رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» في معهد بحوث البترول.. مصنع الذهب الأسود.. «معايشة»

فيتو

ماكينات بملايين الدولارات، حركة عمال دائمة وباحثون مهمتهم الأولى والأخيرة الاستفادة القصوى من ما يطلق عليه «الذهب الأسود»، ووفق التعريف الأكاديمي فهو مركز بحوث البترول، لكن في رأي مديره الدكتور أحمد الصباغ فهو أحد أفضل الدلائل على تطوير البحث العلمي في مصر.


استخلاص الزيت
معايشة «فيتو» داخل مركز بحوث البترول، توضح آلية العمل في بعض أقسام هذا المركز وطريقة العمل، والبداية من وحدة استخلاص الزيت، التي يقع على عاتقها عدد من المهمات مثل زيادة إنتاجية الزيت الثقيل من خلال غمره بالبخار، وذلك بتقليل كثافة الزيت ما يجعله يطفو بسهولة.



مريانا عادل الباحثة بالوحدة توضح لـ«فيتو» أن الطريقة التقليدية لاستخراج الزيت الثقيل غير مجدية أحيانا، فعند مرحلة معينة يطفو الماء على السطح، ويظل الزيت راكدا بالأسفل، لكن استخدام البخار وتسخينه عند درجة حرارة معينة يعمل على تقليل كثافة الزيت مما يجعله يطفو بسهولة.

وأكدت «مريانا» أن الوحدة تقوم بعمل محاكاة لعملية استخراج الزيت الثقيل من باطن الأرض، ويتم التطبيق بحقول البترول بعد نجاح التجارب النصف صناعية، لافتة إلى أنه يتم تعريض عينة صخرية، تم أخذها من أحد الحقول، للماء ثم الزيت لتمتصه، وبتعريض العينة للبخار يتم استخلاص الزيت وتتمثل المرحلة الأخيرة في وضع عينات الزيت الثقيل المستخلص في فرن مخصص، حيث يحدث فصل للزيت عند درجة حرارة معينة.




أبحاث الوقود
ومن وحدة استخلاص الزيت إلى وحدة أبحاث الوقود، المهتمة بكل ما هو جديد في عالم «الذهب الأسود» يخبرنا، يوسف بركات رئيس الوحدة أن مصر تستورد سنويا بنحو 16 مليار جنيه جازولين 95 لإضافته لبنزين السيارات المصري وإنتاج بنزين 92، لكن الوحدة قامت بتنفيذ «الإيثانول التجاري» منخفض التكلفة والأكثر جودة، عوضا عنه.

يضيف أيضًا أنه يضاف للبنزين تترا ايثيل ليد «الرصاص» لرفع كفاءة محرك السيارات، لكن وجد أنه مضر للبيئة خصوصا الأطفال حيث يحد من نمو ذكاء الأطفال فتم استبداله بالـOxygenate وهي المواد التي يدخل بها الأوكسجين وهم عبارة عن ثلاثة أنواع الكحولات بأنواعها والإيثر والإستر ويضاف لها الميثانول والإيثانول.



يوضح «بركات» أنه تم إضافة الإيثانول المطلق إلى الجازولين، ووجد أنه يفصل عندما يخزن بمنطقة منخفضة الحرارة مثل سانت كاترين التي تقترب درجة الحرارة بها إلى الصفر.

ولعلاج تلك المشكلة، قال رئيس وحدة أبحاث الوقود: «عملنا على إيجاد مادة تمنع الفصل إلى أن تم التوصل إلى مادة linker "epri linker" وتم اختبارها بوضع جازولين به 15% إيثانول وتم وضع ماء فإذا كان هناك فصل فسيتحد الكحول وتم تخزينه لمدة ثلاث سنوات لضمان استمرار الفصل».

وأضاف «بركات» أنه على الرغم من نجاح التجربة إلا أن الدولة لن تشعر بالإنجاز إلا إذا تم استخدام الإيثانول التجاري لتكلفته المنخفضة، لكن مشكلته تتمثل في الفصل بمجرد إضافته للجازولين لأنه مخفف بـ4% ماء، لكن من خلال عمل توليفات مختلفة للجازولين أصبح يتحد مع الإيثانول التجاري دون فصل أو عكارة.



وحدة الجسات الأرضية
في وحدة جهاز الجسات الأرضية كان «السيزموجراف» أول ما تم مشاهدته، وهو جهاز متخصص في قياس التتابع الرسوبي للتربة واكتشاف الفوالق بدراسة كابلات الكهرباء ومواسير المياه في البداية، ثم يبدأ دراسة التركيبة للتربة حتى 50 مترا تحت سطح الأرض، وفي حالة العثور على أي مواسير أو ظاهرة من شأنها أن تؤثر على البناء يتم معرفتها لكيفية تفاديها أو دراسة تغيير المكان إن أمكن ذلك.

مدير المعهد
الدكتور أحمد الصباغ، مدير بحوث البترول، أن هناك مراكز تابعة للمعهد، وهي مراكز ذات طابع خاص من مصادر الدخل الأساسية للمعهد، وذلك من خلال تطبيقات الأبحاث التي يتم تنفيذها من خلال تلك المراكز.

وأضاف الصباغ لـ«فيتو» أن المراكز ذات الطابع الخاص كانت معامل، ومن خلال منتجاتها البحثية التطبيقية ارتقت لتصبح مراكز تدر الملايين للمعهد وخزينة الدولة، الأمر الذي له مردود إيجابي على اقتصاد الدولة.



وأشار الصباغ إلى أن العاملين بتلك المراكز ذات الطابع الخاص من باحثين ومساعديهم وفنيين وإداريين لهم نظام خاص في الحوافز والمكافآت يختلف عن الأقسام الأخرى التابعة للمعهد، موضحا أن من أبرز أهداف المعهد تشجيع الباحثين على البحث التطبيقي ذي المردود الاقتصادي.
الجريدة الرسمية