كلام ميكروباص

جاءت الموافقة على تحويل ابني من مدرسة بقرية وردان بمنشأة القناطر في أطراف محافظة الجيزة إلى منطقة إمبابة لقربها من السكن، خلال رحلة الذهاب والإياب 3 مرات متتالية بسبب الإجراءات الروتينية المصرية المعروفة للجميع، وزيارة معظم قرى منشأة القناطر للحصول على الموافقات والأختام المطلوبة، وكنت أستقل عدة ميكروباصات أو السيارات النصف نقل بحسب ما يستخدمها أهالي القرى هناك، وحدث الآتي:

1- سيدة عجوز تصرخ في السائق ليه يا اسطى الأجرة 7 جنيه من إمبابة لوردان حرام عليكم اللى بتعملوه في الناس.. ولكن قبل أن يرد السائق تطوع شخص آخر: إنتي لسة شوفتي حاجة انتظر شهر 11 الأجرة هتكون بـ15 جنيه عشان ننفذ تعليمات صندوق النقد الدولى وتفرح الحكومة ولكن ردت السيدة قائلة: "لو الحكومة عاوزة الأجرة 70 جنيه هندفع شكلك إخوانى يا منيل وهتتمسك قبل ما نوصل"، وضج جميع من بالسيارة بالضحك من رد فعل السيدة العجوز.

2- رايح فين يا صاحبي: رايح الجامعة تيجى معايا، هذا ما قاله شاب جامعي لصديقه أثناء تحميل السيارة بالموقف.. تعالى هتنبسط جدا واليوم هيعدي تعالى بس وانا هدخلك الجامعة في مصر حاجة تانية- على أساس أننا في لندن- بنات وحركات وينتهي الأمر بركوب الأنتيم معانا.

3- شوفت يا بيه الطريق ده مش هيتصلح حاله أبدا قالوا سوف تدخل المياه القرية من العيد وتم حفر الطريق ولم يعمل أحد حتى الآن.

4- بنت قاعدة في أول كرسي بعد السائق وتضع السماعة في أذنيها وتتحدث، وخلفها شاب في ذات عمرها يضع أيضا السماعة في أذنه ويتحدث بصوت خافض، ولكن فور وصولنا لكوبرى القناطر يعلو صوت رجل كبير يقترب من الستين عاما قائلا: إيه اللي بتعمله أنت والبنت ده بتتكلموا مع بعض في التليفون عشان منعرفش.. ثم أصر على نزول الشاب من العربة، وطبعا نفذ الكلام ونزل الشاب في القناطر وبعدها نزلت البنت في منطقة أخرى وسط كسوف فاضح.. (نصيحة تحولت لفضيحة).

5- قال أحد الركاب: ممكن اطلب طلب يا أستاذ.. ممكن تدفع الأجرة عشان أنا نسيت فلوسي، فأجبت قائلا: ولا يهمك حاضر.. ولكن تدخل السائق قائلا: "مش كل يوم واحد يدفعلك.. النهارده أنت اللي هتدفع الأجرة"، وفعلا أخرج الشاب المبجل من جيبه مبلغا لا بأس به وسلم الأجرة للسائق.