دماء جديدة في شرايين الإرهاب
أبرزت الأنباء الخاصة بالعملية الناجحة للشرطة ضد الإرهاب في طريق أسيوط الواحات أمس أن الخلية الإرهابية التي تم تصفيتها كانت تخطط لتجنيد شباب جدد للانخراط في الأعمال الإرهابية، وإذا كان البعض قد استنتج وهو محق أن ذلك يعني أن التنظيمات الإرهابية تعاني نقصا في عناصرها نتيجة الملاحقة الأمنية المستمرة لها وتصفية العديد من كوادرها، فإنه يمكن أيضا أن نستنتج أمرا آخر، يتمثل في أن هذه التنظيمات الإرهابية لديها حتى الآن قدرة على إغواء مزيد من الشباب وتجنيدهم في صفوفهم، بل وتدريبهم على القيام بأعمال إرهابية، ويعزز هذا الاستنتاج أن الإرهابيين الذين يتم تصفيتهم النسبة الغَلابة منهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين عاما.
وشيوع التطرّف الديني والفكر التكفيري يمنح هذه القدرة للتنظيمات الإرهابية، وإذا كنّا نسعى في حربنا ضد الإرهاب لملاحقة من يمولونه ويمدون الإرهابيين بالسلاح والمال ويوفرون لهم الملاذ الآمن، فإنها يجب أن نمنح قدرا أكبر من الاهتمام لمواجهة التطرّف الديني لحرمان التنظيمات الإرهابية مناخ دماء جديدة في شرايينهم، حتى نتمكن من تصفيتها في وقت أقل وبتضحيات أيضا أقل.
