رئيس التحرير
عصام كامل

العالم الخفي لتصنيع المخدرات في مصر.. «نور الدين»: المواد الخام تزرع في المحافظات.. «البسيوني»: الأدوات المستخدمة تصل في شحنات بترول.. و«أبو ذكري»: تجار الكيف يضيفون 

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«ولاد الحرام مخلوش لولاد الحلال حاجة».. إنه عالم الإجرام، ففي ظل كافة المساعي الأمنية والجهود المبذولة من قبل أجهزة وزارة الداخلية لملاحقة مهربي المواد المخدرة، لم يكتف المجرمون بالعبث بالشباب المصري وتدمير عقولهم، بتهريب المخدرات إلى الداخل، ولكنهم وسعوا المجال وشرعوا في بناء مصانع لإنتاجها في مصر.


مصنع 15 مايو
في نصرة أمنية، شمعت وزارة الداخلية مصنعا لتصنيع المنشطات الجنسية والأقراص المخدرة في حلوان و15 مايو، وعثر بداخله 600 ألف قرص مخدر و2 مليون قرص منشط. 

وقالت التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إن هذا المصنع يصنع جميع أنواع الأقراص المخدرة، بدمج العديد من التركيبات الكيمائية، حتى تظهر كأنها تعطي مفعولًا أقوى من الأقراص المخدرة العادية، متخذين من الفيلا رقم 14 مجاورة 2 حي النرجس، مكانا لتصنيع الأقراص المخدرة والمنشطات الجنسية.

وأوضحت التحقيقات أن هذه المصنع كان يوزع الأقراص المخدرة، والمعاد تصنيعها على تجار المخدرات بجميع أنحاء العاصمة، مستهدفين المناطق الشعبية، من بينها الزاوية الحمراء، والشرابية وروض الفرج والساحل، بالإضافة إلى بعض المناطق في الجيزة من بينها البدرشين والحوامدية وكرداسة.

اقرأ..مخدرات تهز قصور الرئاسة

أول مصنع
وفي 11 مايو الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية عن أول مصنع لتصنيع المخدرات في مصر، وأن "سليمان ف. ا" أشهر تاجر مخدرات في لبنان وراء فكرة إنشاء هذا المصنع، بالتعاون من تشكيل عصابي أجنبي.

وأكدت التحقيقات أن المتهمين في سبيل تنفيذ مخططهم، اشتروا أجهزة لتصنيع المواد المخدرة عبارة عن "مولد كهربائي عالي الجهد، ومولد كهربائي متوسط الجهد، وكمبروسر هواء، ومفرمتين كهرباء كبيرة الحجم، وآلتي خلط، وماكينة تصنيع أقراص مخدرة، و5 مكبس هيدورليك، و3 مواتير كهرباء، وثلاجة وتكييفين، وكلارك، وأدوات تغليف".

المؤامرة كانت مرصودة منذ البداية من قبل الأجهزة الأمنية، وتم تحديد المصنع والمخدرات، وعند التأكد من وصول الأدوات والبدء في عملية تصنيع المخدرات، داهمت القوات المصنع وضبطت ٨ من المتهمين وبحوزتهم ٣ ملايين قرص مخدر الكاتبون و3.5 طن حشيش وأدوات التصنيع ومبالغ مالية ٦٠٠ ألف دولار و٨ ملايين مصري ويورو وغيرها من العملات وبعض الأسلحة النارية.

اقرأ أيضا.. ضبط أشهر تاجر مخدرات في القليوبية

التهريب
وعن طرق تصنيع المخدرات وكيف نجحت في الدخول للسوق المصري، يقول "مجدي البسيوني" مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن المواد الخام التي تستخدم في تصنيع المخدرات من السهل دسها في شحنات المواد السائلة كالبترول، مشيرا إلى أن الحدود مفتوحة سواء ضروب أو حدود شرقية وغربية، ومهما كان الحصار والتضييق الأمني يصعب منع التهريب نهائيا، ولكن من الممكن التقليل أو إحباط بعضها.

شرطة الصحة
وطالب "البسيوني" بتخصيص شرطة للصحة كما يحدث في السياحة والكهرباء والمسطحات المائية وغيرها، قائلا: "حان وقت تخصيص شرطة لوزارة الصحة لمكافحة تصنيع المخدرات، تفاديا لدخول المجال أوسع أبوابه، كما تعمل على مراقبة المستشفيات والعيادات الخاصة لمكافحة كافة أشكال الإهمال".

آلات تصنيع
وفي نفس السياق، يقول "محمد نور الدين"، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن المواد الخام للمخدرات تزرع في مصر كزراعة البانجو والحشيش في الصعيد.

وأضاف: تلك المواد يتم تصنيعها بآلات ذات إمكانيات عالية لإنتاج الأقراص المخدرة، مؤكدا أنه من الصعب رصد تهريب آلات تصنيع المواد المخدرة في المواني أثناء دخولها لمصر، متابعًا: "لم يكن مكتوبا عليها آلة للحشيش، ويتم تفكيكها وإدخالها كأجزاء".

تابع.. إحالة أصغر تاجر مخدرات في المرج للمحاكمة العاجلة

إعادة تعديل
ومن جانبه، يرى "جمال أبو ذكري" مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه لم يتم تصنيع مخدرات في مصر، وكل ما يفعله هؤلاء المجرمون تهريب المواد المخدرة، ويضيفون عليها دقيق وبعض الشوائب، لزيادة كميتها، وبالتالي زيادة المكسب.

وتابع: "ولكن لن تصل لمصر صناعة المخدرات حتى الآن، فتلك العملية من الممكن أن تكون مجرد إعادة تدوير أو تعديل".

الجريدة الرسمية