رئيس التحرير
عصام كامل

مراقب" إخوان سوريا" لــ"فاينانشيال تايمز": إعادة فتح مكاتب الجماعة فى مناطق" الثوار".. الثورة السورية تزداد تأسلمًا يومًا تلو الآخر.. والتيارات المتشددة والراديكالية تقف حائلًا دون" أسلمة مصر"

 رياض الشفقة المراقب
رياض الشفقة المراقب العام لإخوان سوريا

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية بأن جماعة الإخوان المسلمين تعتزم فتح مكاتب لها داخل سوريا للمرة الأولى منذ الحملة القمعية التى تعرضت لها على مدار عقود ماضية فى محاولة واضحة للاستفادة من الثورة التى تزداد تأسلمًا يومًا تلو الآخر. 


وأوضح رياض الشفقة، المراقب العام لإخوان سوريا فى تصريحات خاصة لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أوردتها على موقعها الإلكترونى اليوم، أنه تم مؤخرًا اتخاذ قرار يستهدف إعادة إحياء الهياكل التنظيمية للجماعة فى سوريا، ومن ثم تم توجيه دعوة لأنصارها فى الداخل للبدء فى فتح مكاتب فى المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار. 

وأضاف: " فى البداية رأينا أنه يجب أن نمنح الثورة وقتًا ولم يكن هناك مجال آنذاك لفرض أيديولوجيات، أما الآن فتوجد العديد من المجموعات فى الداخل ونستشعر ضرورة أن نعيد تنظيم أنفسنا من جديد، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، كانت تأمل هى الأخرى فى إعلاء نمط تفكير إسلامى أكثر اعتدالًا فى وقت كانت تبرز فيه التيارات المتشددة والراديكالية.

ونبهت الصحيفة، من جانبها، إلى أن هذا القرار يأتى وسط جدل محتدم حول ممارسة الإخوان المسلمين، فيما وراء الكواليس، نفوذًا على الثورة المندلعة ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، لذا من المرجح أن يتعامل معها منتقدوها من المعسكر الليبرالى والمدنى بشك وريبة وأضافت: " كما أن هناك مخاوف داخل المعارضة من أن الكفاءة والقوة التنطيمية التى تتمتع بها الجماعة بجانب شبكات التمويل الواسعة التى تمتلكها ستسهم جميعها فى تمكينها من الهمينة وبسط نفوذها على كيان المعارضة الهش. 

واستهجن رياض الشفقة، المراقب العام لإخوان سوريا ما أسماه "حملة تشن ضد جماعة الإخوان المسلمين مدعومة من قبل قوات خارجية"، داحضًا الاتهامات الموسعة بأن التنظيم، الذى ظل فى المنفى منذ ثمانينيات القرن الماضى بعد المجزرة التى تعرض لها فى مدينة حماة على يد قوات نظام الرئيس السابق حافظ الأسد، يسعى لفرض سيطرته على المعارضة المنقسمة على نفسها ونقلت الصحيفة عن الشفقة قوله "هؤلاء ممن يشنون هجومًا علينا،لا يمتلكون نفوذًا على أرض الواقع، فهم مجرد شخصيات إعلامية تسعى من خلال مهاجمتها لنا إلى خلق نفوذ لأنفسها.

وأوضح قائلًا: " إن السياق الإقليمى والتساؤلات المثارة حول مدى التزام أفرع الجماعة التى تمكنت من الوصول إلى سدة الحكم فى بعض الدول العربية نحو تطبيق الديمقراطية لا تساعد فى دعم قضيتنا داخل سوريا بل على العكس فربما أثار فوز الإخوان فى كل من مصر وتونس مخاوف من نظرائهم فى سوريا.

ورأت فاينانشيال تايمز أنه من الصعب التكهن إلى مدى ستتمكن الجماعة فى سوريا من إعادة تأكيد وجودها لاسيما وأن المجموعات المسلحة وليست الأحزاب السياسية هى من تمسك الآن بزمام الأمور، منبهة إلى أن العديد من المجموعات الثورية تنتمى إلى التيار السلفى المحافظ الذى يتبنى نهجًا أكثر تشددًا فى تطبيق تعاليم الديانة الإسلامية عن الإخوان المسلمين.

لذا رجحت الصحيفة أن تكون كتائب درع الثورة السورية التى بزغت العام الماضى وتلقى دعمًا من إخوان سوريا هى محاولة من الجماعة لتمهيد الطريق أمام عودة رسمية على الصعيد السياسى ودللت الصحيفة فى طرحها هذا بالإشارة إلى ما جاء على لسان الشفقة: " لقد تشكلت هذه الكتائب على يد أناس يتبنون أجندة سياسية أقرب إلى أجندة الإخوان المسلمين وليس أعضاء من الجماعة ذاتها.. فهى مجموعات لديها قيادتها الخاصة بها وقد أبدت موافقتها على تسليم السلاح بعد انتهاء الثورة فى سوريا.

وأكد الشفقة فى ختام تصريحاته أن جميع مصادر الدعم التى تتلقاها الجماعة، بما فى ذلك المساعدات الإنسانية، تأتى من أعضائها فى المنفى، الذين يعمل معظم فى دول الخليج، وليس كما يعتقد البعض من دولة قطر أو تركيا".
الجريدة الرسمية