رئيس التحرير
عصام كامل

هدى شعراوي ترد الاعتبار لأم كلثوم

فيتو

في أكتوبر عام 1944 حصلت أم كلثوم على نيشان الكمال من الدرجة الأولى أهداها إليها الملك فاروق تقديرا لحفل غنت فيه بنادي مختار التتش، الأهلي وكان بمناسبة ليلة العيد وحضره الملك.


تصدرت مجلة الإثنين، في ذلك الوقت صور أم كلثوم تزيين صدرها بالنيشان وقالت المجلة تحت عنوان (الإنعام على أم كلثوم بنيشان الكمال كأول إنعام تحظى به فنانة مصرية) وكتبت داخل المجلة موضوعا مصورا قالت فيه:

جاءت قصة إنعام الملك عليها بالنيشان أن الملك المعظم دخل بسيارته إلى ساحة النادي الأهلي دون أن يدري به أحد، وأن الصحفي الهمام فكري أباظة لَمحه وعرفه فذهب إلى أم كلثوم وأبلغها بحضوره، وتعمدت أم كلثوم أن تمسك الميكروفون وتقول إن هذا اليوم هو أسعد يوم في حياتها، ثم غنت أغنية اليلة العيد ع الدنيا سعيد.. عز وتمجيد لك يا مليكي، ويا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليلة العيد (بعد أن بدلت كلمة نيلنا بكلمة فاروق).

وبعد الوصلة الأولى استدعى الملك أم كلثوم وعندما حضرت أمامه وقف جلالته وصافحها فقبلت يده فدعاها للجلوس إلى جانبه.

وأخبرها بعد ذلك أحمد حسين رئيس الديوان بأن الملك أنعم عليها بنيشان الكمال، لكن غضبت زوجات بعض الوزراء من منح الملك النيشان لمطربة وصممن على عودة أوسمة أزواجهن إلى الملك اعتراضا ولأنهن لا يقبلن أن تتساوى أي واحدة منهن بالمطربة الفلاحة.

وكما كتب مصطفى أمين في مجلة الجيل في أكتوبر 1948 أن أم كلثوم غضبت من موقف سيدات القصر وزوجات الوزراء وصممت على رد النيشان لرئيس الديوان إلا أن الزعيمة النسائية هدى شعراوي اتصلت بها وقالت لها إنه يشرف المرأة المصرية أن تحمل أم كلثوم النيشان، فبدلت بذلك شعور أم كلثوم من الهم والكدر إلى الفرح بعد أن ردت إليها زعيمة الحركة النسائية اعتبارها.

ومنذ ذلك الموقف أصبحت أم كلثوم لا تأبه بمسئول أو كبير فهي مطربة الشرق كله.
الجريدة الرسمية