رئيس التحرير
عصام كامل

المطرب الفلسطيني أمير دندن: أنا ومحمد عساف ويعقوب شاهين خريطة لوطننا المحتل

فيتو

  • لجنة آرب أيدول وصفتنى بالصوت الذي لا يعرف النشاز لهذا السبب
  • أعشق أم كلثوم وأسمهان وفيروز 
  • عساف فتح الباب أمام شباب فلسطين لتحقيق أحلامهم
  • الموسيقى خلقت على أرض مصر.. وجمهورها تربى على الطرب
  • الفلسطينييون شعب يستحق الحياة ويملك الموهبة 
  • المقاومة ليست حكرا على السلاح.. والأغنية تضرب مثل الحجر
  • رضا والديّ وجمهوري "حلم حياتي"
  • حياتي الشخصية والضرر بعائلتي "خط أحمر"

"الصوت الذي لا يعرف النشاز"... بتلك المقولة وصفته لجنة تحكيم برنامج المواهب "عرب أيدول"، فإمكانياته الصوتية وموهبته كانت أقوى من ارتكاب أي خطأ غنائي على مسرح البرنامج.. أمير دندن، الشاب الفلسطيني الذي جال بصوته مدن العالم لإثبات أن أبناء تلك الأرض المقدسة يمتلكون من المواهب ما ينحني العالم أمامها إجلالا.

رافقته الموسيقى وعلم النغم منذ خطواته الأولى، فهو الطفل التي كانت أسرته تجتمع حوله للاستماع لصوته العذب، حتى أدركوا موهبته، فبدأوا بتدريبه وتلقينه أصول علوم الموسيقى، خاصة الطربية منها.

وفي حوار جمعنا بـ دندن دار على النحو التالي:

*منذ انتهائك من برنامج المواهب عرب أيدول، أقمت عدة حفلات فنية ضخمة، لماذا لم تكن مصر على قائمتك؟
ربما الوقت هو السبب الرئيسي، فمنذ انتهاء برنامج عرب أيدول، دعيت لعدة حفلات ومهرجانات في فلسطين والأردن، ثم اضطررت للسفر إلى أمريكا لإحياء جولة فنية تتمثل في 12 حفلا بولايات أمريكية، يذهب ريعها لفلسطين وسوريا، لذلك اعتذرت عن عدة حفلات عرضت على في تلك الفترة ومنها إحدى الحفلات في الجزائر، نظرًا لارتباطي بالجولة الأمريكية.


*هل ترى اختلافا بين ذائقة الجمهور المصري عن العربي ؟
أكثر ما يميز الجمهور المصري أنه خلق وتربى على الفن، فمصر هي المنبع والمادة الخام للفن، لذلك فجمهورها يملك خبرة فنية طويلة يستطيعون من خلالها الحكم على الفنان الذي يغني على أرضهم، وتقييم مستواه الفني أيًا كان مجاله، لذلك حين يذكر أي شخص بالعالم اسم مصر، يتبعها بكلمة الفن.


*وصفتك لجنة عرب أيدول بالصوت الذي لا يعرف النشاز.. فكيف بدأت حكاية عشقك للموسيقى وصولا إلى احترافك؟
لم أمارس النشاز لأننى في صغري كنت أستمع إلى موسيقى صحيحة، وذلك الوصف أعطاني دفعة كبيرة في مشواري الفني بالبرنامج، وما زال أثره مستمرا في نفسي.. أما حكايتي فبدأت منذ جئت إلى الدنيا، حيث نشأت بين عائلة فنية تهوى الطرب والموسيقى، فوالدي يمتلك حنجرة ذهبية وذائقة غنائية مميزة.


رباني والدي على حسن الاستماع للموسيقى، وكان يدربني على الغناء ويصحح لي أي خطأ غنائي قد أقع فيه، ويشدد على أن أتقن الغناء بدون أي خطأ يذكر، وعندما كنا نشاهد حفلات غنائية على التلفاز، كنت أنتقي المطربين الذين لا يخطئون، وإن حدث وأخطأ المطرب في الغناء، أحول القناة على الفور لأن أذني لا تحتمل الخطأ في الموسيقى، وعلى هذا الدرب سارت حياتي حتى تبحرت في الموسيقى وصارت تسكن دمي.


درست الموسيقى وتعلمت العزف على آلة العود، ولا أنسى أن والدي أثر في كثيرًا، حيث كنت أتقمص شخصيته على المسرح وكيفية أدائه للأغاني، وكان والدي دائم الحرص على سماعي للفنان وديع الصافي، أما والدتي فربتني على روائع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.


*برأيك.. ما سر الشعبية التي يحظى بها الفلسطينيون في برامج المواهب ؟
أعتقد لأن القضية الفلسطينية خلقت داخل الفلسطينيين نوعا ما من الإبداع، فولد من رحمها العديد من العظماء في الموسيقى والأدب، إضافة إلى المواهب الجديدة التي تنتظر فرصتها للتعبير عن ذاتها في برامج المواهب، وهو ما يخلق حالة من الدهشة لدى المتلقى العربي الذي يرى فلسطين قابعة تحت آلات القتل والعنف والاحتلال.


والحصار المستمر ومشاهد القتل والترويع خلقت داخل كل فلسطيني إبداعا خاصا بذاته، يختلف في طبيعته عما يحمله مبدعو الوطن العربي ككل، لأن الفلسطيني صاحب قضية حقيقية لا تقبل الجدال.. وعندما تخرج المواهب الفلسطينية للبرامج وشاشات الإعلام العربية، فهو للتدليل على أننا شعب يستحق الحياة ونريدها.


*وصفك العديد أنت ومحمد عساف ويعقوب شاهين بالبرتقالة الفلسطينية، فماذا يمثل لك هذا التشبيه ؟
محمد عساف كان فاتحة الخير، الذي طرق أبواب حلمه بكل قوته ليصل إلى ما يصبو إليه، ومن بعد ترك الباب مفتوحًا لعشرات الفلسطينيين الذين يمتلكون مواهب حقيقية تستحق الدعم.. ووصفنا بالبرتقالة الفلسطينية لأن كلا منا استطاع استكمال مسيرة الآخر ورسم خريطة مواهب فلسطينية، حيث محمد عساف من قطاع غزة ويعقوب شاهين من الضفة الغربية وأنا من الداخل المحتل، أي نمثل خريطة كاملة لوطن كامل دون نقصان.


*لغط كثير لاحقك في برنامج عرب آيدول لأنك ابن الداخل المحتل والقابع تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، فما هي الرسالة الفنية والوطنية التي أردت توجيهها من عرب أيدول لسلطة الاحتلال والعرب جميعا ؟
بالفعل، لاحقني الكثير من هذا اللغط، ولكن مشاركتي كانت رسالة للوطن العربي والعالم بأكمله، أن عرب الداخل المحتل هم فلسطينييون وسيبقون كذلك، فنحن الغصة التي تقف في حلق المحتل الإسرائيلي والكابوس الذي يؤرق منامه، فعلى الرغم من ضياع منازلنا والتهجير والدمار والقتل، لم نترك الأرض ولم نستسلم لجميع مخطتاتهم بتهويدنا، وما زلنا نحافظ على هويتنا الفلسطينية.


أما ما يتم ترويجه عن أن عرب الداخل المحتل هم مواطنون إسرائيليون، فهو عار تمامًا من الصحة، فلو أنك دخلت أي من منازلنا لوجدته فلسطينيا بامتياز، وسيبقى كذلك، وتلك حقيقة لا تقبل الشك.. وما تمارسه إسرائيل من حصار وتضييق على أهالي الداخل المحتل هو أمر خارج عنا، فممارسات الاحتلال "غيمة سوداء" تغطي سماء فلسطين، إلا أننا نقاومهم بكل ما استطعنا من قوة.


*هل يثقل الفلسطينيون حناجر مطربيهم بهمهم الوطني، ويحولونهم إلى أبطال مقاومة ووطنية؟
المقاومة ليست حكرًا على السلاح فقط، وإنما بالفن والأغنية أيضًا، لذلك فالمطرب الفلسطيني يحمل همه الوطني في حنجرته، لإيصال قضيته للعالم أجمع، خاصة أن الأغنية هي أقصر الطرق وأسرعها للتـأثير على المتلقي ونقل القضية للفت أنظار العالم لها.. نحن نغني لنؤكد أن فلسطين باقية، وأن بها شعبا يستحق الحياة بكل ما تحمله، فالأغنية مثلها مثل الحجر تضرب المحتل وتصيبه.


*دخلت في دائرة ضوء الشهرة مؤخرًا، فما هي التأثيرات السلبية والإيجابية للشهرة من وجهة نظرك؟
أكثر الأمور السلبية المؤثرة هي أن الشهرة تسلب حياة الفنان الخاصة منه، حيث يذهب معظم وقت المطرب على جمهوره وعمله، نظرًا لرغبته المستمرة في تحقيق حلمه وذاته.. وهو أمر يؤرقني نظرًا لارتباطي الشديد بعائلتي ووالداي.


أما الأمر الإيجابي فيكفيني رؤية إبتسامة جمهوري وعائلتي، وسعادتهم بغنائي.

*ما هي الخطوط الحمراء التي لا يقربها أمير دندن، في الفن ثم الحياة الشخصية ؟
خطي الأحمر الأول هو عدم خلط عملي الفني بأموري الشخصية، حيث أقدس الفصل بين حياة الشخص وعمله.

أما خطي الأحمر الثاني، فيتمثل في الابتعاد عن أي شيء قد يضرني على كافة الأصعدة، سواء أن كان صحيًا أو عائليًا.


*ما هو مشروعك الغنائي الخاص، خاصة أن معظم مطربي فلسطين يتخذون مشروعات غنائية لإحياء التراث ؟
أحاول عمل هوية فنية خاصة بي، فمعظم مطربي فلسطين يعتمدون في مسيرتهم على غناء الأغاني التراثية الفلسطينية، وهو مالن اعتمد عليه بشكل كلي، فعلى الرغم من عشقي لأغاني التراث إلا أنه يجب أن نرسم هويتنا الغنائية الجديدة، ليستمع ويغني العالم لمطربي فلسطين كما يغنون دائمًا ويستمعون لأغاني مطربي مصر والشام.

*متى نرى أول عمل غنائي خاص لأمير دندن ؟
قريبًا سأطرح أولى أغنياتي وهي "سكر كلامك".


*أمير، زرت مؤخرًا قبر غسان كنفاني، فما هي علاقتك بالأدب، ومن هم شعراؤك وأدباؤك المفضلون؟
بالفعل زرت قبر الكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني مؤخرًا، لأني من محبيه وقرائه، وعلاقتي بالأدب وطيدة، حيث أفضل قراءة قصائد محمود درويش، مثلي في ذلك مثل معظم الفلسطينيين الذين تشكل وجدانهم على يد قصائد درويش، خاصة وأنه ابن نفس مدينتي الأصلية (البروة) قضاء مدينة عكا.


*من هو مثلُك الأعلى في الغناء من الأصوات الذكورية والنسائية ؟
وديع الصافي ومحمد عبد الوهاب في الأصوات الذكورية، أما الأصوات النسائية فأعشق أم كلثوم وأسمهان وفيروز.


ما هي أحلام أمير دندن، على الصعيد الفني والشخصي ؟
على الصعيد الفني أحلم بوصول صوتي لكل شخص ومواطن عربي أينما وجد، وأن أكون سببا في بسمة أولئك المستمعين لأغنياتي، أما على الصعيد الشخصي فلا أتمنى سوى دوام رضا والدتي ووالدي عني.


*وجه رسالة إلى الوطن العربي وفلسطين؟
أطلب من الله والعالم العربي أن نعيش في سلام وخير، كيد واحدة غير مقسمة، فنحن جئنا لهذه الدنيا في رحلة قصيرة، ولا تستحق تلك الرحلة قضاءها في صراعات وقتل ودمار.

أتمنى أن يحل السلام بكل الأوطان العربية، وأن يعود كل فلسطيني وسوري لمنزله المهجر منه، لأننا نستحق العيش في سلام وأمان.
الجريدة الرسمية