رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس مرسى واغتصاب المستقبل


عندما تغتصب الأحلام وتنتهك الأفكار ويتم إقصاء كل العقول المبدعة فى وطن مريض يعانى حالة متردية فى كل المجالات الواضحة للجميع.. فعلينا أن نتساءل من وراء تجهيل الشعب المصرى ومن يريد طرد كل العقول الشابة وتهجيرها للخارج أو قتلها فى الداخل باليأس والحرمان من تنفيذ ما تعلموه وقضوا سنوات طويلة من عمرهم وراء العلم من أجل شىء واحد هو النهوض بمصر عالميا من خلال عقول وإبداعات أبنائها الذين يضيئون مشاعل العلم والتنوير فى كل دول العالم؟ فمصر هى التى أنجبت زويل ومجدى يعقوب ومصطفى السيد والبرادعى وعصام حجى وغيرهم من علمائنا المنتشرين فى كل دول العالم يبدعون بأفكارهم واختراعاتهم لنهضة البشرية فهل لا يعلم رئيسنا العالم المهندس قيمة العلم والعلماء والباحثين فى نهضة الأمم أم ماذا؟!



أتحدث عن مشكلة حقيقية تجاهلها الإعلام والسياسيون والأحزاب ورئيس الجمهورية وحكومتة وتعاملوا معها بسياسة فرق تسد والوعود البراقة حتى يتم تفريغ القضية من مضمونها والقضاء عليها وهى قضية حملة الماجستير والدكتوراه وهى أزمة شهيرة لمجموعة من خيرة شباب مصر تعلموا واجتهدوا وقدموا أبحاثا متميزة حبيسة الأدراج ومكتبات الجامعات وعندما قامت الثورة توهموا أن مصر تتغير وأنهم سيستطيعون تنفيذ أفكارهم وأحلامهم لخدمة وطنهم وطالبوا بحقهم فى التعيين فى الجامعات والمراكز البحثية التى تحولت لعزب خاصة تورث فيها الوظائف لأبناء الأساتذة مما جعلها تتدهور وتخرج من كل التصنيفات العربية والأفريقية وتراجع مستوى التعليم والخريجين فى الجامعات المصرية بشكل واضح.

تاريخ القضية والمطالبات بحلها من شباب الباحثين واضح ومعروف للجميع منذ قيام الثورة وحتى الآن ولا تحتاج لإعادة شرح لكن الجزء الغريب غير المبرر هو الرئيس مرسى وتجاهله القضية برغم علمه بها منذ الثورة وتوقيعه على أوراق خاصة بها ودعم الباحثين له فى جولة الإعادة ليصبح رئيسا للبلاد.

ومنذ توليه الحكم رفض مقابلتهم والحوار معهم لدرجة أنهم ناموا أمام منزله فى التجمع الخامس وصلوا الفجر فى المسجد معه ليقابلوه ولم يفلحوا وتظاهروا أمام قصر الاتحادية وقدموا مئات الطلبات لديوان المظالم ولم يحدث شىء ثم خرج علينا رئيس الوزراء بإهانة لهم وسحل وضرب أمام منزله وكلمته الشهيرة لا وظائف جامعية ولا بحثية لا مكان لكم سوى موظفين إداريين تخيلوا الكارثة وحجم المأساة أن يعمل شاب حاصل على الدكتوراه موظفا إداريا فلا قيمة للعلم ولا كرامة للباحثين ولا خدمة للوطن.

تخيلوا الرئيس وحكومته ومجلس الشعب المنحل والشورى الحالى لا يريدون حل المشكلة ويعملون على ترضية هؤلاء الشباب العاطل الملقى فى الشارع فريسة للبطالة واليأس عن طريق وظائف إدارية مثل حملة الدبلومات وهل هذه هى المكافأة التى يستحقونها بعد سنوات من العمل والدراسة والأهم هل الرئيس الذى قرر بعد توليه رئاسة البلاد بأسبوع واحد زيادة رواتب أساتذة الجامعات غير قادر على حل القضية أم أنه لا يريد الحل ويريد أن تظل الجامعات بوابة للتوريث والفساد؟!

حل هذه الأزمة يحتاج فقط إرادة سياسية تقوم على تنفيذ القانون داخل الجامعات وإنهاء مافيا الانتدابات التى تجعل البعض يعمل فى عدة أماكن فى نفس الوقت وتحديد سن المعاش للأساتذة بأن تكون ستين عاما وتحديد العجز الحقيقى بالكليات والأقسام وتطبيق معايير الضمان والجودة والقضاء على فساد التعليم الخاص الذى لا يراعى أى قيم علمية وتعليمية وغيرها من الحلول الواقعية التى تريد أن ترى النور فهل شباب مصر لا يستحق دعمهم من أجل تنمية مصر أم ماذا؟

هذه القضية تثبت شيئا واحدا أن مصر لم تتغير وأن الثورة بلا قيمة ولا توجد إرادة سياسية لإنقاذ مستقبل هذا الوطن.
dreemstars@gmail.com

الجريدة الرسمية