#Metoo.. هاشتاج يكشف المستور في عالم الحرام
ذاع صيت هاشتاج «أول محاولة تحرش كان عمري» في مصر، أبريل الماضي، عندما تجرأ عدد كبير من الفتيات وقليل من الأولاد لمشاركة حوادث التحرش التي تعرضوا لها خاصةً في الصغر، ولم يصل الهاشتاج للعالمية ربما بسبب اللغة العربية غير المنتشرة سوى في العالم العربي، ولكن فعلها هاشتاج «Metoo» أو «أنا أيضًا».
لم نكن نتخيل أن الوسط الفني في الولايات المتحدة الأمريكية يعج بمحاولات التحرش وابتزاز الممثلات الصغيرات من قبل المنتجين والمخرجين، ولكن «إليسا ميلانو» دشنت هاشتاج «metoo» فضحت فيه «هارفي وينستين» وطلبت من جميع السيدات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي استخدامه لرواية مواقفهن، وسرعان ما انتشر في جميع أنحاء العالم فاضحًا الرجال وحتى النساء في بعض الدول.
تفاعل نحو مليون مستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم مع الهاشتاج الأمريكي الأصل خلال أسبوع واحد، وبحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية، فإن الدول الأكثر استخدامًا للهاشتاج كانت الولايات المتحدة الأمريكية ثم المملكة المتحدة، تلتهما كندا، والهند، وحلت كولومبيا في المركز العاشر، والهند كانت الدولة الوحيدة التي كان المغردون فيها من الرجال أكثر من النساء.
الولايات المتحدة
وبلغ عدد المشاركين في الهاشتاج بعد يوم واحد من انطلاقه 200 ألف، ممن تعرضن أو تعرضوا بشكل أو بآخر للتحرش أو الاعتداء الجنسي، وكذلك تدفقت القصص على موقع فيس بوك، حيث تحدث عن تلك القضية 80 ألف مشترك في الساعات الأولى من اليوم التالي لإطلاق الوسم.
ويدخل التحرش الجنسي في معظم مؤسسات أمريكا حتى المدارس، إذ سجلت إدارة المعلومات الجنائية الفيدرالية في الولايات المتحدة 17 ألف حالة تحرش جنسي داخل مدارس البلاد خلال 4 سنوات.
ووفقا لتحقيق نشرته وكالة «أسوشيتد برس»، مايو الماضي، أظهر أن حالات التحرش حدثت بين التلاميذ خلال الفترة ما بين خريف 2011 وربيع 2015، وتنوعت بين تحرشات لفظية وجسدية.
بريطانيا
لفتت الممثلة البريطانية لينا هيدي، التي تلعب دور سيرسي لانيستر في المسلسل الشهير «صراع العروش» اهتمام العالم عندما قالت إنها أيضا تعرضت للتحرش الجنسي من قبل هارفي واينشتاين، وأضافت هيدي من خلال عدد من التغريدات على موقع تويتر، أن المنتج الهوليوودي شعر بالغضب الشديد حينما قاومته.
وليس مفاجئًا أن تحتل بريطانيا المركز الثاني بين الدول الأكثر استخدامًا لـmetoo، فجميع الإحصاءات تؤكد أن معدلات التحرش في المملكة ليست بالهينة، وكشفت دراسة استقصائية، أغسطس الماضي، أن نصف عدد الفتيات، بين عُمر 11 إلى 18 عاما، تقريبا تعرضن لتحرش أو انتهاك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكأغلبية الجيوش الغربية، ترتفع معدلات التحرش الجنسي بين الجنود البريطانيين، لذا تعهدت الحكومة البريطانية من قبل بوضع حد لظاهرة التحرش الجنسي داخل الوحدات العسكرية، وذلك عقب تقارير تؤكد تحولها إلى مشكلة تستشري في مختلف القطاعات.
وقال تقرير رسمي إن ما نسبته 20% من المجندات في البحرية البريطانية و10% في القوات الجوية الملكية وثمن المجندات في القوات البرية يتعرضن للتحرش الجنسي من قبل زملائهن.
وقالت اللجنة التي أعدت التقرير إن وزارة الدفاع تلقت 2390 شكوى، مشيرة إلى أن التقرير يتطرق فقط لحالات التحرش التي تعرضت لها المجندات.
كندا
تبدو من الخارج دولة متقدمة ومتحضرة وشعبها متسامح، ولكنها صدمتنا بسبب الهاشتاج والقصص التي روتها الفتيات من خلاله. كانت دراسة نشرتها شركة ستاتيستا خلصت إلى أن 37% من نساء كندا و5% من رجالها بلّغوا عن حالات اعتداء جنسية عليهم في سنة 2014 وحدها، ويبلغ تعداد البلاغات الصادرة عن النساء في نفس العام 553 ألفًا. 71% من هؤلاء هم بين الـ15 والـ24 من العمر. يقدّر أنّ 6% فقط من حالات الاعتداء يتم الإبلاغ عنها إلى الشرطة.
الهند
من وقت لآخر تنشر الصحف العالمية خبرًا للانتقام من مجموعة شباب اعتدوا جنسيًّا على فتيات في الهند؛ ولكن الرجال في تلك الدولة الآسيوية يذوقون من نفس الكأس الذي سئمت النساء من الشرب فيه، وهو ما أوضحه «metoo».
ومع ارتفاع عدد حالات التحرش الجنسي، اضطرت الشرطة التحرك قبل استلام أي بلاغات من خلال تشكيل فرقة، مارس الماضي، في ولاية أتار براديش أطلقت عليها اسم "مكافحة روميو" تقوم بحملات أمنية مفاجئة في الأماكن العامة للحد من التحرش الجنسي ومعاكسة النساء. وقد أسفرت الحملة عن القبض على 15 رجلا أمام مدارس ومعاهد البنات.