علي عبد الرحيم العَبور يكتب: «ما المانع»
إن أبناءنا التلاميذ فلذات أكبادنا وفلذات أكباد الوطن كل يوم منذ طلوع الشمس حتى آخر الليل وهم في حالة من الجد والعمل والاجتهاد بل أقول في الجهاد عينة في طلب العلم وتحصيل المعرفة وصنع الإدراك.
كل يسابق الزمن ويسابق أقرانه لكي يحصل على أعلى الدرجات كي ينحت لنفسه مكانًا بالمستقبل القريب أو البعيد، فكل يوم أشاهد وأنا في طريقي إلى مدرسة أطفالي مدى معاناة الآباء وكذا الأبناء وهم يقاومون بقايا النوم وبقايا حلاوة ملمس الفراش في أعينهم فتجد كرنفالا من البشر فمنهم من يركض مرتجلا ومنهم من ينتظر السيارات الأجرة المختصة باللحم غير المحدد معاملة كعلب السردين القديمة.
ومنهم من ينتظر أن يحن ويمن عليه صاحب تاكسي بالوقوف وأنت ترى في أعينهم نظرات الأمل والرجاء والإستجداء أن ينعم عليه بالوقوف ومنهم من يستقل دراجة بخارية وأنتم تعرفون مدى خطورتها فإصاباتها عاهات مستديمة مؤكدة فضلا عن نوبات البرد والكحة نتيجة إمتلاء صدور الأطفال بأكياس الهواء البارد كل صباح.
ومنهم من يمتطي الدراجات التي عفي عليها الزمن، كل يوم تتكرر معي تلك المشاهد باختلاف أبطالها كما أرى أمهات مجاهدات وأباء خط الزمن والقهر والظروف المادية مقالات تحت عيونهم وكتب ونشرات فوق جباههم، ولا أستطيع إلا أن أقول عسى أن يرحمهم ربهم بأن يكون لأحد أبنائهم أو كل أبنائهم فرصة صائبة سانحة تعوضهم عما هم فيه كحمام ماء فاتر يغسل ماعلق بهم من مأسي الزمان الماضي وقسوتة.
وما أقصده وأعنيه في مقالي من كل السرد السالف أنه الا يستحق الأبن المجاهد والأب المكافح والأم المثابرة مكافأة لحرصهم جميعا أن يخرجوا أبنا أو أبناء صالحين مفيدين فاعلين ينفعون الوطن ويصنعون أحجار يثبت به اركان وطنهم أو منهم من يضع لونا مبهجا في حوائط الوطن ليزين به واجهات أمتهم من خلال جوائز عالمية وشهادات علمية في ظل العولمة القاهرة.
أقول نعم يستحق الجميع المكافئة، نعم يستحق الجميع الشكر، نعم الجميع مثابون، فإنني أدعو وزير التعليم والقائمين على في وزارة التربية والتعليم أن يضعوا معايير لمجازات وإثابة المجتهدون منهم فمثلا ما المانع أن يثاب الطالب الحاصل على الدرجات النهائية على إعفاء كامل من المصروفات المدرسية، وما المانع أن يعطي الكتب المدرسية بلا أدنى ثمن، وما المانع أن يمنح شهادة تقدير بخلاف شهادة الدرجات المدرسية الرسمية.
وما المانع أن يمنح مكافأة شهرية بحيث تغطي مصروفاته اليومية بمقدار خمس جنيهات يومية على الأقل وبذلك نخلق نوعا من المنافسات الشريفة بين التلاميذ لعصف أذهانهم ليخرجوا أقصى ما لديهم، وما المانع أن يهدي إليهم الزي المدرسي، نعم الوزير إن فعلت ذلك، ونعم الوزارة إن سلك ذلك المنهاج.