رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكاية أهم منطقة لصناعة وتجارة الأخشاب في مصر

فيتو

عند نهاية شارع الخشابين بمنطقة اللبان بالإسكندرية، والمعروف بهذا الاسم منذ القدم بسبب تواجد الكثير من محالات بيع كافة أنواع الخشب، والتي تبدأ رائحة الخشب تملأ أنف المار من هذه المنطقة، تزداد كلما اتجه إلى منطقة الخشابين. للوهلة الأولى يشعر المار وكأنه انتقل إلى غابة أشجار مثل التي يراها في الأفلام القديمة، تلال من أخشاب الأشجار مختلفة الأطوال والأحجام، وأناس يغوصون في "نشارة" الخشب من رأسهم حتى أصابع أقدامهم.


"في الثامنة صباحًا من كل يوم نترك أولادنا للبحث عن الرزق" بهذه الكلمات يروي صناع تقطيع الأخشاب بالمنطقة حكاياتهم ومعاناتهم اليومية مع مهنتهم، يدأب طوال اليوم على حمل قطع الخشب ناقلًا إياها إلى حجرة القطع بالمنشار، بالورشة للبحث عن رزقه وتلبية احتياجات أسرته. 

من جانبه قال عم سليمان محمود أحد عمال تقطيع الأخشاب، أعمل بهذه المهنة منذ أكثر من ١٥عاما وتعلمت الصنعه من والدي الذي كان يعمل بائعًا للخشب، إلا أني اضطررت للعمل بالصنعة لتربية أولادي، في ظل الظروف التي تحيط بنا من ارتفاع أسعار المعيشة، وأيضا ارتفاع أسعار الأخشاب في هذه الفترة مقارنة بالأعوام الماضية. ونحن ننتظر نقلة الخشب التي تأتي من محافظات الصعيد والفيوم والمنوفية وبلاد كتير يوميًا، التي يقوم صاحب الورشة بشرائها، ونبدأ ننقلها قطعة قطعة على الورشة، الشغل لا يتوقف لحد 10 مساءً، وأحيانا "لو الشغل كتير بنسهر للفجر"، ويبدأ العمال في التطبيق باليومين بعيدًا عن أسراتهم من أجل البحث عن الزيادة المالية التي يمنحها لنا صاحب الورشة لتلبية احتياجات الأسرة وليس لنا بديل عن ذلك.

وأضاف عم سليمان، أن هذه المهنة خطر لكنها أكل عيشنا، و"لقمة العيش" تجعلنا نتعرض للخطورة كل يوم، وخاصة خلال عملية تقطيع ونشر الأخشاب، فأي خطأ ولو بسيط قد يؤدي إلى قطع أيادينا بالمنشار.

أما مصطفى جابر ٦٠ عاما والذي يقتصر دوره داخل ورشة الأخشاب بحكم سنه على الوقوف أمام ماكينة التقطيع والتنظيف، أما مهمة حمل القطع فيتولاها العمال من الشباب. قال عم مصطفى: أعمل بهذه المهنة منذ أكثر من خمس سنوات، وقبلها كنت أعمل حارس أمن بإحدى الشركات لسداد مطالب الأسرة وزوجتي، إلا أنني ليس لي بديل غير أن أعمل بهذه المهنة التي بدأت معي بالوقوف بأحد المحال لبيع الأخشاب للزبائن وعرض بعض الأصناف، إلا أن صاحب المحل لديه ورشة وقرر أن أقوم بتقطيع الأخشاب ومساعدة العمال بها.

أشار عم مصطفى، إلى أنه بعد ارتفاع الأسعار وخاصة الأخشاب والتي يتم استيرادها من الخارج، والعمل على تقطيعها، قلت عملية البيع والشرا، عن الأعوام الماضية التي كانت تشهد تزاحم للأسر والأزواج لشراء الأخشاب التي يحتاجون إليها أو عمل بعض الحجرات من الخشب وقد وصلت الأسعار إلى ١٧ ألف جنيه للمتر وبها الكثير من الأنواع والتي منها الزان وأرو والسويد والشواح الأصفر.

وأكد عم مصطفى، أن خشب الزان يعتبر من أصلب أنواع الأخشاب؛ لأن مسامه ضيقة جدًا، ولا يوجد به أي عقد، ويميل لونه للاحمرار قليلًا، ويُستخدم الزان في تصنيع الأثاث المحفور محليًّا ويسمّى بالكلاسيك، أما الخشب الأرو أو القرو يتميز بتجزيعاته الكثيرة المتعرّجة، وهو أفضل أنواع الخشب متانةً وجمالًا وأغلاها ثمنًا، والخشب الأرو أنواعٌ كثيرةٌ مثل اليوغسلافي، وهو الأرخص بسبب نسبة الرطوبة فيه.
الجريدة الرسمية