رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا فعلت المدارس اليابانية بعائلة «حمزة وعمر».. نقلوا سكنهم «التجمع» والأب خسر شغله في وسط البلد

المدارس اليابانية
المدارس اليابانية

في إحدى ليالي شهر رمضان الماضي، كانت "منى عبد الغني" تتصفح أحد "جروبات" موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الخاصة بأولياء أمور طلبة المدارس، والتي يجتمع بها الآباء والأمهات لمناقشة قضايا تعليمية من زوايا مجتمعية بحتة، وفجأة يصدر هاتفها صوت إشعار جديد، فتسرع في فتحه لتجد منشور "تعتزم وزارة التربية والتعليم افتتاح مدارس يابانية في مصر لتعليم نظام "التوكاتسو"، ذلك النظام المتعارف عليه في اليابان يعتمد كليا على الأنشطة والتلقي العملي.


تنتابها فرحة عارمة نبعت من سخط شديد على النظام التعليمي المصري الذي تعاني ويلاته مع ابنها الأكبر الطالب بالمرحلة الإعدادية، تخبر صديقاتها ثم تعلم زوجها بعقدها العزم على التقديم لـ"حمزة وعمر" في المرحلة الابتدائية، ما إن يفتح باب التقديم، "أول ما قريت الخبر جهزنا نفسنا على نقل الأولاد من مدارس فيوتشر اللي جنبنا في مدينة نصر للمدرسة اليابانية بعد ما عرفنا إن أطفال القاهرة ليهم 3 في التجمع الخامس والشروق"، تتحدث منى عن نموذجها الذي يعد ضمن العشرات من النماذج التي انجرفت وراء "وهم" المدارس اليابانية، فانقلبت حياتهم رأسًا على عقب استعداد لخوض تجربة جديدة فريدة من نوعها.

تغيير سكن الزوجية لأجل المدرسة
"الوزارة كمان بعد ما عرفنا من فيس بوك اتكلمت عنها، وعن بدء التقديم في نهاية يوليو، وبعدين التأجيل لسبتمبر، واللي دفعنا لدة معرفتنا إن فيه أنشطة بتخاطب عقل الطفل والشغل العملي ففرحنا إنه نظام تعليمي جديد"، تقدم أحمد عبد المنعم وزوجته بطلب سحب أوراق الطفلين من مدرستهما للتقديم في المدرسة اليابانية فرع التجمع الخامس.

ولكن واجهت الأسرة مشكلة أو عقبة كما تقول منى، كادت أن تحول بين الطفلين والمغامرة الجديدة المقبلين عليها، فأحد الشروط التي يتضمنها التقديم للمدرسة اليابانية، أن يكون سكن الطالب قريبا من المدرسة حتى لا يكون عرضة للخطر، وأن يحضر ولي الأمر عقدا موثقا بمحل السكن بالضبط، "لما عرفنا دة واحنا من مدينة نصر قررنا ننقل لشقة في حي النرجس في التجمع الخامس بينها وبين المدرسة مسافة عشر دقايق بالعربية"، فضلا عن زوجها الذي قرر أن ينقل محل عمله في أحد مكاتب المحاسبة في وسط القاهرة إلى فرع التجمع، "حياتنا كلها اتأقلمت على أساس المدارس اليابانية دي، كنا على يقين إنهم هيدخلوا، خاصة أن ابني الكبير اتقبل أساسي وأخوه احتياطي".

مؤتمر الخميس «الأسود»
"يوم الخميس اللي فات الساعة 3 دخلت على النت لقيتهم بيقولوا فيه مؤتمر لوزير التربية والتعليم بشأن المدارس اليابانية، واتصدمنا من الكلام لما قال تأجيل الدراسة في المدارس لأجل غير مسمى بقرار من رئيس الجمهورية"، كان يوم الأحد 22 من أكتوبر، هو اليوم المحدد لبدء الدراسة في المدرسة بالتجمع، الفصول مهيأة والمقاعد نظيفة والمدرسون تدربوا في اليابان بأعلى الإمكانيات، فلا ينقص المدرسة إلا طلابها، هكذا اعتقدت منى حينما نزلت مساء الثلاثاء لشراء ملابس المدرسة، لتعلم بعد ذلك، وفي الخميس الأسود، كما تسميه، خرج الوزير ليعلن تعطيل العمل بالمدرسة، قبل أن يبدأ، في المدارس اليابانية في كافة ربوع البلاد.
 
"احنا كنا خلاص هننقل حالنا وبيتنا، كل الورق جاهز، ليه يلغوها بحجة إن المناهج مش جاهزة والمدرسين مش مستعدين!"، تتساءل منى عن الحجج غير المنطقية التي خرجت بها الوزارة لتعلن توقف الدراسة، "إحنا كلنا عارفين إن سبب التعطيل رغبة اليابان بأن تكون الدراسة مجانية، في حين أن الوزارة محددة من 2000 لـ4000 جنيه لكل طالب حسب المكان".

تتحدث منى بأسف قائلة "كويس إني قدمت للأولاد في مدارسهم القديمة ودفعت المصروفات وإلا كان الترم ضاع عليهم.. لما إحنا مش قد القرارات بنصدرها ليه؟!".
الجريدة الرسمية