رئيس التحرير
عصام كامل

صرخة «الموتى في السجلات الحكومية».. «عم جمعة»: حرموني من التموين والمعاش بسبب خطأ موظف.. الخلافات تدفع «سيدة» لاستخراج شهادة وفاة لزوجها.. «سمية»: مش معترفين بي

فيتو

«أنت ميت.. محروم من التموين.. ممنوع من المشاركة في الانتخابات.. محروم من المعاش».. هذا هو حال كثير من المواطنين الذين اكتشفوا أنهم موتى في السجلات الحكومية بسبب خطأ في الأوراق الرسمية، ليصحبوا غير مقيدين، تنظر إليهم الحكومة على أنهم موتى لا حقوق لهم، دون التأكد من صحة ذلك.


حرمان من التموين 



«هل أخطاء الموظفين يتحملها المواطنون؟».. جملة ترددت كثيرا على لسان «عم جمعة حسن» البالغ من العمر 62 سنة، وهو أحد أبناء مدينة «بني عبيد» التابعة لمحافظة الدقهلية، بعد أن اكتشف تسجيله في السجلات الحكومية بأنه متوفى وهو على قيد الحياة، مما تسبب في حرمانه من حصته التموينية ومعاشه.

معاناة «عم جمعة» رواها لـ«فيتو» قائلا: «مأساتي بدأت أثناء عملية التصويت في انتخابات مجلس النواب السابقة، عندما ذهبت للإدلاء بصوتى في لجنتى الانتخابية بمسقط رأسي، وفوجئت بالموظف يبلغني بأن صاحب البطاقة متوفى وطالبنى بمغادرة المكان».

وأضاف: «توجهت عقب ذلك إلى السجل المدنى بمركز بني عبيد، وكانت إجابتهم بالنص صاحب البطاقة متوفى يا حاج. وكانت إجابتى: إزاى ده يا فندم أنا صاحب البطاقة، وطلبوا مني مقابلة المسئول الذي أكد لي أن الكمبيوتر بيقول إنك متوفى».

وأشار إلى أنه بعد الواقعة أصبح محروما من حقه في الدعم التمويني الذي تقدمه الحكومة، كما أنه محروم من الحصول على الخبز ومن المعاش، مطالبا أي جهة في الدولة بالتدخل وإثبات أنه على قيد الحياة.

اقرأ: كوارث على ذمة «ختم النسر»

جبروت امرأة
هذه الحالة أنسب وصف لها «جبروت المرأة»، ففي يوليو 2017، ذكر «حليم. ع»، 57 عاما، من دمياط أنه توجه لمقر الانتخابات للإدلاء بصوته عند اختيار رئيس الجمهورية فلم يجد اسمه في الكشوفات الرسمية الخاصة بالتسجيل، فظن أن هناك خطأ ما، فتوجه إلى البقال لصرف التموين الخاص به ببطاقة التموين، ففوجئ بأنه تم صرف التموين من قبل 4 أشخاص.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: «عندها نصحني صاحب بقالة التموين، بالتوجه إلى مكتب التموين للتأكد من صحة البطاقة وعند تقديم بطاقتي الشخصية لهم قالوا لي هذه بطاقة شخص توفي». 

وأوضح: «على الفور توجهت إلى مكتب الأحوال المدنية بالقاهرة، وفوجئت بمحضر الأحوال المدنية لم يأخذ أي اهتمام، توجهت مرة أخرى لمكاتب الأحوال المدنية بدمياط وحينها عرفت الحقيقة».

وواصل قائلًا: «أخبرني أحد ضباط الأحوال المدنية أن زوجتي السابقة هي التي قامت باستخراج شهادة الوفاة المزيفة»، وذكر أنه طلقها بسبب خلافات أسرية وتزوج غيرها، فدفعها الانتقام لذلك». 

تابع: إخلاء سبيل عقيد شرطة متهم بالتلاعب في أوراق رسمية ببني سويف

استخراج شهادة ميلاد
وشارك الحالتين السابقتين في الحظ السيئ «سمية عبد الفتاح» (36 عاما)، ففي فبراير من العام الجاري، توجهت السيدة التي تقيم بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، لموظف السجل المدني من أجل استخراج شهادة ميلاد، إلا أن الصدمة فاجأتها عندما أخبرها الموظف أنها متوفية منذ يوليو 2014، فلا يمكنه استخراج شهادة لها لأنها متوفية في نظر الحكومة.

دعوى قضائية
وبهذا الصدد، يقول المستشار عزت السيد، أستاذ القانون الجنائي، ووكيل نادي القضاة الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، إن المواطن يمكنه تصحيح هذا الخطأ من خلال رفع دعوى قضائية يختصم بها السجل المدني ووزير الداخلية، كي يتم تصحيح السجلات واستخراج شهادات ميلاد جديدة وتسجيل بياناتهم بها.
الجريدة الرسمية