رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف: 3 معضلات تواجه تجديد الخطاب الديني

 الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: «إن الخطاب الديني صار حديث الساعة بين المثقفين والعامة والخاصة، وذلك بسبب ما أصاب هذا الخطاب في العقود الأخيرة من سطو وتسلّق عليه، ومحاولات لاختطافه».


وأشار الوزير في مقال جديد تحت عنوان «الخطاب الديني وثلاث معضلات كبرى» إلى استخدام الدين من قبل أدعيائه المتاجرين به غطاء لعمالتهم وأعمالهم المشبوهة، وأعمال إجرامية تهدف إلى إسقاط دولهم وأوطانهم، وتفتيتها وتمزيقها، وتحويلها إلى بؤر وجماعات متصارعة تصارعًا لا يرجى الخلاص منه إلا برحمة من الله (عزّ وجل)، ويقظة منّا جميعًا، أفرادًا ودولًا، وإدراكًا لحجم المخططات والمؤامرات.

وأضاف الوزير: لا ينكر أحد أن حجم الإجرام والتخريب الذي يقوم به بعض المنتسبين إلى الجماعات والتيارات التي تتخذ من الدين ستارًا وشعارًا فاق كل التصورات، وتجاوز كل معاني الإنسانية إلى درجة يوصف معها من يقوم بهذا الإفساد والتخريب بالخيانة للدين والوطن معًا، مما جعل البعض يتجاوز باتهامه المخربين والمفسدين إلى الخطاب الديني نفسه.

وتابع: هناك ثلاث معضلات كبرى في تجديد الخطاب الديني أولها الجمود: من هؤلاء المنغلقين الذين أقسموا أن باب الاجتهاد أغلق،ومما يتعلق بذلك الخلط في مفهوم المقدس ، بتجاوز ما يجب تقديسه إلى محاولة إضفاء صفة القداسة على بعض ما لا يجب ولا يمكن تقديسه ، على نحو ما نجد من المقحمين لأنفسهم على الخطاب الديني من غير المتخصصين وغير المؤهلين الذين ينزلون أقوال بعض الفقهاء والمفسرين والمؤرخين وما ورد بكتب الأنساب وكتب السير والملاحم منزلة النص المقدس حتى لو لم يتم تمحيصها وتحقيقها وتدقيقها ، وحتى لو كانت هذه الأقوال قد ناسبت عصرها وظروفها وأصبح عصرنا بظروفه يتطلب اجتهادًا جديدًا يناسبه.

واستكمل: المعضلة الثانية هي معضلة الخوف من الإسلام، أو ما يعرف بـ"الإسلام فوبيا"، مما يجعل بعض هؤلاء المتخوفين يظن خطأ أن علاج التشدد إنما يكون بالذهاب إلى النقيض الآخر، مما يعود بنا إلى عقود من الصراع حدث فيها خلط كبير بين مواجهة التطرف وأهمية التدين، حيث توهم بعض المتخوفين من الإسلام أن محاربة التطرف تقتضي وتستلزم تجفيف منابع التدين، فاصطدموا بالفطرة الإنسانية، ونسوا أن أفضل طريق لمواجهة التطرف هي نشر سماحة الأديان، وتحصين الناس وبخاصة الناشئة والشباب بصحيح الدين، وأنك لا تستطيع أن تقضي على التطرف من جذوره إلا إذا عملت بنفس القدر والنسبة على مواجهة التسيب والانحلال والإلحاد الذي صار موجهًا لخلخلة مجتمعاتنا شأن التشدد سواء بسواء.

وواصل: أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها، لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت مما ينبغي التنبه له والحذر منه.

واختتم: الخوف من التجديد هي المعضلة الثالثة فلا شك أن التجديد يحتاج إلى شجاعة وجرأة محسوبة، وحسن تقدير للأمور في آن واحد، وإخلاص النيّة لله (عز وجل) بما يعينه على حسن الفهم وعلى تحمل النقد والسهام اللاذعة.
الجريدة الرسمية