رئيس التحرير
عصام كامل

الصين وفرنسا تجددان التعاون فى مجال الطاقة النووية

الرئيس الصيني شي
الرئيس الصيني شي جين بينغ

شهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند مساء اليوم (الخميس) توقيع مذكرة تفاهم واتفاقيات حول البحث والتطوير فى مجال المفاعلات المتقدمة وتبادل الوقود النووي وتشغيل وتحديث محطات الطاقة النووية، فيما وصف بفتح صفحة جديدة بين البلدين فى التعاون فى المجال النووي.

كما وقعت مجموعة الطاقة النووية فى قوانغدونغ والجانب الفرنسي الممثل فى عدد من شركات إمدادات الطاقة، اتفاقات تعاون وصفها مراقبون بأنها ستساعد فرنسا فى تحقيق اختراقات فى أعمالها فى الصين وآسيا وكذا الأسواق الأخرى، وسيضع أساسا صلبا للشركات من البلدين لبناء تعاون أعمق وأكثر استدامة فى قطاع الطاقة النووية .
من جانبه قال هرف ماتشنود، رئيس فرع شركة "الكتريسيت دى فرانس" فى منطقة آسيا-الباسيفيك، ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التى كانت شجاعة بما فيه الكفاية لنقل تكنولوجيات الطاقة النووية التى تمتلكها إلى الصين فى الثمانينيات عندما رفضت الدول الأخرى ذلك.
وقال "أصبحت الشركة المستثمر الأجنبي الأكبر فى مجال الكهرباء فى الصين والشريك الدولي الأكثر أهمية فى هذا المجال بفضل تعاونها مع الشركات الصينية فى التكنولوجيا والإدارة خلال السنوات الثلاثين الماضية ".. موضحا أن الشركة تشارك فى أعمال التنمية الضخمة فى قدرة الطاقة النووية فى الصين من خلال ليس فقط تقديم الدعم التقني ولكن أيضا المشاركة فى عمليات لتشغيل والاستثمار.
وأوضح "سنضع جذورنا فى سوق الطاقة النووية الصينية من خلال العمليات المشتركة وهذا غير مسبوق بالنسبة للشركة، وأن التطوير المشترك للمفاعلات الجديدة من الجانبين سيعمل على الارتقاء بالتعاون بين البلدين فى الطاقة النووية إلى مرحلة جديدة وهامة".
وأضاف خه يوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الطاقة النووية فى قوانغدونغ، ان الصين وفرنسا حققتا انجازات كبيرة فى التعاون فى مجال الطاقة النووية .. موضحا أن وضع التعاون على مر السنوات أساسا صلبا للبلدين من أجل زيادة تعزيز التنمية المستدامة ورفع مستويات السلامة فى مجال الطاقة النووية."
ويقول خبراء صينيون ان التعاون بين الطرفين فى تطبيق الطاقة النووية عمل ليس فقط على جلب فرص للصين فى تطوير التكنولوجيا الخاصة بها ولكن أيضا عاد بالنفع على الشركة الفرنسية فى الحفاظ على موقعها المتقدم فى الصناعة، حيث وصف بو جي لونغ، المدير السابق لمحطة الطاقة النووية الصينية، الاتفاق الحالى بأنه عودة للنفع على الصين وفرنسا والعالم وسيستمر هذا النفع نتيجة لنجاح برنامج الطاقة النووية دايا بآي."

وقال بو إنه بناء على التكنولوجيات والخبرة من برنامج دايا بآي، اتقنت الصين مهارات التصميم والبناء وتشغيل محطات الطاقة النووية بقدرة 10 ملايين كيلووات بنفسها، مضيفا أن الصين، حتى الآن، شكلت نظام طاقة نووية صناعي كامل وأصبحت الدولة التى تمتلك أكبر قدرة طاقة نووية تحت الانشاء.
يذكر أن فرنسا تعد واحدة من كبريات الدول المستخدمة للطاقة النووية حيث تولد أكثر من 75 فى المائة من الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية، فى حين ان قدرات الطاقة النووية الصينية تحت الانشاء تعد الأكبر على مستوى العالم، ويرجع التعاون بين البلدين فى الطاقة النووية إلى حوالي 30 عاما عندما بدأ الطرفان البناء المشترك لمحطة الطاقة النووية "دايا بآي" فى مدينة شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين.
تعد "دايا بآي" المحطة الكبرى فى الصين وتمد الكهرباء لهونج كونج وشبكة الطاقة فى البر الرئيسي أيضا، حيث تم تصميم وبناء المفاعلات بتكنولوجيات طاقة نووية من شركة "الكتريسيت دى فرانس".
الجريدة الرسمية