رئيس التحرير
عصام كامل

العتبات المقدسة.. ممنوع الاقتراب

فيتو

منذ فجر التاريخ كانت مصر مجمعا للأديان وملتقى لكافة الحضارات في العالم، وعلى أرضها تتجمع الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، وإلى جانب ذلك تنتشر في مصر معالم دينية لبعض الطوائف وخاصة الشيعة الذين يتباهون بوجود مئات الأضرحة والمزارات التي تعج بها مدن وقرى مصر ومتعلقة في أذهانهم برموز الصوفية ومنهم علماء اشتهروا في زمانهم أو لهم كرامات تمس قلوب مريديهم، ويطلق الشيعة عليها العتبات المقدسة.


مزارات أسوان
ويعد جنوب مصر من أبرز المناطق التي تضم عشرات الأضرحة الدينية التابعة للشيعة، وقد لا يكون هناك قرية لا تضم ضريح فقيه أو ولي له مكانة دينية بالنسبة لهم، ووصل الشيعة مصر في عهد الدولة الفاطمية، وبدأ المذهب الشيعى ينمو في محافظة أسوان بقيادة حسين الضرغامى الذي كان إمام الشيعة في ذلك الوقت، ويوجد في أسوان عشرة أضرحة ينتسب أصحابها لـ«آل البيت»، وتأتى قرية الكاجوج على رأس القرى التي تعتبر وجهة للشيعة لوجود المزارات الدينية فيها، وتوجد بالقرية ساحة للشيعة تسمى الحسينية الجعفرية وتقام بها احتفالات مثل عاشوراء أو أربعينيات الحسين. كما يرى البعض أن المقابر الفاطمية الموجودة بالمحافظة والتي تنتمى إلى حقبة زمنية تابعة للعصر الفاطمى أنها مزار شيعي.

مسجد الحسين
القاهرة الكبرى أيضًا التي بنتها الدولة الفاطمية صاحبة المذهب الشيعى بها العديد من المقامات التي يعتبرها الشيعة مزارات لها طابع روحانى أهمها مسجد الحسين الذي بناه الفاطميون عام 1154 تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر، وأثير الجدل حوله بعد مطالبة السلفيين بإزالة قبر الحسين لعدم وجود الرأس الشريفة به ووجودها في كربلاء وهو الكلام الذي يتكرر مع كل موسم عاشوراء، ويرفض الشيعة توجيه الاتهامات لهم باستخدام المسجد لغزو مصر.

ويعد المسجد مقصدًا للسائحين من كل أنحاء العالم وبالأخص الشيعة لاعتقاد أن موضع رأس الحسين بالقاهرة. ويروى المقريزى أن الفاطميين قرروا حمل الرأس من عسقلان إلى القاهرة وبنوا له مشهدًا كبيرًا وهو المشهد القائم الآن في حى الحسين في القاهرة، في حين يرى البعض أن رأس الحسين لا يزال في العراق. وأيًا ما كان يظل المسجد قبلة مفضلة للشيعة في مصر.

مالك بن الأشتر
ومن أهم المزارات الشيعية أيضًا، ضريح مالك بن الأشتر، قائد جيوش على بن أبى طالب، والموجود قبره بالقلج بالقرب من الخانكة ضمن حدود مدينة عين شمس القديمة.

السيدة زينب
ضريح السيدة زينب هو الآخر، يعد من أهم المزارات الدينية للشيعة في مصر، السيدة زينب بنت على بن أبى طالب التي جاءت إلى القاهرة وماتت بها ودفنت في ضريحها الذي يأتي إليه الشيعة من كل أنحاء العالم للتبرك به، ويقام لها مولد ضخم في شهر رجب من كل عام.

محمد بن أبى بكر
أيضًا مزار محمد بن أبى بكر الذي كان واليًا على مصر، وأعدم حرقا في جيفة حمار ميت بعد أن وقع في أسر جند معاوية عام 37 ه‍. وقيل إنه قطعت رأسه وأرسلت إلى دمشق، ويقع مرقده في بلدة ميت دمسيس التابعة للمنصورة.

كما يزور الشيعة ضريح كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق وكانت من الزاهدات العابدات ومدفنها يقع بمقابر قريش بجوار مسجد الشافعى بمصر، ويوجد في منطقة عين الصيرة.

مسجد الحاكم بأمر الله
ويعتقد الشيعة أن مسجد الحاكم بأمر الله، بئر مقدسة، وأن جدهم مدفون فيه، فيصرون على الوضوء في بقعة محددة من المسجد والشرب منه للتبرك به، ويصلون فرادى، النساء بجوار الرجال.

مسجد الرفاعي
مسجد الرفاعى هو أحد المساجد الأثرية الشهيرة بالقاهرة. أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل سنة 1286 -1869م، ويعتبر أيضًا من أهم المزارات الشيعية في مصر.

وكذلك ضريح الإمام الشافعى الذي شيده السلطان الكامل الأيوبى عام 1211 م، ولم يبق منه الآن إلا الضريح الخشبى المحفور ذو الرسوم الرائعة، ويعد هذا الضريح المغطى بقبة خشبية مزدوجة من أعظم مبانى العصور الوسطى وأجملها زخرفة، ومن أهم المزارات الشيعية. وهناك مزارات أخرى مثل السيد البدوى طنطا، المرسي بالإسكندرية والدسوقى بكفر الشيخ والقناوى بقنا، وضريح وأبى العزائم وصالح الجعفرى وغيرهم.

وحول إمكانية الاستفادة من الشيعة في تنشيط السياحة الدينية في مصر قال المرشد السياحي، منير محمود، إن هناك فرقا بين السياحة الدينية وبين الزيارات المرتبطة بالمذهب الشيعى الذي لا يقارن بالمسيحية كديانة عالمية.

وأضاف أنه بالنسبة لنا في مصر ننتقد بشكل عام ممارسات الطقوس الدينية الشيعية مثل كربلاء وعاشوراء وإلى آخره. وبالتالى غير مرحب بهم من قبل الحكومة المصرية.

وتابع بأنه يوجد تحفظ من التطبيع مع كل ما هو إيرانى أو شيعى لأنه يثير انتقادات من مختلف الطوائف السنية والمؤسسات الدينية وربما من الأزهر، الشيعة يفضلون تطبيق طقوس خاصة بهم وهذا مرفوض، على سبيل المثال حين حاول الإسرائيليون استغلال زياراتهم السياحية لمصر وخاصة اليهود المغاربة من أجل إجراء طقوسهم في ما كان يسمى مولد أبو حصيرة في دمنهور تم غلق المقام وصدر قرار بضغط شعبى يقضى بمنع إقامة الاحتفال الذي كان يقام سنويًا حتى فترة قريبة، السياحة الإسرائيلية في مصر موجودة غير أنها رفضت قطعًا حينما تعلقت بفرض طقوس ونشر فكر معين.

وأكمل أن الجانب المذهبى مرفوض في العقل الجمعى المصرى والإدارة المصرية ويوجد توجه في العالم الإسلامى ضد إيران وخاصة بعد مشاركة مصر في التحالف الذي تقوده السعودية الذي يقف ضد أي مذهب دينى موال لإيران.

الجريدة الرسمية