حصري.. أول حوار مع الزوجين المصريين الفائزين ببطولة أمريكا المفتوحة للإسكواش
علي فرج ونور الطيب.. قصة حب بدأت من ملعب الإسكواش أدخلتهما التاريخ.
على أرضية ملعب الإسكواش بنادي هليوبوليس، ولدت قصة حب علي فرج ونور الطيب، اللذين حققا إنجازا يحدث لأول مرة في تاريخ لعبة الإسكواش كأول زوجين يفوزان ببطولة أمريكا المفتوحة للإسكواش، قصة بدأت بزمالة ملعب تحولت إلى صداقة سرعان ما تبعها تعارف عائلي بين أسرتيهما وانتهت بالارتباط الرسمي ودخول عش الزوجية.
رحلة شاقة، ومسيرة مرهقة، عاشها الزوجان قبيل التتويج بلقب البطولة كأول زوجين يحصلان على نفس اللقب في لعبة فردية، حققت الزوجة الفوز بالكأس قبل خوض زوجها المباراة النهائية بساعات قليلة، وكان فرج على يقين بأن الفرحة ستكتمل وأنه سيلحق بـ"نور" وسيخلدان اسمهما بأحرف من نور في تاريخ اللعبة.
يحكي علي عن المشاعر المتضاربة التي انتابته يوم خوضهما للمباراة النهائية: كانت مباراة نور قبل مباراتي بساعات قليلة، وكان لزاما عليَّ القيام بعمل الإطالات والتمرين قبيل دخول المباراة النهائية، إلا أنني حرصت على التواجد بجانب نور ودعمها في مباراتها، وعندم فازت "نور" بالبطولة عرفت أن اليوم هو يوم سعدنا، بالتأكيد لم نكن نتوقع الفوز بالبطولة ولكني شعرت برسالة ربانية فور أن تمكنت "نور" من حصد لقب البطولة، حينها فقط أدركت أن اليوم هو يوم الاحتفال بتحقيق نجاح سيكتب فيما بعد في تاريخ اللعبة".
فور أن أنهت نور مباراتها وحققت اللقب وتوجت بطلة للعالم، سارعت إلى زوجها، وقدمت له الدعم، وجلست تتابع مباراته وتعطيه النصائح ما بين أشواط المباراة: "كنا حريصين على دعم بعضنا البعض، نحن أمام لحظة تاريخية لم يكن هناك متسع من الوقت لتفويتها علينا".
حمل الزوجان "علي ونور" أحلاما عريضة على أعناقهما، منذ نعومة أظافرهما وعقدا العزم على تحقيق أحلامهما سويا متشابكي الأصابع متطلعين لغد أفضل.
مرت في مسيرتهما الرياضية لحظات ضعف مسها اليأس، وأزمات تطلبت ترابطهما لمرورها تحكي بعضا منها الزوجة الشابة: "فترة الدراسة الجامعية واجهتني العديد من الأزمات على رأسها حالة الخروج من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب، لم أستطع أن أنظم وقتي بين رياضتي المفضلة ودراستي، شعرت أنني خارج سياق الزمن، لم أتعايش جيدًا مع المرحلة الجامعية، لكن وجود علي بجانبي ساعد كثيرا في تقليل الضغط ومرور تلك الفترة".
لدى الزوج قصة مختلفة، على الرغم من بدايتها في سن المراهقة، إذ أخذته الدراسة التي حرص عليها الأهل كثيرا بجانب ممارسته لرياضته، في تلك الفترة تراجع مستواه وكان يخسر مبارياته التي كان يخوضها، شعر باليأس يتسلل إلى أوصاله، وبداية النهاية في اللعبة "عدت إلى منزلي بعد خسارتي لإحدى البطولات والهزيمة تبدو على ملامحي، دخلت غرفتي وانهرت في البكاء، عرف شقيقي خبر الهزيمة وجاء ليشد من أزري وعبر عن رفضه لحالة الاستسلام التي انتابتني، أعاد لي الثقة في نفسي من جديد، وتعهد بأن يكون مدربي منذ ذلك اليوم.. وقد كان".
ورغم المشكلات التي سببها لهما عدم القدرة على تنظيم وقتهما بين الدراسة وممارسة رياضتهما المفضلة إلا أنهما حقق في الدراسة والرياضة ما لم يحققه غيرهما، أنهى على دراسته الجامعية بتفوق، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة هارفارد الأمريكية، بينما حصلت الزوجة على ليسانس في الاقتصاد.
بدايات علي ونور مع الإسكواش كانت في مرحلة مبكرة من عمرهما وكان للأسرة دور كبير في احترافهما اللعبة تقول نور: "بدأت رحلتي في ملاعب الاسكواش منذ أن كان عمري 5 سنوات، حينها كان والدي يصطحبني دائما أثناء ممارسته رياضته المفضلة، فأنا متعلقة بوالدي منذ الصغر.. ومن هنا بدأ شغفي وحبي للإسكواش يزداد يومًا بعد يوم.
ما فعله والد نور فعله شقيق على الأكبر: "قصتي مع لعبة الإسكواش بدأت في السادسة من عمري، أخي الأكبر كان شغوفًا باللعبة يقضي معظم وقته داخل ملعب الإسكواش ودائما ما كان يصطحبني معه، كنت متعلقا به إلى أبعد حد فهو مثلي الأعلى، ومنذ أن لامست قدمي أرضية الملعب للمرة الأولى شعرت بتدفق الأدرينالين في جسدي.. لم أكن أريد الخروج من الملعب منذ اليوم الأول".
قصة حب الزوجين الفائزين ببطولة أمريكا المفتوحة، ولدت على أرضية ملعب الإسكواش بنادي هليوبوليس، منذ أن كانا طفلين لم تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عاما، تزاملا في فريق النادي، وخاضا المنافسات وحققا البطولات.. استمرت علاقة الزمالة لسنوات لتتحول لصداقة قوية، وتعارف عائلي دون وجود نية للارتباط، "فقط.. كنا صديقين ندعم بعضنا البعض ولم يكن في الحسبان أن نحب بعضنا البعض، كنا نشعر بروابط الصداقة، لم يكن هناك ما يشير إلى أي علاقة من الممكن أن تنمو وتكبر لتصل إلى الزواج!
سفر "علي" إلى الخارج لإكمال دراسته كانت نقطة التحول في علاقتهما، شعر كل منهما باحتياجه للآخر.. تقول نور: "زاد من شعورنا بمدى قربنا من بعضنا البعض واحتياج أحدنا للآخر!"
العودة هنا لـ"علي" يروي كيف دعمته نور في الغربة وكيف كانت التجربة قاسية: "كانت فترة صعبة، أن تكون وحيدًا في بلد مختلف عن مجتمعك، هو بالتأكيد شيء ليس باليسير، كانت نور رغم غيابها متواجدة دائما بجانبي، تطمئن على بشكل دائم، ساعدتني كثيرا في مواجهة صعاب الغربة.. حينها فقط شعرت أنني أحبها وأنها خير سند لي في حياتي المقبلة".
شهور وحدث الزواج، وزف العروسان إلى عش الزوجية: "أعتقد أن الوضع معنا كان مختلفا بشكل كبير، نتشابه في أمور كثيرة، مواعيد التمرين متناسبة، نعود لتناول الغداء الصحي معًا، نذهب في المساء للتدريب معا.. نمط حياتنا متشابه ومتقارب لأقرب الحدود وهو ما سهل كثيرا من التفاهم بعد الزواج".. تقول نور عن مرحلة ما بعد الزواج.
زاد الزواج من تركيزي داخل الملعب، يدرك كل منا الضغوط التي يتحملها الطرف الآخر لتحقيق ذاته، شعرنا بالتوحد أكثر بعد الزواج، أحلامنا واحدة وأسلوب الحياة واحد.