب روسي يهودي الديانة يقيم في باريس ويدعى "أم أل روثنشتاين"، إلى السفير البريطاني لدى فرنسا فرنسيس بيرتي في سبتمبر 1917، يطلب فيها دعما عسكريا بريطانيا لإنشاء دولة لليهود في البحرين والأحساء.

وطالب روثنشتاين السفير اللورد فرنسيس بيرتي أن ترسل حكومته قواتًا عسكرية لاحتلال واحة الأحساء، الواقعة اليوم في شرق المملكة العربية السعودية، مضيفًا استعداده جمع "جيش يهودي من 120 ألف جندي خلال فصل ربيع 1917 يؤلفون قوة مقاتلة إلى جانب الإنجليز من أجل غزو المنطقة وإقامة الدولة اليهودية فيها".

ونصت الخطة على أن تشن هذه القوات ما أن يبلغ عددها 30 ألفا، هجوما مباغتا، للسيطرة على الأحساء، انطلاقا من البحرين التي كانت آنذاك محمية بريطانية، لتبدأ بذلك عملية بناء دولة اليهود.

وتاريخيا، شهدت مناطق الحجاز وتحديدا المدينة المنورة، انتشارا كثيفا للديانة اليهودية في القرون التي سبقت ظهور الإسلام، ويرجع بعض المؤرخين تاريخ اليهود في المنطقة إلى القرن الثاني بعد الميلاد.

وقد رفض وزير الخارجية البريطانية، آرثر بلفور، خطة روثنشتاين، في رسالة بعثها إلى السفير بيرتي في 3 أكتوبر 1917، حيث كانت بريطانيا وقعت اتفاقية مع مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز أل سعود، عام 1913 أعطوا لهم النفوذ على منطقة الأحساء وبذلك فشل مشروع إقامة دولة لليهود في الخليج العربي.

وبعد شهر على رفض لندن لمشروع روثنشتاين، أصدر بلفور شخصيا وعده الشهير الذي تعهد فيه بإقامة وطن لليهود في أرض فلسطين.