خالد الشافعى: نصف مليار دولار سنويا.. حصيلة «الحج المسيحي»
قال الخبير الاقتصادى خالد الشافعى في حوار مع فيتو، إن إحياء مسار العائلة المقدسة، ووضع الآثار الدينية في مصر على خريطة السياحة الدينية، من المتوقع أن يضيف لخزانة الدولة ما يقرب من نصف مليار دولار سنويا.
وحذر الشافعى من تضارب الاختصاصات بين الجهات المعنية بتطوير السياحة، مشيرا إلى أن السياحة تمثل 7% من إجمالى الناتج المحلي.. وإلى نص الحوار:
> في البداية ما أهمية السياحة بصفة عامة والدينية بصفة خاصة اقتصاديا؟
تكمن أهمية السياحة في مصر باعتبارها قاطرة التنمية الاقتصادية فهى تمثل 40% من إجمالى صادرات الخدمات و20% من حصيلة النقد الأجنبى ونحو 7% من إجمالى الناتج المحلى بصورة مباشرة، فهى من أهم قطاعات الدولة توفيرا لفرص العمل.
كما أن زيادة الدخل السياحى يؤدى إلى زيادة الإنفاق الاستهلاكى للمنشآت السياحية والعاملين، وهو ما يعتبر محفزا على زيادة الإنفاق الاستثمارى لإنشاء المشروعات السياحية، وغيرها من المشروعات، نظرا للعلاقة المتشابكة بينهما.
ومن ثم فإن تنشيط السياحة وخصوصا الدينية والتي تمتاز بأنها دائمة وليست موسمية، يمكن أن يحقق لمصر عوائد كبيرة، خاصة أننا البلد الوحيد الذي يضم هذا العدد الكبير من المساجد الأثرية والآثار الإسلامية والقبطية والكنائس غير المدن السياحية.
> ما أهمية تنشيط السياحة الدينية من الناحية الاجتماعية؟
تؤثر السياحة على المجتمع الدولى بالإسهام في إفشاء جو من السلام والأمن العالمي، مما يخفض من حدة التوتر الدولي، ويعمل على زيادة روح المودة والتفاهم العالمى بين المجتمعات والشعوب المختلفة.
ويعد هذا بمثابة رسالة للعالم بأن مصر بلد الأمن والأمان مما يساعد على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وبالتالى المزيد من العملة الصعبة وتحقيق زيادة في الاحتياطي النقدى الأجنبي.
> ما حجم إيرادات السياحة الدينية في مصر؟
لا يمكن تحديد إيرادات مصر من السياحة الدينية نظرا لضعف مردودها الاقتصادى وعائدها المادي، لأنها كانت مهملة بشكل كبير للغاية وإن كان التفكير في هذه الرحلة منذ عام 2000، ولكن الفكرة اختفت، خاصة بعد أحداث 25 يناير 2011.
> كيف يتم توزيع إيرادات السياحة الدينية؟
فيما يتعلق بتوزيع إيراداتها، فإن قطاع السياحة بشكل عام يدخل ضمن الدخل القومى للدولة ويتم احتسابهم سويا، ومن ثم كتابة تقرير الموازنة السنوية، وتحديد نطاق المصروفات على الخدمات، وكذلك الإيرادات المتوقعة من كل قطاع من القطاعات.
> ما توقعاتك للعوائد الاقتصادية من مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة؟
تستهدف وزارة السياحة المصرية من برامج رحلة العائلة المقدسة جمهورا يقارب من الـ 1.2 مليار مسيحى كاثوليكى موزعين كالتالى (3 ملايين سائح خلال المرحلة الأولى من الرحلة، و7 ملايين سائح في المرحلة الثانية بعد خمس سنوات، ثم الثالثة 15 مليونًا بعد 15عاما)، ويتوقع البعض أن يساهم البرنامج السياحى لمسار العائلة المقدسة في زيادة معدلات السياحة الثقافية في مصر بنسبة قد تصل إلى نحو 1 بالمائة خلال الفترة المقبلة.
ومن هنا فأنا أتوقع أكثر من 500 مليون دولار سنويا عوائد للسياحة الدينية جراء تنفيذ تلك المبادرة كحد أدنى، لأن القطاع السياحى في مصر متنوع جدا، فتنشيط أي قطاع من القطاعات السياحية المختلفة سيؤدى إلى تنشيط إيرادات القطاع السياحى ككل.
كما أنها ستساعد على جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومن ثم جلب العملة الصعبة وتحقيق زيادة في الاحتياطي النقدى الأجنبي، مما يساعد على زيادة الصادرات وخفض الواردات، وبالتالى خفض عجز الميزان التجارى بالإضافة إلى تنشيط عجلة الإنتاج نتيجة إتاحة المواد الخام اللازمة للتصنيع بأسعار منخفضة.
بعد تلك المبادرة ستصبح مصر بمثابة وجهة للعالم من كافة الأديان والطوائف، مما سينشط جميع القطاعات من الطيران والرحلات السياحية والقطاعات الغذائية، فضلا عن الاندماج الثقافى بين الحضارات، توفير الآلاف من فرص العمل للشباب، وكل ذلك سيقود بالضرورة لارتفاع التصنيف الائتمانى لمصر أمام العالم
> كيف ستؤثر مبادرة إحياء المسار في قيمة الجنيه؟
زيادة الاحتياطي النقدى الأجنبى سيؤدى لخفض سعر الدولار، حيث إن السعر بعد التعويم أصبح يخضع لنظرية العرض والطلب، وكلما كان المعروض أكثر ومتاحا بالبنوك أدى ذلك إلى خفض سعر الورقة الخضراء.
> ما معوقات تدشين مبادرة إحياء مسار العائلة المقدسة؟
معوقات خاصة بالتخطيط السياحي، وتتمثل في غياب النظام الجيد للمعلومات والإحصاء السياحي، حيث تتسم البيانات السياحية بعدم الشمولية وتقتصر على بعض الأرقام الخاصة بتصنيف السائحين على حسب الجنسية، وتغفل تحديد الأماكن التي يفضلون زياراتها وأسهل الطرق لوصولهم ومغادرتهم البلاد.