رئيس التحرير
عصام كامل

الفرق بين "لولا" ومرسى!!


لم يكن لولا (بطل الفقراء) ملهما أو عبقريا عندما قاد البرازيل من الهاوية إلى القمة فى أقل من 8 سنوات، برغم تسلمه مقاليد الحكم والدولة على حافة الإفلا،س وهناك أكثر من 200 مليون مواطن يعانون الجوع والفقر والبطالة، لم يتسول قروضا.. لم يعاد دولا.. لم يفكر فى الانتقام، كل مافعله هو المصالحة مع الجميع..


لم يقصِ أحدا.. لم يفصل الدستور.. لم ينتهج سياسات انتقامية من القضاة أو الشرطة أو حتى رجال الأعمال الذين بسببهم فقد إصبعه عندما كان يعمل فى أحد المصانع،  وهو ما اضطره للعمل كماسح أحذية وبائع خضار وميكانيكى، حيث طلب من رجال الأعمال و الطبقة المتوسطة الالتفاف حول الفقراء وانتهج سياسات ليبرالية تفوق كل أحلام الرأسماليين لحماية صناعتهم واستثماراتهم لدرجة جعلت هذه الطبقة أكثر تأييدا لحكم لولا من الطبقتين الوسطى والفقيرة.

وهو ما أحدث نقلة نوعية للاقتصاد البرازيلى، حيث استطاع جذب أكثر من 200 مليار دولار استثمارات، لدرجة أن شعبه ثار من أجل تعديل الدستور لكى يتمكن ماسح الأحذية من الترشح مرة أخرى إلا أنه رفض وطلب من الجميع دعمه من أجل إنقاذ البرازيل فقط، وهو ماظهر جليا فى أول زيارة لأمريكا عندما قال لبوش قضيتي ليست العراق وأفغانستان، لا تحدثنى إلا عن فقراء البرازيل ، قل لى كيف تساعدنى فى إنقاذ هؤلاء،لاتقل لى حارب الإرهاب.

ليتك تتعلم أيها الرئيس من تجارب الآخرين، ليس عيبا أن تقرأ فى كتب التاريخ، وتعرف أن الذين انفضوا من حولك ليسوا دعاة شهرة ، لايوجد فى هذه الدنيا معصوم، أنت بشر لماذا لاتراجع نفسك، لماذا لاتعترف ببدايتك الخاطئة فى إدارة البلاد؟، لماذا دائما تعطى خصومك الفرصة لكى ينتقموا منك.

ننتظر المفاجأة، أعلن التوبة.. اعزل قنديل..غيّر الدستور.. احترم القضاة.. طبق القانون على الجميع.. اقطع لسان من يتاجرون بالدين وبدماء الشهداء.. صالح نفسك والجميع.. حاسبها قبل أن تحاسب.. لاتكابر حتى لاتسقط مصر لأنها أهم من المعارضة والجماعة، لا نريد مليارات قطر، فقط نريد كرامتنا، الشعب كله ينتفض بأن ملايين الأسر تعانى بسبب جنون الأسعار الذى فعلته بنفسك بمستشاريك الذين لايفقهون شيئا فى الاقتصاد.

تذكر" لولا" الذى ترك الحكم وشعبه يصرخ ينادى لاتتركنا سنعدل لك الدستور سنعطيك كل الصلاحيات،  لكنه رفض حتى يعطى الفرصة للآخرين.
الجريدة الرسمية