رئيس التحرير
عصام كامل

«محمد» ترزي يتحدى الإعاقة ويمارس الخياطة بأسنانه

فيتو

يثبت ذوو الاحتياجات الخاصة يومًا بعد يوم بطلان صحة وصفهم بأنهم "معاقين"، مؤكدين لمجتمعهم أنهم ذوو قدرات خاصة تمكنهم من مواجهة الحياة ومصاعبها، فالأمل والاجتهاد والكفاح صفاتهم وذوي القدرات الخاصة خير نموذج للإصرار والتحدي، ومنهم "محمد منصور" الشاب الثلاثيني الذي تحدى إعاقته، وأحيا ما بداخله من قدرات خاصة جعلته يستحق الاحترام والتقدير.


كانت حياة محمد ابن قرية الشوافين مركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، تسير بصورة طبيعية منذ 6 سنوات، حتى تلك اللحظة الفارقة التي تعرض فيها إلى حادث كبير، نتج عنه بتر كف يده اليسرى وقدمه اليسرى من فوق الركبة، لكنه لم يستسلم لهذه الإصابات، ومارس حياته ومهنته بفمه ويد واحدة.

روى "محمد" تفاصيل الحادث المأساوي الذي تعرض له، وكان سببا في قلب حياته رأسا على عقب قائلا: كنت أستقل دراجتي البخارية ذات يوم، إذ بسيارتين يتسابقان في منتصف الطريق بسرعة جنونية أدت للإطاحة بي أعلى عمود كهرباء، لم أفق بعدها إلا على سرير المستشفى، لأجد حينها أن كف يدي وقدمي اليسرى قد تم بترهما.

وتابع محمد، قائلًا: "قبل الحادث كنت أعمل "ترزي حريمي ورجالي"، وكان لديَّ القدرة على الانتهاء من تفصيل أكثر من قطعة في اليوم، لكن الأمور بدأت تزداد صعوبة بعد الحادث وأصبحت قطعة واحدة كل يومين، مما أدى إلى خسارتي المادية، لكني لم أحبط وقررت الاستمرار في العمل"، موضحًا أن هذه الإعاقة أثارت بداخله روح الحماسة والأمل وتحدى الظروف، ليس من أجل نفسه لكن من أجل أبنائه، كي يفتخرون به دائمًا، فخلق من الإعاقة تحديًا ونموذجًا يمكن للجميع أن يكونوا مثله.

لم تكن "الخياطة" مهنته الوحيدة قبل الحادث، لكنه أيضا كان يمارس رياضة "كمال الأجسام"، التي قرر ممارستها مرًة أخرى بعد العودة من رحلة علاج استمرت خمس سنوات، وتحدى نفسه للمشاركة في بطولات عالمية.

وجه محمد، رسالة لجميع الشباب مطالبًا منهم عدم الاستسلام لأي صعوبات تواجههم، وخلق أسباب إيجابية تجعلهم يستمرون في ممارسة الحياة بشكل طبيعي، كما ناشد أيضًا وزيرة التضامن الاجتماعي، بمساعدته لتوفير فرصة عمل له بالقطاع الحكومي، خاصًة أنه يتقاضى من الدولة معاشًا قدره 400 جنيه شهريًا، وهو مبلغ غير كاف لمتطلبات ثلاثة أبناء وزوجة في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي نمر بها.
الجريدة الرسمية
عاجل