رئيس التحرير
عصام كامل

مقال «مرسى صلى الله عليه وسلم» يثير جدلًا واسعًا على الفيس بوك

فيتو

أثار مقال الكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو فى العدد الصادر بتاريخ 28 أغسطس بعنوان "محمد مرسى صلى الله عليه وسلم" كثيراً من التساؤل بين النشطاء اليوم الخميس على صفحات الفيس بوك حول أن عنوان المقال حقيقى أم تم تركيبه مع صورة مرسى بطريقة الفوتو شوب.

وفيتو إذ تؤكد أن المقال صحيح وليس تركيبا بالفوتوشوب وهو يوضح رأى رئيس التحرير فى سياسات مرسى.
واليكم نص المقال بالكامل.
محمد مرسى صلى الله عليه وسلم!

من فوق منابر المساجد يقف مرسى قائلا: نحن نتوكل على الله.. صدى التصفيق يوحى بأن صاحب الخطاب إنما يقول ما يقول من فوق منبر الأقصى الحبيس. عندما يقول الرئيس إنه يتوكل على الله فإن أحدا لا يستطيع أن يعترض.. كيف نعترض على قرار توكل صاحبه على الله قبل أن يتخذه؟ المتابع لذئاب الإخوان الإلكترونية سيكتشف أن المعترضين على سياسة المتوكل على الله محمد بن مرسى هو على أقل تقدير من الخوارج، وربما يكون كافراً كفراً بواحاً، وقد يصل بالذئاب الحال أن تصف المعارض بالزنديق، وهو الذى كان يسمى في عصر الديكتاتور مبارك بالثائر. إذن الثائر ليس إلا من الخوارج.. تلك هى ديمقراطية مرسى في ثوبها الجديد.
محمد مرسي نزل فيه قول الله تعالى «وسكنتم فى مساكن الذين ظلموا»، وهو المناضل الذى أنشأ الجمهورية الثانية. لا شهداء يناير لهم علاقة بنضال فضيلته، هو وحده من أسقط نظاما، وهو وحده من ينشئ النظام الجديد. وإذا كان العيد «فرحة على حد قول الفنانة صفاء أبو السعود فإن العيد هذا العام حسب وصف جريدة مرسى والمسماة الحرية والعدالة «فرحتان» الأولى لصفاء والثانية لمرسى.. وهل مرسى أقل من صفاء؟ ومرسي صاحب قرارات كسر ظهر الثورة المضادة، كما قال سيدنا محمد البلتاجى، أما ميدان التحرير فإنه يتحول إلى نسخة من الحرم، بصفوف القيام فى عهد مرسى. ومرسى سيفعل ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب ويحشد الجيوش العربية ليحرر بيت المقدس، كما قال أحد كتابهم.وكما قال كبيرهم فان من أفضال مرسى أن تضاعف إنتاج فدان القمح ست مرات فى عهده الميمون. ومن إنجازات مرسى التي لم يفعلها حاكم عربى أنه صلى الفجر قرب منزله بالتجمع الخامس، ثم صلى الجمعة فى ذات اليوم بمدينة ٦ أكتوبر، وصلى عصر ذات اليوم بالعريش، وتناول إفطاره مع الجنود فى رفح، ثم ألقى كلمة في المسجد الذى صلى فيه التراويح، ثم عاد إلى القصر الجمهورى لعقد بعض اللقاءات.. إذن مرسى من أهل الخطوة!!
ومرسي، على حد قول بوابة الأهرام الإلكترونية يشبه سيدنا يوسف، وبالطبع هو أفضل من السادات، وللأسف الشديد فإن رئيس تحرير صحيفة قومية منع نشر مقال عن التطابق بين مرسى ونيلسون مانديلا، وهو المقال الذى تسبب منعه في هجمة شرسة من كاتب كبير -فى السن طبعا- على رئيس التحرير الذى منع نشر المقال. نفس الكاتب لم يهاجم رؤساء تحرير منعوا نشر مقالات تهاجم جماعة غير شرعية.. جماعة منحلة يعنى. وإذا كان للصائم فرحتان، نص عليهما حديث شريف، فإن عصر مرسي جعل للصائم ثلاثا، وتستطيع أن تتبين ذلك من حملة «فخور لأنى اخترتك» على شبكة التواصل الاجتماعى. وعندما قرر قاض فجأة حبس الزميل إسلام عفيفى إنما حبسه، لأن معلومات توفرت لدى أجهزة الدولة، ووصلت للقاضى أن إسلام جهز ورقتين وقلما وقرر تفجيرهما في موكب مرسى. إن قرار القاضى جاء لحماية المجتمع وحماية إسلام من شر نفسه، وإن النفس لأمارة بالسوء. هذا ما قاله كتاب من عينة «لست إخوانيا»، ولكنى أرى أن هناك فرقا بين النقد والتجريح. وقصة النقد والتجريح وإهانة رمز الدولة، إنما كانت فى عهود سابقة ولن تعود. لم يعد رئيس الدولة الذات المصونة؛ بعد أن سقط نموذج دولة الأب. على مرسى أن يدرك جيدا أننا إنما جئنا للتنغيص عليه كلما حاد عن الطريق. أليس هو القائل: «إذا اعوججت فقومونى»، ونحن نراك وقد اعوججت، ولن نتركك دون أن نقومك حتى لو من داخل السجون. المهم أن سجن الصحفي مبرر لدى هؤلاء، واقرأوا ما قالته من توصف بأنها ناشطة بالملوخية، «لو كنت مكان الرئيس لقتلت الصحفيين والإعلاميين قبل سجنهم». وبمتابعة أتباع مرسى تكتشف من خلالها أنه «أسد» كما أنه رئيس عدل خير من الدنيا كلها، «وفقك الله وجعلك في الدرجات العلا». تستمر المأساة بقول أحدهم إن مرسي خسارة فينا لأننا شعب لا يسير إلا بالجزمة. إن الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية التى قيلت في مرسى أكبر بكثير من تلك التي نزلت في الأنبياء جميعا. لم يبق إلا أن نرفق باسم الرئيس عبارة صلى الله عليه وسلم، فمن هنا وقادم لا تقولوا محمد مرسى، بل قولوا محمد مرسى صلى الله عليه وسلم!!!
الجريدة الرسمية