السوق السوداء تتلاعب بجمهور الأهلي.. مهازل وإتاوات في تذاكر نهائي أفريقيا.. رفع السعر إلى 250 بدلا من 60 جنيها.. المندوبون يختفون ويغلقون الهواتف.. والكاف يتدخل

في كل مناسبة يناقش فيها موضوع عودة الجماهير إلى المدرجات يلقى باللوم على المشجعين باعتبارهم موضع الخلل في منظومة كرة القدم خلال السنوات القليلة الماضية، لكن نحن الآن في مواجهة ما هو أكبر من عود الجماهير وشغبها، السوق السوداء وحالة التضارب والغموض التي تصاحب كل مباراة كبيرة.

كاف يتدخل
الأزمة التي تواجه الجماهير الآن في الحصول على تذاكر مباراة الأهلي والوداد المغربي في نهائي دوري أبطال أفريقيا هي الأكثر سخونة خلال الفترة الأخيرة بعد أزمة مباراة مصر والكونغو الحاسمة فى تصفيات كأس العالم 2018، لدرجة دفعت الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" إلى سؤال الجماهير عبر صفحة دوري أبطال أفريقيا حول ما إذا كان هناك صعوبات تواجههم في الحصول على التذاكر مبديا استعداده للمساعدة.

وفي هذا السياق كانت مواقع السوشيال ميديا هي الساحة الكبيرة لعمليات بيع التذاكر من خلال السوق السوداء على الملأ، بأرقام خيالية بدأت من 150 وحتى 250 جنيها للتذكرة على الرغم من أن سعرها الحقيقي من المنافذ الرسمية 60 جنيها.

السوق السوداء ليست الأزمة الوحيدة، فبعض الجماهير تعرضت للتجاهل من بعض مندوبي شركة «فوري» الشريكة مع النادي الأهلي في تسليم التذاكر للجماهير وحجزها.

منافذ الاستلام
وقال عمرو حمد سيد أحد الحاجزين لتذاكر المباراة عبر خدمة فوري، إنه رغم تسديده لثمن التذكرة وتحديد الشركة منافذ الاستلام من صيدلية "فتحية دهب" بمنطقة الوراق، لكن عند ذهابه إلى الصيدلية لاستلام التذكرة تلقى الصدمة بأن مندوب شركة فوري في الصيدلية اختفى وأغلق هواتفه وهو ما تأكد منه عمرو عند محاولته الاتصال بمندوب الشركة.

عمرو عيد أحد مشجعي النادي الأهلي قال إنه حجز تذكرة من الموقع المخصص لذلك بعد معاناة تزيد عن ٤ ساعات كاملة منذ طرح التذاكر ولكن لم تتوقف المعاناة عند الموقع وحسب ولكن ظهرت عدة عقبات أخرى، فعندما توجه لدفع قيمة التذكرة في منفذ فوري الذي حدده الموقع الإلكتروني لاحظ أن التاجر يطلب منه ٥ جنيهات زيادة عن ثمن التذكرة قائلا: "الشركة بتدينا فتافيت وبتاخد المكسب كله"، ليوافق مجبرا من أجل حضور المباراة.

رسوم إضافية
وظهرت معاناة أخرى وطريقة استغلال أخرى عند استلام التذكرة من أحد محال الهدايا المحددة سلفا بمنطقة عين شمس من شركة فوري حيث طالبه صاحب المحل بعشرة جنيهات كرسوم إضافية نظرا للمسئولية التي يتحملها المحل في توزيع التذاكر دون عائد من النادي الأهلي أو الشركة وتعويضا عن تعطيل العمل في المحل خلال فترة بيع التذاكر.

بعض المشجعين أكدوا أنه بجوار كل مركز لتوزيع التذاكر المحجوزة من موقع النادي يوجد تجار للسوق السوداء يتتبعون الجماهير ويغرون الذين يتعرضون لعقوبات في الدفع والاستلام بشراء تذاكر بأضعاف ثمنها.

التسويق الإلكتروني
نشاط السوق السوداء انتقل من الشارع إلى مواقع التسويق الإلكتروني فرصد محرر فيتو عددا من العروض لبيع تذاكر المباراة على موقع "أوليكس" وتراوحت أسعار تذاكر الجماهير للدرجة الثالثة والثانية لـ150 جنيها في حين أن أسعارها الحقيقية 60 جنيها، بينما عرض على الموقع أيضا دعوات غير مخصصة للبيع مقابل 250 جنيها للدعوة.