أغرب مشكلة بالدقهلية.. أحياء لكن أموات في سجلات الحكومة
يعيشون على قيد الحياة، ويمارسون أعمالهم اليومية وسط أبنائهم والمحيطين بهم، لكنهم يكتشفون فجأة أنهم أصبحوا أموات منذ سنوات دون علمهم، وأصبح هدفهم هو إثبات أنهم أحياء في الأوراق الحكومية، من أجل المطالبة بحقوقهم، لكن عند ذهابهم للسجلات المدنية دائما يسمعون ردود الموظفين: "أنت ميت يا عم الحاج.. أثبت بقى إنك عايش!".
وقائع في قرى محافظة الدقهلية، من الممكن أن تكون سيناريوهات لأفلام جديدة، تعرض على شاشات السينما لغرابتها، ومن يستمع إليها من الممكن أن يضحك لاعتباره إياها بأنها نكتة من أجل المرح، لكنها حقيقة، إذ إن هناك أموات على قيد الحياة في مدن الدقهلية.
بدأت القصة عندما ذهب جمعة حسن إسماعيل الذي يبلغ من العمر 62 سنة من أبناء مدينة بني عبيد، للانتخابات البرلمانية الماضية من أجل الإدلاء بصوته، لكنه فوجئ بأنه لم يكن له صوت انتخابي، مر الأمر بشكل عادي بالنسبة له وظن أنها أخطاء واردة، إلا أنه بعد أن توجه إلى الشئون الاجتماعية من أجل عمل معاش له بعد عمله في مهنة السباكة عشرات السنوات، وبعد فحص بطاقة الرقم القومي الخاصة به فوجئ بأن الموظف يبلغه بأنه متوفى في السجلات الحكومية.
ما زال الرجل لا يصدق ما يستمع إليه لكنه اتجه إلى السجل المدني وقال له الموظف: "أنت عايش إزاي أنت ميت هنا على الأوراق" عانى الرجل كثيرًا وصدم مرة أخرى أنه تم إزالة اسمه من حصة التموين.
يقول الحاج جمعة: "أنا مش عارف أضحك ولا أبكي من إللي شوفته عايش على قيد الحياة وميت عند الحكومة ومش عارف إيه السبب حتى الآن وتوجهت إلى الكثير من المسئولين من أجل حل هذه المشكلة لكن دون جدوى".
ولم يكن جمعه وحده بل أصبحت السيدة زينب موسى محمد التي تبلغ من العمر 56 عاما من أبناء قرية برنبال القديمة التابعة لمدينة منية النصر، التي أبلغها مسئولو التموين في مدينتها أنها متوفية وليست على قيد الحياة.
تعجبت السيدة مما استمعت إليه لكنها لم تتمكن من الحصول على الحصة التموينية الخاصة بها منذ عام ونصف العام.
وتقول زينب: "اتجهت إلى مكتب التموين من أجل الحصول على الحصة الخاصة بي لكنني فوجئت بأن مسئولي التموين يبلغني بأني لم أكن على قيد الحياة ومسجلة لديهم بأني ميتة وحاولت إثبات أن ذلك غير صحيح لكن دون جدوى".