رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بيت دعارة كبير!


الهزة التي تعرضت لها "هوليوود" على خلفية التحرش والاعتداءات الجنسية، كشفت المسكوت عنه من عشرات السنين، وحولتها من عاصمة السينما "الأيقونية" إلى "بيت دعارة كبير"، تستباح فيه الأعراض ولا مكان فيه لشرف أو أخلاق، ومن أرادت تحقيق نجومية ودخول "جنة الشهرة" فعليها دفع الثمن للمنتجين والمخرجين ومدراء الاستديوهات، ومن تمتنع وتتمسك بقليل من الخلق فعليها الانزواء حتى يطويها النسيان!


استعادت تقارير إعلامية تعبير ذكرته نجمة الإغراء مارلين مونرو في مذكراتها، حين اعتبرت أن التحرش والاغتصاب جزءا من أجواء وتقاليد السينما الأمريكية، ووصفت هوليوود في مذكراتها بـ "بيت الدعارة المكتظ".

أجواء الدعارة و"المواخير" ألقت بظلالها على الفنانات وتسابقن لسرد ما حدث معهن. فها هي المكسيكية سلمى حايك تروي تفصيلا كيفية تحرش المخرج أوليفر ستون بها، كما تحدثت العام الماضي عن محاولة ترامب إقامة علاقة معها، وانتهزت الممثلة الكينية لوبيتا نيونجو فرصة سقوط المنتج الأمريكي النافذ هارفي واينستين لتفضح ما حدث بينهما بعد سنوات من الصمت، وذكرت أنها التقت معه للمرة الأولى في برلين، فحذرتها منه إحدى النساء، ومع هذا عندما دعاها إلى العشاء في منزله بأمريكا رحبت، ورغم وجود أسرته وأولاده أخذها إلى غرفته الخاصة، وبعد تفاصيل وقحة استطاعت التخلص منه.

كما سارعت نحو أربعين امرأة إلى اتهام المخرج الأمريكي جيمس توباك بالتحرش والاعتداء الجنسيين على مدى عقود.

ولم يترك النجم جورج كلوني ساحة الاعترافات للنساء وقال إن زوجته المحامية أمل علم الدين تعرضت للتحرش خلال عملها في القانون، ويجب مواجهة هذه المشكلة التي نعاني منها جميعا في جميع المجالات، وفي الحلقة المتلفزة التي أطل فيها كلوني أقر زميله مات دامون بأنه كان على علم بأن واينستين تحرش بالممثلة جوينيث بالترو بعدما أخبره بذلك صديقاها السابقان بن أفليك وبراد بيت، لكنها توصلت معه لتفاهم وأصبح يعاملها باحترام.

ما كادت الحلقة تنتهي حتى استعادت بعض النساء قضايا التحرش المتهم فيها بن أفليك وشقيقه كيسي أفليك.. وتكرر الأمر نفسه مع المخرج الشهير وودي آلان، حين حاول مجاراة الموجة وأبدى أسفه للحالة التي باتت عليها "هوليوود"، واعتبر أن قضية هارفي مأساوية لجميع أطرافها إن كان للجاني أو للضحايا.. ثم حذر وودي "من خطر إيجاد جو من الملاحقة الدائمة للرجال"، وتمنى "أن تفتح قضية واينستين الباب أمام تحسينات في قضايا التحرش".. لكن من يعرف تاريخ وودي يدرك أنه لا يدافع فقط عن صديقه هارفي بل يدافع أيضًا عن نفسه، لأنه متهم من التسعينات بالاعتداء جنسيا على ابنته بالتبني ديلان فارو، وتجددت القضية العام 2015 لكنه اعتبر اتهامات ابنته "كاذبة ومخزية"، ليندد ابنه الصحفي رونان فارو في مقال "بصمت الإعلام الأمريكي بشأن ماضي والده لأنه مخرج شهير، ما تسبب في ضياع حق أخته ديلان"، وكان غضب رونان من والده وودي وراء إسهامه بجهد كبير في التقرير الصحفي الذي كشف فضائح هارفي واينستين.

وقبل أن يطوي قضاياه النسيان أقدمت امرأتان على مقاضاة المخرج الشهير رومان بولانسكي بتهمة الاغتصاب قبل سنوات طويلة، وهو الملاحق أساسا في قضية اغتصاب قاصر منذ 40 عاما، وقالتا إنهما تشجعتا على الإبلاغ مع تغير الوضع وبات بمقدور النساء نيل حقوقهن.

وفي الوقت ذاته أرادت مونيكا لوينسكي، المتدربة السابقة في البيت الأبيض، وبطلة الفضيحة الجنسية الشهيرة مع الرئيس الأسبق بيل كلينتون، العودة للأضواء مجددا، بالمشاركة في حملة "مي تو" لفضح التحرش الجنسي، دون أن تذكر تفاصيل ما تعرضت له.

لكن جاءها الرد الصاعق من المتابعين أن حملة التحرش الجنسي لا تنطبق عليها لأنها أقامت العلاقة طوعا مع بيل كلينتون.

المصلحة أيضًا تحكم العلاقات في "هوليوود"، فالمخرج الشهير كوينتن تارانتينو اعترف أخيرا أنه كان على علم بسلوك وتصرفات هارفي واينستين، والتزم الصمت، لأنه منتج بعض أشهر أفلامه، كما أن حبيبته السابقة الفنانة ميرا سورفينو روت له أنّ واينستين تحرّش بها، لكن "نأيت بنفسي، وأي شيء أقوله الآن سيكون عذرًا رهيبًا".

الأغرب من سكوت تارانتينو كان موقف أوبرا وينفري، فهي رغم تعرضها للتحرش الجنسي والاغتصاب في مراهقتها، ويفترض بها دعم الضحايا، فإنها قررت مساعدة واينستين بشرط إطلالته معها لمدة ساعة في لقاء تليفزيوني حصري يدافع فيه عن نفسه، ثم تتبنى بعد ذلك حملة لدعمه.. وكل هذا من أجل حصيلة إعلانية متوقعة لبرنامجها وشبكتها التليفزيونية الخاصة.. هذه هي هوليوود عالم بلا أخلاق تحكمه المصالح.
Advertisements
الجريدة الرسمية