«أسبوع الفرح» عادة صعيدية نكدت على أعراس الفيوم.. «تقرير»
تغيرت أسعار كل شيء، وكان متوقعا تغيير نظرة المواطن بسبب ذلك للزواج، ليكون والدي العروسين رحماء بأولادهم، إلا أن التقليد والتفاخر أوقع كثيرا من الأسر في فخ الدين عقب زواج الأبناء، وفي القرى المسألة أكثر صعوبة، خاصة أن العادات والتقاليد ترهق الأسرة طوال الأسبوع الأول من الزواج، خاصة أنهم أفرغوا خزائنهم للتجهيز.
السطور التالية ترصد حال بعض قرى الفيوم خلال أسبوع قبل وبعد الزواج.
يقول سعد سيد، من أبناء قرية هوارة عدلان: إن الزواج أصبح مكلفا ومرهقا جدا للأسر وإن كان أهل العروس أكثر المضارين من العادات الجديدة والقديمة؛ حيث يتولون وفقا لتقليد قديم إطعام أهل العريس وجيرانه بما يسمى الفطور والعشاء.
والفطور عبارة عن صواني فطائر مصنوعة بالسمن البلدي لا يقل عددها عن 5 ويصل أحيانا إلى 20 فطيرة، وتتكلف الواحدة أكثر من 200 جنيه، والعشاء كميات من اللحوم تتفاوت حسب قدرة أهل العروس لكنها لا تقل عن 5 كيلو جرامات بالإضافة إلى كميات من كل أنواع الخضار المتواجدة بالسوق والبقوليات أيضا ولا تقل هي الأخرى عن 5 كيلو من كل صنف بالإضافة إلى جوال دقيق 25 كيلو أو يزيد حسب مقدرة أهل العروس.
ويستمر الحال على هذا المنوال طوال أيام الأسبوع الأول من الزواج، وفي اليوم الأخير تضاعف الكميات.
ويقول عبد التواب الخياط من إحدى قرى مركز الفيوم: إن الكارثة فيما يطلقون عليه رد الشبكة، وهو غالبا ما يكون عجلا وكميات دقيق لا تقل عن 100 كيلو وليلة الحناء في منزل العريس أو العروس تقام ولائم ويذبح أهل العريس عجلا، ومثلهم يفعل أهل العروس، وليت اللحوم تذهب للفقراء، لكنها تذهب لهؤلاء الذين يأتون لنقوط أهل العروسين.
وتضيف علا عبد الجواد، مؤسسة مبادرة تقليل نفقات الزواج: إن الأهالي خاصة السيدات ما زالوا متمسكين بالشبكة التي لا تقل عن 100 جرام في القرى وتصل إلى 250 جراما وتمكنت المبادرة من التأثير في بعض القرى التي عقدنا فيها مؤتمرات فبعضهم خفض وزن الشبكة وبعضهم اقتصر على خاتم الخطوبة مع كتابة قيمة الشبكة في قائمة المنقولات، لكن ما زال السواد الأعظم متمسكين بعاداتهم القديمة البالية.
وتتابع علا: إن الأكثر من ذلك تجهيز العروس؛ ففي قرية اللاهون مثلا يصل تجهيز العروس إلى أكثر من 150 ألف جنيه، ومن غرائب وعجائب أهالي بعض قرى الفيوم شراء الأجهزة الكهربائية وغسالة فول أوتوماتك لوالدة العريس من نفس ماركة وسعة ما يتم شراؤه للعروس.
واختتمت: أن القبائل أفضل من القرى بكثير في اختصار نفقات الأفراح؛ فهم يعملون بالمثل القائل "بنشتري راجل" لأن كلا العروسين يجهز بما يستطيع دون إسراف أو حاجة إلى الاستدانة.