إهمال المدارس بأسيوط يحولها مقابر للتلاميذ.. «تقرير»
يمثل شهر أكتوبر لعنة على طلاب وتلاميذ محافظة أسيوط كل عام، حيث تتكرر وقائع وفيات وإصابات ضحايا التقصير في عدد كبير من المدارس دون الاستفادة من الدروس السابقة والعمل على تفادي الأخطاء التي تودي بحياة الصغار وتحول المدارس لمقبرة الطلاب.
ترصد "فيتو" في تقريرها التالي عدة وقائع شهدتها بعض المدارس في شهر أكتوبر منها ما لم يتم البت فيه أو تنفذ أحكامه حتى بعد سنوات من وقوع ضحايا.
منذ 3 أعوام في 22 من أكتوبر راح التلميذ محمد صلاح الدين محمد حسانين الملقب بشهيد العلم ضحية الإهمال الجسيم والتقصير من قبل مسئولي مدرسة السلام الحديثة الخاصة التابعة لمؤسسة سنودس النيل الإنجيلي بعدما لقي الطفل مصرعه غرقا إثر سقوطه في بالوعة مجارٍ وصرف صحي مفتوحة بفناء المدرسة كانت مغطاة بجوال من الخيش حتى لفظ الطفل أنفاسه الأخيرة دون النظر إليه.
وفي تلك الواقعة وبعد تداولها أكثر من عام في المحكمة حكمت محكمة جنح ثان أسيوط الدائرة 12 جنح مستأنف في القضية التي حملت رقم 635 لسنة 2015 والمعروفة بقضية شهيد العلم بحبس نادرة بهار بطرس مدير المدرسة وأسامة عياد معاون المدرسة مسئول الصيانة بالحبس 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه وذلك لتسببهم بإهمالهم الجسيم ورعونتهم في وفاة الطفل مما احتسبه ولي الأمر إكراما للمخطئين وليس عقابا وخاصة أن العقوبة لم تنفذ حتى اليوم.
وعلى إثر ذلك رفع صلاح الدين حسانين والد المجني عليه مذكرة جديدة ونشر مراسلات جديدة لعدم تنفيذ الأحكام الصادرة في القضية حتى بعد مرور أكثر من 3 أعوام عليها قائلا إنه تم الحكم بالحبس على المتسببين في موت نجلي، في مسلسل الإهمال المتواصل في مدارسنا وفي حياتنا اليومية وتم تحريك الدعوى بصعوبة، والحكم فيها للتواطؤ والتقاعس الذي تم من بعض الجهات من يوم الحادث للتعتيم عليه وعدم محاسبة المجرمين لأسباب مختلفة حتى أن النيابة أفرجت عنهم بدون ضمان في نفس اليوم وظلت القضية حبيسة الأدراج حتى تدخل الشكاوى للنائب العام وللمحامي العام الأول نصرة للحق وحفاظا على حق كل الأطفال وحتى لا يتكرر مثل هذا الحدث مع أطفالنا مرة أخرى ولكن كان الحكم صادم وهو الحكم بــ3 سنوات فقط رغم مصرع طفل بريء.
العقال البحري
وفي مشهد آخر للإهمال والتقصير في مراقبة الطلاب شهدت مدرسة «العقال البحري الثانوية التجارية» بأسيوط جريمة مروعة؛ منذ عامين حينما ذبح الطالب مصطفى سيد بالصف الثالث الثانوي التجاري زميله شريف عبد العليم محمد 17 سنة بمطواة «قرن غزال» في مشاجرة نشبت بينهما داخل فناء المدرسة، قبل دخولهما أحد الاختبارات العملية بسبب معاكسة إحدى الفتيات.
وتم نقل الجثة والقبض على الطالب وأثار الحادث الفزع والرعب بين الطلاب الذين أكدوا أنهم لا يريدون الذهاب إلى المدارس حتى لا يذبحوا دون معاقبة مشرفي المدرسة على وقوع الحادث أو دخول المدارس بالأسلحة البيضاء.
ديروط
ومنذ عدة أيام احترقت إحدى الطالبات بينما أصيبت أكثر من 20 طالبة أخرى بمدرسة ديروط الثانوية التجارية المشتركة حينما أقدم فلاح على إلقاء زجاجة ملوتوف مشتعلة داخل الفصل دون الرجوع إلى كيفية وصوله إلى الفصل الدراسي الخاص بالفتيات.
وتلقى اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط إخطارا من مأمور مركز شرطة ديروط بوصول بلاغ من مدير إدارة أسيوط التعليمية يفيد قيام "عمرو يحيى مسعود جميل" فلاح قام بإلقاء زجاجة مولوتوف على المدرسة أدى إلى اشتعال حريق ونجم عن الحادث إصابة الطالبة "م ج ل" بحروق بالذراع وإصابة 25 طالبة أخرى بحالات إغماء.
أبنوب التعليمية
واليوم شهدت مدرسة نصار الإعدادية التابعة لإدارة أبنوب التعليمية بأسيوط مصرع طالب إعدادي إثر سقوط عارضة الملعب المتحركة على رأسه أثناء الفسحة وتواجده في فناء المدرسة مما أدى إلى مصرعه على الفور في واقعة إهمال وتقصير جديدة.
وكانت إشارة وردت إلى غرفة عمليات محافظة أسيوط تفيد بسقوط عارضة بفناء المدرسة على رأس عمر محمد جابر 13 عاما مقيم تحت الكوم التابعة لمركز أبنوب طالب بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة عزت نصار الإعدادية بمدينة أبنوب أثناء الفسحة المدرسية مما أدى إلى وفاته وتم نقله لمستشفى أبنوب المركزي، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
وتم القبض على مسئولي المدرسة واصطحبت قوات الشرطة منذ قليل، كمال محمود أحمد مدير المدرسة، و2 من مشرفي النشاط اليومي لمقر مركز شرطة أبنوب وجاري التحقيق معهم في الواقعة.
وفي ذات السياق أحال المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط، واقعة مصرع الطالب للنيابة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة كما أوقف عمل مدير المدرسة.