الطاقة الشمسية تحقق آمال مزارعي الوادي الجديد.. «تقرير»
أصبحت الكهرباء تمثل مشكلة كبيرة لمزارعي الوادي الجديد في الوقت الحالي الذي يتم خلاله استصلاح عشرات الأفدنة من الأراضي الصحراوية يوميا، المحافظة التي تمثل 44% من مساحة الجمهورية أصبحت عملية الزراعة فيها مكلفة وصعبة للغاية في ظل الاعتماد على جهود المحافظة وعلى التيار الكهربائي الذي توفره الحكومة، لذلك كان لا بد من البحث على الحلول البديلة التي تحقق طموح وجهود المزارعين في الواحات ويحقق التنمية ويدعم عجلة الإنتاج بشكل الكبير.
محمد منصور مزارع مركز بلاط بالوادي الجديد، أكد أن مزارعي الواحات عانوا بشكل كبير على مدار العقود الماضية بسبب صعوبة عملية الزراعة واستخراج المياه واعتمادهم فقط على مساعدات الحكومة الأمر الذي حجم الرقعة الزراعية في ظل المساحات الكبيرة التي تمتلكها المحافظة، حيث كان المزارعون لا يتوسعون في الزراعة بسبب اعتمادهم على التيار الكهربائي لتشغيل الآبار الزراعية والذي يوجد فقط بمناطق محدودة مما حجم جهودهم للتوسع في الاستصلاح والزراعة خاصة أن عملية توصيل التيار للمناطق الصحراوية مكلفة للغاية لو تحملها المزارع بنفسه.
وأشار إلى إن الحل جاء في استغلال الطاقة الشمسية والتي عرف المزارعون طريقها منذ عدة سنوات عندما حقتت نجاحا كبيرا وأصبح من الممكن أن يقوم أي مزارع بإنشاء محطة طاقة شمسية مصغرة في الصحراء وحفر بئر مياه وتشغيله في أي وقت وزراعة المساحة التي يريدها في الصحراء دون الانتظار لتوصيل التيار الكهربائي أو تحمل نفقات طائلة شهريا.
وقال محمد سرور مهندس كهرباء وأحد المتخصصين في تركيب محطات الطاقة الشمسية بمحافظة الوادي الجديد، إن الواحات تحظى بأكبر نسبة سطوع لآشعة الشمس على مدار العام، كما أنها تحظى بمناخ جاف طوال العام بالإضافة إلى ندرة الأمطار وهو ما أدى إلى نجاح مشروعات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بها، فأصبح بإمكان أي مزارع في الوقت الحالي زراعة المساحات التي يريدها في الصحراء وبأقل تكلفة بعكس ما كان في الماضي حيث كان يعتمد المزارعون على مولدات الديزل كثيرة الأعطال أو الانتظار لحين قيام الدولة بتوصيل أعمدة الكهرباء إلى المناطق الصحراوية.
وأوضح سرور أن عملية إقناع مزارعي الوادي الجديد بالاستغناء عن مولدات الديزل واستخدام الطاقة الشمسية كان صعبا للغاية فالأمر كان جديدا بالنسبة للمزارعين، واستغرقت عملية إقناعهم وقتا طويلا إلى أن قام بتجربتها أحد المزارعين بمدينة الخارجة، عندما قمت أنا والعاملون معي في تركيب الألواح وإنشاء محطة تولد طاقة كهربائية (D.C) ومن خلال محول عاكس بدأت تنتج كهرباء (A.C) وهي توازي التيار الكهربي العادي اللازم لتشغيل الآبار وكافة الأجهزة الكهربائية والمواتير وكافة الأغراض التي تتطلب تيارا كهربائيا.
وأشار إلى أنه تم التوصل لتوليد جهد كهربي بمقدار 380 فولت، وهو أمر كفيل بتشغيل البئر 10 ساعات في الشتاء، و13 ساعة في الصيف وهو ما حقق نجاحا كبيرا، مما أعطى حافزا للمزارعين لتجربة هذا المشروع وبالفعل بدأ يجني ثماره حاليا بشكل كبير.
وأكد سرور أن الطاقة الشمسية هي أمل مصر في المستقبل لتعمير الصحراء وزراعتها مشيرا إلى أنها ليست مكلفة وتحقق عائدها في المستقبل القريب بالإضافة إلى أنها توفر نفقات كبيرة كان يتحملها المزارعون شهريا في سبيل تشغيل مولدات الديزل أو دفع مصروفات الكهرباء الشهرية، فأصبح لكل مزارع محطة طاقة خاصة به توفر الكهرباء المجانية له في أي وقت.