رئيس التحرير
عصام كامل

«تطفيش» الباحثين من مكاتب براءات الاختراع.. الموافقة على 5% من نسب الأبحاث تثير غضب طالبي العلم.. ومحمود صقر يوضح أسباب الرفض.. ويؤكد الاهتمام بالأبحاث ذات المردود الاقتصادي

الدكتور محمود صقر
الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي

«تطفيش الباحثين»، جملة جسدت حالة الكثير من الباحثين الذين ذهبوا إلى مكتب براءات الاختراع، ليجدوا أنفسهم أمام سلسلة طويلة من الإجراءات وما وصفوه بالتعسف، حتى كانت النتيجة هي ترك المكتب والبحث العلمي بالكامل.


ووصل عدد الذين تقدموا للحصول على براءات اختراع خلال العام الماضي إلى 4500 طالب نصفهم من المصريين والنصف الآخر من الأجانب، أما من حصلوا بالفعل على براءة الاختراع لا يتجاوز الـ5% من المصريين والـ15% من الأجانب.

غير صحيح
وفي البداية أكد الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي، أن الحديث عن «تطفيش» الباحثين من قبل مكتب براءات الاختراع ليس حقيقيًا، لافتًا إلى أنه لا يوجد أي مسئول في الدولة قادر على رفض أي فكرة مبتكرة وذات مردود اقتصادي.

وأضاف «صقر» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن البعض يقدم أفكارا مبتكرة لكن يستحيل تنفيذها على أرض الواقع، بالإضافة إلى أن بعض الأفكار ليس لها مردود اقتصادي وهذا سبب رفض بعض الابتكارات، مشيرا أن بعض من يصفون أنفسهم بالمبتكرين يقدمون أفكارًا غير قائمة على أي أساس علمي، وبالتالي لا يتم حتى مناقشتها على الإطلاق.

وأوضح أن نسبة الموافقة القليلة خلال العام الماضي على براءات الاختراع يعود لأن معظم طلبات براءات الاختراعات ليس لها أي قيمة، أو غير مستوفاة من ناحية الأساس العلمي، أو غير قابلة للتطبيق من الناحية الاقتصادية.

أسباب الرفض
وتابع أن الحصول على براءة الاختراع بمثابة الحصول على شهادة وعقد وتسجيل تُعطى للطالب وتشهد فيها أكاديمية البحث العلمي أن تلك الفكرة فريدة وتخص المتقدم وغير مسجلة على مستوى العالم وقابلة للتطبيق ولا يمكن لأي شخص استخدامها حصريًّا لمدة 20 عامًا.

وأضاف «صقر» في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن تلك القيمة توجب على الأكاديمية تحري الدقة قبل اعتماد أي براءات اختراع، فيتم البحث في قواعد بيانات 152 مكتب براءات اختراع على مستوى العالم، وهو ما يعطل الأمر قليلًا، غير أن المشكلة الكبرى تكمن في المتقدمين بطلبات براءة الاختراع، فمعظمهم غير قادر على إعداد الملف وتقديمه لمكتب براءات الاختراع.

وأوضح أن هذا الإعداد يتطلب علما غير متوافر بالنسبة لجزء كبير من المتقدمين، فالطلبات المقدمة لا تتوافر فيها الشروط القانونية اللازمة من حيث عناصر التقديم والرسم الهندسي وعنصر الحماية، ورغم ذلك؛ يقوم الخبراء في مكتب البراءات بمحاولة مد يد العون للراغبين في الحصول على البراءة، وهو أمر يستغرق وقتًا كبيرا قد يصل إلى 5 سنوات.
الجريدة الرسمية