رئيس التحرير
عصام كامل

والسعودية.. تتغير


أنباء عديدة تأتى من السعودية تستحق التوقف أمامها وتبين تأثيرها الذي سوف يتجاوز حدودها بالطبع، غير أن أهم هذه الأنباء هو الذي يتعلق ببدء مواجهة سعودية مع التطرّف الدينى، فكرا وسلوكا ونهجا سياسيا أيضًا، فإن الأمر لا يقتصر فقط على أبعاد إعداد كثيرة من الدعاة وتقييد نشاط لجان النهى عن المنكر، والسماح باختلاط الرجال والنساء في بعض الفعاليات، والسماح أيضًا بإذاعة الأغانى، وإنما ذلك كله يشير إلى نهج جديد بدأت تنتهجه الملكة العربية السعودية، نهج انفتاحى إذا استمر سوف يترب عليه تغير كبير فيها، سوف يطال بالطبع المحيط العربى كله، وتراجعًا في نشاط حركات التطرّف الدينى والتكفير التي أسست لممارسة العنف والإرهاب وعانينا منها خلال عدة عقود مضت، وأسهمت في تقويض كيانات عدد من الدول الوطنية فيها.


ما يحدث في السعودية إذا استمر ونجح سوف يمثل انتكاسة لأهل التكفير والتطرف والعنف والإرهاب، وبالتالي سوف يساعدنا في حربنا الضارية التي نخوضها ضد الاٍرهاب، ونظرًا لأن ذلك النهج الجديد في السعودية يواجه مقاومة لا يستهان بها من المتشددين، فإنها يتعين أن يمد الأزهر يده للأشقاء في السعودية للتعاون والمساندة في مواجهة الفكر المتطرف الذي يتبناه الإرهابيون وكل من يمارسون العنف، نحن لا نعول على الأزهر فقط في تصويب الخطاب الديني داخل مصر وإنما في العالم كله، ونرجو ألا يخذلنا في ذلك.
الجريدة الرسمية