رئيس التحرير
عصام كامل

رسوم السموم


تعتبر لندن من أكثر المدن تلوثا للبيئة، ولقد قامت المفوضية الأوروبية بلفت نظر المملكة المتحدة البريطانية لذلك.. ودرس المختصون والخبراء هذه المشكلة، وتبين أن ٧٠٪؜ من التلوث يتسبب من حركة المرور، وهذا ليس بجديد علميا.. لأن التلوث يأتي من عادم احتراق الديزل أساسا، وكذلك من عادم احتراق بترول السيارات.. وأهم ما فيه هو ثاني أكسيد النيتروجين.. ولقد قامت بلدية لندن منذ عدة سنوات بتطبيق رسم الزحام على السيارات التي تدخل وسط لندن في ساعات النهار.. لكي تقلل من عدد المركبات التي تقتحم المدينة يوميا وأغلبها للتجارة والإمدادات.


وأطلق على الضريبة الجديدة الرسوم السامة، في محاولة جادة لوقف استعمال السيارات التي تعمل بالوقود المسبب للتلوث، سواء كانت مركبات تجارية أو شخصية أو حافلات عمومية.. الأهم هو تقليل تلوث الهواء، والذي يتسبب في وفيات تقترب من ٤٠٠٠٠ سنويا، وكذلك مشكلات تنفس للأطفال الذين هم المستقبل..

ولَم يكن هذا كافيا لتقليل تلوث الهواء الناتج من عادم المركبات، وأخيرا فرضت بلدية لندن ضريبة أخرى على السيارات التي ينبعث منها التلوث سواء التي تعمل بالديزل أو البنزين، والتي صنعت قبل العام ٢٠٠٦، لأن ما صنع بعدها تنطبق عليها مواصفات قاسية لتقليل انبعاث عادم السيارات الملوث للهواء.

وتعتبر قاهرة المعز من أكثر المدن تلوثا للهواء، وكذلك أنواع أخرى من التلوث مثل العمارة والضوضاء وخلافه.. لذا أما حان الوقت لأن نفكر في مثل هذه السيطرة على التلوث، وتطبيق قوانين منع التلوث حفاظا على صحة المواطن، وعلي الأخص الأطفال الذين هم مستقبل المحروسة.. الأمر بسيط ولا يتطلب إمكانيات.. بل تطبيق القانون على مصانع تجميع السيارات، وعلي كافة المركبات التي تجوب الطريق بلا رابط ولا تنظيم.. وكذلك المصانع كافة، وإلزامها بتنقية العادم قبل بثه في الهواء المحيط وهذا ليس صعبا..

كما يجب أن نراعي إجراءات الصحة والسلامة في العاصمة الإدارية، ونطبق ما يناسبنا من المواصفات الأوروبية التي هي أحسن ما وضع للحفاظ على صحة وسلامة المواطن، يجب أن نحافظ على القاهرة لأنها تاريخ وثقافة وآثار وشعب.. ولا ننسي أن الإسلام حثنا على الحفاظ على البيئة، ولنا في الأشهر الحرم خير دليل وصلي الله على خير خلقه وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.

الجريدة الرسمية