الوجه الآخر لمعركة الواحات
لا شكَّ أن المصاب في حادثة الواحات جلل والأرواح الطاهرة من أبطال الشرطة التي صعدت لبارئها أدمت قلوب المصريين في كل مكان ومقتل الآلاف الإرهابيين وليس العشرات أمامها لا يمثل أي مقارنة لأجساد شهداء الداخلية من أبناء الوطن غير أن الجميع لم ينظر إلى الجانب الآخر في معركة الواحات والتي نسردها في السطور التالية:
فبداية هناك جهاز معلومات تطمئن إلى وجوده القلوب فقد استطاع أن يحدد وجود إرهابيين في المنطقة التي يختبئون فيها ويستغلون من موقعهم ركيزة لإطلاق واعداد عمليات إرهابية قذرة وبغض النظر عما يثار من شائعات حول تسريب تفاصيل الإخبارية للإرهابيين أو ما شابه، فإن الثابت أن هناك حقيقة واضحة بصحة المعلومة عن تمركز إرهابيين في تلك المناطق الصحراوية الوعرة والتي يصعب السيطرة عليها، أما مادون ذلك من أقاويل حول حقيقة ما دار في العملية فستكشف عنه الأيام القادمة، والروايات التي قد تخرج على ألسنة بعض المشاركين من أبناء الشرطة في مطاردة تلك الخلية.
ثاني العناصر الإيجابية في تلك المواجهة والتي يجب أن ينظر إليها بعين الفخر والاشادة، هو امتلاك مصر تلك النوعية من قوات الشرطة البواسل صاحبة هذه الروح العالية من البطولة والشجاعة والتضحيات المستمرة لخيرة أبناء الجهاز دون تراجع أو تهاون عن فكرة واحدة هي اقتلاع جذور الإرهاب ومحو اثاره من كل شبر في أرض الوطن.
ثالث الإيجابيات في تلك المواجهة هو أن الشرطة واجهت الإرهابيين في مقر اختبائهم ولم تدع لهم فرصة التخطيط لارتكاب عمليات تضر بمنشاءات حيوية، أو الاقدام على فعل كوارث بأماكن يتواجد فيها المدنيين العزل، مما يمثل نوعا من الحصار لخطط الإرهابيين وأبعادهم عن ارتكاب أعمال تدمر في المنشآت والأرواح من المواطنين الأبرياء.
ورغم فداحة الحادث بكل ما فيه إلا أن الثابت يقينا أن الدولة المصرية ماضية في طريقها نحو دحض الإرهاب ومواجهته، رافضة أي محاولات للانكسار أمام تلك الجماعات المتطرفة التي لاتعرف دينا ولا إنسانية في كل تصرفاتها.
وعلى الله قصد السبيل
Sayed _ ghonaim58@yahoo.com