رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد سعد الدين صاحب موسوعة «فرعون ذي الأوتاد»: أتمنى استكمال مسيرة «المسيري» في فضح إسرائيل

فيتو

  • كتاب "إسرائيليات التاريخ" يرد على جميع التحريفات في كل عصور التاريخ
  • إسرائيل بدأت في زراعة شجر الغرقد ليحميها يوم القيامة
  • ترجمة الكتب الإسرائيلية للعربية "ضرورة ملحة"
  • المطبخ السياسي تسبب في نزع الحيادية عن كتابات محمد حسنين هيكل
  • حرب أكتوبر لم تكن محسومة.. ونحتاج إلى التعرف على نظرة إسرائيل لتلك الحرب
  • رحيل عبد الوهاب المسيري سبب فراغا في دراسة الشأن اليهودي والإسرائيلي
  • إسرائيل تعمل بمبدأ "العرب أمة لا تقرأ.. وإن قرأت لا تفهم"
  • الثقافة المصرية "يتيمة" بدون مشروع القراءة للجميع
  • سأعتزل الكتابة لو شعرت أن موهبتي غير مؤهلة
  • حياتي "معاناة مستمرة" وبكتب في الإجازات داخل "صومعتي" الخاصة
  • ابعتدت عن دراسة التاريخ والآثار حتى لا أتحول لـ"موظف" بلا شغف
  • مقولة "الكتابة مبتأكش عيش" غير صحيحة والربح مسألة نسبية
  • الكاتب المنتظر للربح من عمله الأول "مغفل"
  • مقتل جون كنيدي بلعنة "قلادة مردوخ" معلومة غير مؤكدة
  • "قلادة مردوخ" تصلح لعمل سينمائي في هوليوود

أكثر من 10 سنوات، قضاها في البحث وراء شخصية "فرعون موسى" ليصدر موسوعته الضخمة "فرعون ذي الأوتاد".. تلك الموسوعة التي راهن الكاتب أحمد سعد الدين عليها في تغيير عدد من الإفتراءات الإسرائيلية حول تلك الشخصية التي ادعت نسبه إلى أشهر ملوك مصر القديمة.

شهرة واسعة استطاع أحمد سعد الدين تحقيقها من خلال موسوعته، التي كسب من خلالها ثقة الجمهور في كتاباته وأعماله، ليطرح عمله الثاني والمتمثل في رواية "قلادة مردوخ"، الصادرة مؤخرًا عن دار كيان للنشر والتوزيع.

وفي حوار جمع "فيتو" مع سعد الدين للحديث عن أبرز القضايا التاريخية وعمله الجديد، دار الحوار على النحو التالي:


عملك الأساسي بعيد عن الأدب والتاريخ، فما أسباب تلك الفجوة بين عملك وشغفك للتاريخ والكتابة؟
نشأتي كان لها علاقة كبيرة بالتاريخ والآثار، نظرًا لعمل والدي في هذا التخصص، وكان أمله وحلمه أن أرتاد أي كلية تختص بالآثار أو التاريخ، لكني عزمت لعدة أسباب دراسة إدارة الأعمال، لذا تخرجت في من كلية التجارة بشهادة بكالوريوس إدارة أعمال، ثم حصلت على دبلومة الدراسات العليا من الجامعة الأمريكية في نظم إدارة الجودة، ثم الماجستير والدكتوراه في التخصص نفسه، وأعمل حاليًا كاستشاري جودة.

أما عن أسباب إصراري على إدارة الأعمال، هو أني رأيت العديد من الأشخاص الذين عملوا في مجال الآثار والتاريخ بالمؤسسات الحكومية، فقتل شغفهم وتحول إلى عمل وظيفي روتيني لا يقدم أي جديد، لذلك كنت واعٍ لتلك الأزمة، وعمدت على عدم قتل شغفي.

هل عزمت على العمل خارج إطار الأدب طبقًا لمقولة "الكتابة مبتأكلش عيش"؟
هذه المقولة غير صحيحة، فالكثير من الأدباء يتربحون من كتاباتهم، والتربح من الكتابة أمر نسبي، فالكاتب الذي ينتظر الربح بعد عمله الأول هو شخص "مغفل"، لأنه لا بد أن يثبت أقدامه في الوسط الأدبي ويحظى بثقة القراء أولا، ثم سيأتيه الربح من تلقاء نفسه.. خاصة أن الوسط الأدبي حاليًا لا يمتلك أدباء بالمعنى الحقيقي إلا نادرًا.

كيف تستطيع التوفيق بين عملك والكتابة في آن واحد؟
الأمر في غاية الصعوبة، خاصة مع مرور الوقت وتدرجي في عملي الوظيفي، لذلك أضع لنفسي قواعد صارمة حتى أستطيع المواصلة في الكتابة وشغفي للتاريخ، ومنها ألا أضع نفسي في إطار الإلهام، فلا أنتظر ساعات معينة ولا أمارس طقوسا بعينها للكتابة والقراءة، إنما اعتدت على الكتابة بشكل يومي قطع صغيرة تتناسب مع وقتي.

عملك الأول "فرعون ذي الأوتاد" كان كتابا بحثيا بعيدا عن عالم الرواية، فمتى قررت كتابة روايتك الأولى "قلادة مردوخ"؟
بدأت في كتابة "قلادة مردوخ" قبل صدور "فرعون ذي الأوتاد" بفترة، وليست الرواية فقط التي تسبق صدور الكتاب، إنما أتحدث عن أكثر من 40 مشروعا يتنوع ما بين الكتب البحثية والروايات، وذلك لأني أكتب بطريقة التوسع الأفقي، أي أكتب قليلا في كتاب ثم أتركه، ثم انتقل لكتابة فصل في رواية، وهكذا.. والعمل الذي يبلغ منتهاه قبل غيره هو من أقدمه للنشر.

ألا تثير تلك الطريقة في الكتابة تشتتك؟
اعتدت الأمر، فأنا في دوامة متلاحقة، مثلي مثل معظم الأدباء والكتاب، فحياة الكاتب هي معاناة مستمرة.

من أين جاءتك فكرة "قلادة مردوخ" لتحويلها لرواية؟
ليست فكرة من بنات أفكاري، إنما هي أسطورة لها وجود حقيقي في كتب التاريخ، حيث ذكرت الكتب أن تلك القلادة تصيب مرتديها بلعنة الموت، وقصت تلك الكتب حكايات مرتدي القلادة ابتداء من عصر هارون الرشيد وصولا للرئيس الأمريكي جون كنيدي، وكان هناك فراغ كبير لم تذكره الكتب عن تاريخ القلادة قبل عصر الرشيد، لذلك قررت البحث والكتابة وتبحرت في الأمر حتى استطعت التوصل إلى وجود حقيقي للقلادة في الميثولوجيا البابلية من خلال ترانيم إله بابل القديم "مردوخ"، واستطعت من خلال الترانيم معرفة ضحايا تلك القلادة ابتداء من عصر حمورابي الملك البابلي، وكيف حصل كهنة مردوخ عليها، وما مصيرها بعد حمورابي وكيفية انتقالها حتى عصر هارون رشيد، وصولا إلى الرئيس جون كنيدي.

إذن هل يمكن القول إن جون كنيدي قتل بفعل لعنة القلادة؟
لا نستطيع الجزم، والتأكد من حقيقة المعلومات حول القلادة، فعلى الرغم من ذكر القلادة في عدد كبير من الموسوعات الأجنبية والعربية التي تؤكد وفاة الرئيس الأمريكي بفعل لعنة القلادة، إلا أن تلك المعلومات لا يمكن إثباتها بشكل علمي محقق، لكن المفيد في الأمر هو أني استطعت عمل إطلالات تاريخية سريعة على عدة عصور في رواية واحدة، تربط بينهم القلادة.

لماذا قلادة مردوخ خاصة؟
لأني أميل للكتابة في التاريخ، وأهدف إلى إعادة القارئ البسيط الذي عزف عن قراءة التاريخ، وهو ما استطعت تحقيقه بالفعل من خلال الرواية حيث أخذت القارئ في جولة بين عدة عصور مختلفة، وذلك لأن العمل الروائي أفضل في قص الأحداث التاريخية على القارئ من الكتب البحثية المتخصصة في المسائل التاريخية.

كم من الوقت استغرقت في كتابة "قلادة مردوخ"؟
لا أكتب بشكل متواصل، لكن يمكن القول إنها استغرقت وقتا يتراوح بين عام ونصف العام.


كتابك الأول "فرعون ذي الأوتاد" تمت مصادرته من الاحتلال الإسرائيلي، فهل تتوقع المصير نفسه لرواية "قلادة مردوخ"؟
لا أظن، على الرغم من شغفي للبحث في اليهوديات، والرواية تتناول بعض أفعالهم الدنيئة ومؤامراتهم في عدة عصور، ومنها عصر نابليون بونابرت الذي كان أول من دعا اليهود إلى فلسطين، وكيف رجع عن دعوته واكتشف طباعهم وخيانتهم، عندما قال: "لا ينبغي النظر إلى اليهود كعنصر متميز، بل كغرباء، وسيكون إذلالا مرًا أن يحكمنا هؤلاء، فهم أذل شعب على وجه الأرض".

هل يمكن تحويل "قلادة مردوخ" لعمل سينمائي، ومتى تتم ترجمتها؟
هي تصلح كعمل سينمائي بامتياز، لكنها تحتاج إلى ميزانية إنتاج ضخمة جدًا لا أظن لمنتجي مصر قدرة على تلك المبالغ الطائلة، فالرواية لا تتناسب إلا مع الإنتاج الهوليودي.

أما عن الترجمة، بالفعل تحدثت مع الناشر عن ترجمتها للغة غير العربية، وهناك نية لفعل ذلك، لكن ننتظر تحقيق الرواية للنجاح المرجو على الصعيد العربي أولا.

ما سر شغفك باليهوديات؟
ليس شغفا باليهوديات، إنما شغف بالقضية الفلسطينية، ولد عندي هذا الشغف رغبة في فضح مؤامرات اليهود، بما أني أمتلك أداة خطيرة يستخدمها اليهود دائمًا وهي التاريخ، حيث يستغل اليهود جهلنا بالتاريخ لتحريفه لخدمتهم، وهو ما ذكره موسى ديان رئيس الكيان الأسبق عندما قال "العرب لا يقرأون وإن قرأوا لا يفهمون".

ما تقييمك لاهتمام الكيان الإسرائيلي بالثقافة؟
أفضل من العرب بمراحل، فهم يدركون أهمية الكتب ومدى تأثيرها، لذلك يدققون في جميع ما يدخل لفلسطين من كتب، ويتم مصادرة أية كتب تناقش نقاط محورية في القضية الفلسطينية واليهوديات بشكل عام، وهو ما يثبت اطلاعهم على إصداراتنا وعملهم على ترجمتها إلى العبرية.

في المقابل "إحنا نايمين في العسل" فلا يتجاوز عدد المهتمين باليهوديات في مصر أصابع اليد، ولا نعرف أي معلومة عن ثقافتهم وطريقة تفكيرهم، لأن كتبهم وإصداراتهم لا تصلنا، وهناك كتاب صهيوني في غاية الأهمية يدعى "المحدال" الذي كتبه سبعة صحفيين إسرائيليين، يتحدث عن كواليس حرب أكتوبر، ويعكس كيف رأى اليهود تلك الحرب، لكن لا أحد من مثقفينا المصريين والعرب على إطلاع بالكتاب من الأساس.. نحن فقط نعيش فرحة النصر ونحتفل بها كل عام، ولا ندرك أن الحرب آنذاك لم تكن محسومة، ونحتاج لمعرفة كيف ترى إسرائيل تلك الحرب، والحرب مع إسرائيل ليست كما نظن أنها فقط بالسلاح، إنما هي حرب تاريخ وهوية، وهم يدركون ذلك جيدًا، أما نحن فما زلنا نغط في نوم عميق.

تقصد أنه يوجد فراغ في المثقفين المهتمين بالدراسات اليهودية؟
بالطبع، فبعد وفاة الدكتور الكبير عبد الوهاب المسيري، لا يوجد من يستكمل مسيرته غير قلة قليلة، ولا يمكن لتلك القلة مواكبة ما قدمه المسيري، واستكمال مسيرته الحافلة بالدراسات في الشأن الإسرائيلي.

هل تطمح لسد هذا الفراغ؟
أتمنى، لكن الوقت دائمًا لا يسعفني للتفرغ بشكل كامل، لذا لا بد من دعم الحكومات للدفع بكتيبة من المؤرخين الذين يعيدون قراءة التاريخ، خاصة اليهوديات، حتى نستطيع مواجهة الإفتراءات والأكاذيب التاريخية التي تنتشر يومًا بعد يوم.

هل تناصر ترجمة الكتب الإسرائيلية للعربية أم تعتبرها تطبيعا؟
بالطبع أناصر الترجمة، لكن بحرص، وأعني بذلك أن هناك بعض الكتب الإسرائيلية تحاول ضخ أفكار تنافي الحقيقة التاريخية، وهو ما لا نريد للقارئ العادي والمواطن البسيط قراءته، حتى لا يتأثر به، إنما أدعم الترجمة للمتخصصين حتى يستطيع الباحثون والمؤرخون العرب والمصريون الاطلاع على أفكار الكيان ليتسنى لنا محاربتها.

لا بد أن نبدأ بالترجمة ونختار ما يتم ترجمته، حتى لا تصلنا كتبهم غير المرغوب بها، مثل كتاب "مكان تحت الشمس" لبنيامين نتنياهو، الذي يباع في جميع المعارض العربية، على الرغم من امتلائه بالأكاذيب، فكيف يصل كتاب كهذا إلى بلادنا وتتم ترجمته وبيعه؟ الإجابة بسهولة هو أن إسرائيل تريد لمثل هذا الكتاب أن يصل لأكبر عدد ممكن من الدول العربية والأجنبية، للترويج لأفكارها، لذلك عندما تعمل المؤسسات الرسمية على الترجمة ستكون أفضل وأجدر بذلك، لأنها ستنتقي ما يجب ترجمته وما لا يجب.

جدير بوزارة الثقافة البدء في الترجمة وعدم تعميم الكتب الإسرائيلية على القراء إنما أتاحتها للباحثين فقط، ثم يكتب أولئك الباحثون كتبا ترد وتحاجج الكتب الإسرائيلية، وتلك الحجج يتم نشرها للعامة.. بذلك نستطيع الحفاظ على عقل القارئ من أفكارهم المسمومة، وبالوقت ذاته يتعرف الباحثون على عقول أعدائهم وثقافتهم.

ذكرت في أحد أحاديثك أن حلمك الكبير هو تحرر فلسطين، فما رأيك بظن العامة أنه إذا ما تحررت فلسطين تقوم القيامة؟
حرية فلسطين هو وعد مذكور، لا جدال حوله، لكن هناك فرق بين سقوط دولة إسرائيل وفناء اليهود ككل، فيوم القيامة يرتبط بفناء اليهود، أما سقوط دولة إسرائيل لا يرتبط بالأمر كثيرًا، سواء إن كان هذا الاعتقاد صحيحا أم لا، فالقيامة ستحدث في كلا الحالتين أو بدونهما.

برأيك هل يدرك الكيان الصهيوني الوعد الإلهي بسقوطهم؟
بالطبع، وأكبر دليل يثبت أن الكيان يعلم جيدًا ما هو مذكور في القرآن ووعود الله، أن هناك أحد المواقع التي يمكن من خلالها معرفة نسبة توزيع النباتات في العالم، فعندما تبحث في هذا الموقع عن شجرة الغرقد المذكورة في القرآن، تجد أنها انتشرت مؤخرًا في فلسطين خاصة المناطق المحتلة بشكل كثيف للغاية.

وأعد الكيان الإسرائيلي مشروعا كاملا يدعم زراعة شجر الغرقد، وطبعت دعاية تلك الأشجار على الملابس الإسرائيلية والمصنوعات، وفي صور الدعاية تظهر صورة للشجرة، وخلفها حاخام (رجل الدين اليهودي)، وهو ما يعني إدراك اليهود لمدى صدق القرآن الكريم، أنه ذات يوم سيختبئ اليهود وراء هذا الشجر ليحميهم ويخبؤهم.

انتقالا لنقطة أخرى.. برأيك هل المؤرخ يكتب التاريخ لصالح الأقوى؟
ليسوا جميعهم، الأمر يعتمد على المؤرخ نفسه، فأصدق المؤرخين أو الشاهد الصادق، هو الذي يكون من عامة الشعب العادي، ليس محسوبا على فصيل بعينه أو مقرب من الحكومات، ويكتب شهادته على واقعة رآها بعينه، ونسميه في التاريخ بأنه شاهد معاصر، أي أرخ الواقع كما رآه وعاصرها، وتكون شهادته ثمينة للغاية في التاريخ إن وجدت.

هل تتوقع أن يكتب مؤرخو عصرنا التاريخ بحيادية؟
هذا هو الرهان، فكثير من الكتب تصدر الآن تحت عنوان "شهادتي على العصر"، أبرزهم على سبيل المثال الراحل محمد حسنين هيكل، الذي يعتبره الكثيرون مؤرخ للعصر الحالي، فهل روايته يؤخذ بها لأنه كان في المطبخ السياسي؟ وهل هي رواية محايدة؟ بالطبع هناك معلومات ذكرها صحيحة، لكن علميًا وبأسس التاريخ لا يمكن الأخذ برواية هيكل للأحداث على أنها رواية حيادية، لأنه من المؤكد أنه تأثر باحتكاكه بصناع القرار السياسي في عصره.

إذن ماهي النقاط التي يمكن للقارئ من خلالها معرفة المؤرخ المحايد من عدمه؟
يجب قبل قراءة العمل الذي يقدمه المؤرخ، البحث عن سيرة المؤرخ نفسه، أيديولوجياته الفكرية، والأطراف المحسوب عليها، وانتماءه ودينه، حتى نستطيع تحديد ما إذا كانت روايته صادقة أم لا.

كيف ترى إقبال الشباب على القراءة حاليًا ومدى وصول الثقافة للشارع؟
أعتقد أنه قبل عدة سنوات كان وضع القراءة والإقبال عليها أفضل من الآن، فعلى الرغم من وجود عشرات الكتاب ودور النشر، فإن القراءة تأخذ في الانحسار، وأرى الخطأ في ذلك يقع على كاهل الحكومة ووزارة الثقافة، ففيما مضى كان هناك مشروع القراءة للجميع الذي استطاع إدخال أعظم الكتب لمعظم البيوت المصرية بأقل الأسعار، لكن بعد اختفاء المشروع، أصبحت الثقافة يتيمة.

وعلى الرغم من استمرار مكتبة الأسرة في الإصدار، إفن توزيعها ونسب إصداراتها أصبحت أقل، خاصة مع خفض ميزانيات الثقافة.

ما رأيك في ورش الكتابة التي يعقدها بعض الأدباء مؤخرا للشباب؟
الأمر يعتمد أولا وأخيرًا على موهبة ذلك الشاب، فلو أنه لا يمتلك موهبة في الكتابة، فلن ينتفع بملايين الورش، إنما يمكنه حقًا الاستفادة لو امتلك في نفسه موهبة الكتابة نفسها.. ويمكن للشخص إدراك تلك الموهبة، بعرض كتاباته على أشخاص مختصين ليقيموا أعماله.

متى يكتب أحمد سعد الدين وأين؟
أسير بمبدأ الإضافة اليومية، أي لا بد أن أضيف أي شيء لمشاريعي الأدبية بشكل يومي، سواء مراجعة أو قراءة أو إضافة معلومة.. إنما الخلوة للكتابة فأستطيع ممارستها أثناء العطلة (الإجازة) من عملي الوظيفي.

أما أين، فأنا أكتب في صومعتي الخاصة بالمنزل، وهي غرفة مخصصة لي، أختلي فيها بنفسي مع كتبي وأبحاث وجهاز الكمبيوتر، ولا يدخلها أي شخص من العائلة مادمت أنا بداخلها، إلا عند الحاجة القصوى لمحادثتي أو تقديم طعام أو مشروب لي.

متى يقرر أحمد سعد الدين التوقف عن الكتابة؟
لو أيقنت في يوم من الأيام أني لا أملك الموهبة التي تؤهلني لطرق باب الأدب والكتابة بشكل عام.

ما هو عملك الجديد؟
أعمل على كتاب جديد تحت عنوان "إسرائيليات التاريخ" يتحدث عن جميع التحريفات التي وردت في عصور التاريخ كافة، ليس من اليهود وحدهم، إنما يتناول الكتاب معظم الافتراءات الواردة في التاريخ ككل.

الجريدة الرسمية