رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي مكثف.. السيسي يشيد برجال الجيش والشرطة في استعادة الاستقرار والأمن.. يؤكد أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون التجاري والاستثماري مع أستراليا.. ويبحث تعزيز العلاقات في كافة المجالات مع العراق

فيتو

شهد اليوم الرئاسي أحداثا مكثفة حيث عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعًا مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة، وعدد من قيادات ومسئولي وزارتي الدفاع والداخلية.


واستمع الرئيس خلال الاجتماع إلى تقارير مفصلة بشأن الاشتباكات التي جرت يوم الجمعة الماضي بين قوات الأمن وعدد من العناصر الإرهابية، وأسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة ومقتل عدد من الإرهابيين.

التعازي
وتقدم السيسي بالتعازي في ضحايا الحادث من شهداء الوطن، وأعرب عن خالص المواساة لأسرهم، مؤكدًا أن هؤلاء الأبطال ضربوا المثل في الشجاعة والإخلاص للوطن، وأن تضحياتهم لن تذهب سدى.

ملاحقة العناصر
ووجه الرئيس ببذل أقصى جهد لملاحقة العناصر الإرهابية التي ارتكبت الحادث، وتكثيف الجهود الأمنية والعسكرية لتأمين حدود البلاد من محاولات الاختراق، مشددًا على أن مصر ستواصل مواجهة الإرهاب ومن يموله ويقف وراءه بكل قوة وحسم وفاعلية، حتى القضاء عليه.

وأكد الرئيس أن الحرب على الإرهاب لها طبيعة خاصة تختلف عن الحروب النظامية، وأن رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل نجحوا خلال السنوات الماضية في تجنيب الوطن المسارات التي شهدتها الدول التي تفشى فيها الإرهاب، ونجحوا في استعادة الاستقرار والأمن ومحاصرة الجماعات الإرهابية والتضييق عليها.

وشدد الرئيس على ضرورة عدم السماح بتحقيق أهداف الإرهاب في التأثير على الروح المعنوية للشعب المصري، الذي يعي تمامًا حجم التحدي ويقدر تضحيات الشهداء الذين يقدمون أرواحهم الغالية فداءً لأمن الوطن وسلامة المواطنين.

الحاكم العام لأستراليا
كما قدم الحاكم العام لأستراليا التعازي للرئيس السيسي في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع بمنطقة الواحات أول أمس، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب الذي بات يهدد العالم بأسره.

كما تحدث المسئول الأسترالي عن الانطباعات الإيجابية التي خرج بها من زيارته لمصر على مدار الأيام الماضية، وأكد حرصه على أن يتضمن برنامجه حضور ذكرى مرور 75 عامًا على معركة العلمين، وزيارة القوة الأسترالية المشاركة ضمن القوة متعددة الجنسيات في سيناء، وكذا النصب التذكاري للجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل أنور السادات لتأكيد تقدير بلاده لما اتخذته مصر من خطوات لتحقيق السلام وإرساء دعائمه بالشرق الأوسط.

النصب التذكاري
ورحب الرئيس السيسي، خلال لقاء اليوم، مع بيتر كوسجروف الحاكم العام لكومنولث أستراليا، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى السفير الأسترالي بالقاهرة بالحاكم العام، معربًا عن تقديره لقيامه صباح اليوم بزيارة النصب التذكاري للجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل أنور السادات، فضلًا عن زيارته للقوة الأسترالية المشاركة ضمن القوة متعددة الجنسيات في سيناء، مؤكدًا على أهمية الدور الذي تقوم به هذه القوة.

وأشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، وكذا بالجالية المصرية النشطة بأستراليا، التي تمثل نموذجًا ناجحًا للجاليات المصرية التي استطاعت أن تندمج وتسهم بفعّالية في المجتمع الأسترالي.

وأكد الرئيس على أهمية العمل على تفعيل أطر التعاون القائمة بين مصر وأستراليا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيدين التجاري والاستثماري.

التعاون المشترك
ومن جانبه، أشاد الحاكم العام الأسترالي بما يربط بين البلدين من علاقات قوية على مختلف الأصعدة، معربًا عن حرص بلاده على تطوير التعاون المشترك مع مصر في مختلف المجالات.

وأشاد المسئول الأسترالي بما حققته مصر خلال السنوات الماضية من نتائج على صعيد الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الإرهاب والتطرف ونشر قيم الاعتدال والتسامح والمواطنة.

كما ثمن الحاكم العام تعدد زيارات المسئولين المصريين إلى بلاده، بدايةً من زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني في سبتمبر الماضي، ثم زيارة وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج، مشيرًا إلى ما تسهم به تلك الزيارات في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي.

آلية التشاور
وأكد الرئيس، خلال اللقاء، على ضرورة تفعيل آلية التشاور السياسي بين البلدين، بما يساعد على تبادل وجهات النظر وتعزيز التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدًا حرص مصر على اتباع سياسة خارجية تتسم بالتوازن والاعتدال وعلى أساس مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الداخلية.

وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، خاصةً على صعيد زيادة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي، وتسهيل نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الأسترالية.

كما تم استعراض الخطوات التي تتخذها مصر لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأهم المشروعات التنموية الجاري تنفيذها لتطوير البنية التحتية وتنمية محور قناة السويس، وأشار الرئيس إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية التي يُمكن للشركات الأسترالية الاستفادة منها في مجالات متنوعة.

مكافحة الفكر المتطرف
كما تمت مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفكر المتطرف، وأعرب الرئيس عن استعداد مصر لتكثيف التعاون بين مؤسسة الأزهر الشريف والتجمعات الإسلامية في أستراليا لتدريب الأئمة، مما سيسهم في نشر التعاليم الصحيحة المعتدلة للدين الإسلامي ونبذ الأفكار المغلوطة.

ووجه الحاكم العام في ختام اللقاء الدعوة للرئيس لزيارة أستراليا، وأعرب الرئيس عن تطلعه لتلبية الدعوة خلال الفترة المقبلة.

رئيس وزراء العراق
كما التقى الرئيس السيسي، بقصر الاتحادية، الدكتور حيدر العبادي رئيس وزراء جمهورية العراق، في حضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ووفدي البلدين.

ورحب السيسي برئيس وزراء العراق والوفد المرافق له، موجهًا التهنئة على الانتصارات المتتالية التي حققتها القوات العراقية في حربها ضد "داعش" ونجاحها في تقويض التنظيم الإرهابي.

وأكد الرئيس على موقف مصر الداعم بشكل كامل لوحدة العراق وسلامته الإقليمية، ووقوف مصر بجانب العراق في جهود استعادة الأمن والاستقرار على كامل أراضيه وتعزيز تماسك نسيجه الوطني لقطع الطريق على كافة محاولات بث الفرقة وإشعال الفتنة.

وشدد السيسي على قوة العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، معربًا عن تطلع مصر للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين في شتى المجالات.

شهداء الواحات
وأعرب الدكتور حيدر العبادي أعرب في بداية اللقاء عن خالص تعازي العراق، حكومةً وشعبًا، في ضحايا العملية الإرهابية التي وقعت أول أمس بمنطقة الواحات، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل اجتثاث الإرهاب من جذوره.

كما أعرب رئيس الوزراء العراقي عن شكره وتقديره لمواقف مصر الداعمة لبلاده، مؤكدًا أهمية دورها باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي.

وأكد "العبادي" على اهتمام بلاده بتعزيز علاقاتها المتميزة مع مصر في المجالات المختلفة، والعمل على الدفع قدمًا بالتعاون الثنائي بين البلدين بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين.

تطوير التعاون
وشهد اللقاء تباحثًا حول سبل تطوير التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في أقرب وقت ممكن سعيًا لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات الثنائية وتنفيذ مشروعات مشتركة في العديد من المجالات.

كما تطرق اللقاء إلى سبل تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية في ظل الأزمات الإقليمية القائمة، حيث اتفق الجانبان على ضرورة الدفع قدمًا بالعمل العربي المشترك في هذا الاتجاه بالنظر إلى التحديات غير المسبوقة التي تواجه الأمة العربية في الوقت الراهن، والتي تتطلب العمل على ترسيخ وحدة الصف ونزع فتيل النزاعات الطائفية والمذهبية والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية.
الجريدة الرسمية