رئيس التحرير
عصام كامل

خبير أمني وحادث الواحات


يناير 2011 تاريخ لن ينساه الشعب المصري.. مرحلة تاريخية تحمل في طياتها العديد من الأسرار التي لم يسدل الستار عنها حتى الآن لكن المؤكد أنها سلسلة من بين المخططات التي رسمت للعالم العربي وما سمى بالربيع العربي الذي أصبح خريفًا فيما بعد.

تأثير الخريف العربي على مصر أقل بكثير مقارنة بالدول التي وقعت في هذا الفخ اللعين.. نرى ما يطلقون على أنفسهم نشطاء –هذا المسمى خرج من ثورة يناير- يسخرون على تعليقات الشرفاء من المصريين سواء قادة أو عامة الشعب بشأن أن الجيش المصري رحم مصر من أن تتحول أي سوريا أو العراق أو ليبيا.

النشطاء الذين يطلقون لحيتهم ويحلقون رؤسهم ويتركون أعلاها شعرًا ويرتدون بنطلونات مقطعة.. النشطاء الذين اعتلوا الفضائيات ومنهم من أصبح مذيعا أو مقدم برامج بالصدفة بعد عدة لقاءات معه كضيف الآن يستخدم المنبر الإعلامي كـ«منظر» لا يحمل فكرًا ولا يراعي الآداب العامة نظرًا للكم الهائل من الألفاظ التي تحمل إيحاءات جنسية وألفاظ خادشة للحياء لا بد أن يعودوا إلى جحورهم مرة أخرى ويلتزمون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت».

ولم يكن النشطاء وحدهم إفرازات نكسة يناير لكن الخبراء أيضًا وأخطرهم الخبراء الأمنيون منهم من تم فصله من الخدمة لأسباب أدبية ومنهم من تم إحالته على المعاش ومنهم «الفاضي الذي يريد أن يعمل قاضي» الذي يطلق اتهامات وتحليلات غير منضبطة تمثل خطرًا على الأمن القومي المصري أكثر من الإرهاب المسلح نفسه.

تعلمنا في الجامعات أن الأخبار العسكرية لا يمكن تناولها من دون مصادرها، تعلمنا عدم نشر أي أخبار تتعلق بالقوات المسلحة والشرطة المصرية وتحركاتهم وعملياتهم العسكرية حتى لا نعرض البلاد للخطر وتكون مصير هذا العمليات الفشل وبالتالي نعرض أنفسنا للمساءلة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا تم إنشاء الهيئات الإعلامية الثلاثة؟ وما دورهم؟ وأين أعضاؤها من الانتهاكات التي ترتكب كل لحظة على الفضائيات؟.

يا سادة يا رؤسات الهيئات الإعلامية أن مناصبكم مهمة فرجاء امنعوا ظهور من يطلقون على أنفسهم خبراء ونشطاء ومصادر مطلعة.. امنعوا المصادر التي تتحدث دون علم.. امنعوا المصادر المجهلة حفاظًا على وطن يأويكم جيشه ويقف حصينًا ضد أي عدوان و«لكم في جيرانكم عظه».

كل ما يبث من سموم في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المشبوهة متورط في الحادث الإرهابي بالواحات، نعم يا ـيها الخبير انت متورط في هذه الجريمة حتى بعد الحادث فخرج لسانك حاملًا تصريحات مستفزة وتحليلات غير منضبطة واتهامات لكيانات إرهابية قبل أن يتم حصر عدد الشهداء وقبل انتهاء المعركة.. أصمت طواعية ولا تتحدث في ما ليس لك به علم.. ولكن كيف تصمت وأنت لا بد أن تفتى حتى تحصل على أموال الفضائيات التي للأسف ترفع شعار الوطنية.
الجريدة الرسمية