رئيس التحرير
عصام كامل

«قارة جهنم».. الحكاية الكاملة لمكان استشهاد أبطال الشرطة في الواحات

فيتو

لم يكن حادث الواحات الإرهابي بعيدًا عن وادي الحيتان أو "قارة جهنم" كما يطلق عليها قديمًا، والتي تبعد 150 كيلو مترا عن القاهرة، أما المسافة بين الوادي وليبيا فلا تأخذ أكثر من 7 ساعات بسيارات الدفع الرباعي التي يستخدمها المهربون والإرهابيون مجتازين مدقات الصحراء في رحلة تتكلف نحو 150 ألف جنيه، حسبما يذكر قصاصو الأثر. 


ويمكن الوصول إلى وادي الحيتان بسهولة من الجيزة، حيث يفضل مرتادو السفر أن يأخذوا حافلة من المنيب بالجيزة إلى مركز إبشواي ومنها يأخذون عربة دفع رباعي إلى حيث الوادي، فالسيارات الأخرى ترفض الذهاب لهذه المحمية خوفًا من الغرس في الرمال عبر طريق غير ممهد، لا يعرف سالكوه المشاق التي يمكن أن يواجهوها.

ويقع وادي الحيتان في صحراء مصر الغربيّة، وعرفت باسم وادي الحيتان لأنها تضم بقايا أحفوريّة متحجّرة نفيسة عن فصيلة الحيتان القديمة والمنقرضة، وتمثّل هذه البقايا المتحجرة إحدى أبرز محطات تطوّر الحيتان من ثدييات بريّة إلى ثدييات بحريّة، وهو أكبر مواقع العالم الشاهد على هذه المرحلة من التطوّر، حيث يعكس طبيعة الحيتان وحياتها في خلال فترة تحوّلها، وهذه البقايا الأحفوريّة بعددها وتركّزها ونوعيّتها فريدة من نوعها تمامًا.

السالكون لطريق وادي الحيتان أو "قارة جهنم" يعرفون جيدًا أن مداخل ومخارج الوادي لا يعرفها إلا قصاصو الأثر، ولذا فهم يستعينون بهم ليتخذوهم دليلًا في رحلتهم حتى لا يغرقوا في رمال الصحراء الشاسعة.

لم يكن وادي الحيتان بعيدًا عن أنظار الإرهابيين والمهربين القادمين من الصحراء الليبية، أو الهاربين من قيادات الإخوان إليها بعد فض اعتصام رابعة، فهذا الطريق سلكه عادل إسماعيل، عضو مجلس الشعب عن الحرية والعدالة والمتهم الأول بمحاولة اقتحام مركز شرطة إطسا، ومحمد جابر عضو الشورى عن جماعة الإخوان الإرهابية، وعدد آخر من العناصر الإرهابية الذين تم تهريبهم عن طريق قصاصي الأثر، الذين يقطنون المنطقة الجبلية بالحجر والبرنس ويمتلكون سيارات دفع رباعي تصل الحدود الليبية خلال 7 ساعات.

والمعروف أن عبد الله، نجل المعزول محمد مرسي، كان يخطط لاستخدام هذا الطريق للهروب إلى ليبيا، وكان المهربون ينتظرونه بمدينة أهناسيا، ومنها إلى منطقة الصوامع بقرية قصر الباسل، ثم طريق الريان ثم يتسلمه المهربون بقرية البرنس، إلى أن يصل إلى الأراضي الليبية.

يذكر أن منطقة وادي الريان التي تضم وادي الحيتان قد شهدت في الفترة السابقة عددا من الحوادث الإرهابية، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من الضباط والجنود، خلال الفترة الماضية.

ففي سبتمبر 2015، شهد الكيلو 135 طريق الواحات اشتباكات بين قوات الأمن وبعض الإرهابيين، تمكن خلالها رجال العمليات الخاصة من تصفية 8 إرهابيين أثناء تبادل لإطلاق النيران أثناء مداهمة بؤرة إرهابية.

وكان آخر الحوادث الإرهابية في هذه المنطقة الحادث الإرهابي الذي وقع أمس الجمعة، حيث وقعت اشتباكات بين الأمن والعناصر الإرهابية أسفر عن استشهاد 14 ضابطًا وإصابة 8 آخرين، في منطقة الكيلو 135 بطريق الواحات البحرية.
الجريدة الرسمية