رئيس التحرير
عصام كامل

خطة الإخوان لإرهاب حملات إعادة انتخاب السيسي.. عمليات اغتيال معنوي ممنهجة للمؤيدين.. السوشيال ميديا وشاشات تميم أسلحة الطعن في أنصار الرئيس

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

كالعادة.. لم تجد أبواق جماعة الإخوان الإرهابية ما يشغل أوقاتها التي صارت بلا ثمن، إلا الضرب في الحملات الداعية إلى إعادة ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف الموضوعي معها من قطاعات عدة في الشارع المصري؛ وشنت اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان بجانب أذرعها الإعلامية هجوما شرسًا، بدأ مع تدشين الحملات الداعمة للرئيس ولم ينته حتى الآن.


نهشت الإخوان كل من له انتماء أو ميول للرئيس؛ لم تترك أيا من مشاهير الفن والرياضة والسياسة الذين أعلنوا دعمهم للحملات التي تنادي بإعادة ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية، وخاصة «علشان تبنيها» التي دشنها حزب مستقبل وطن وسريعا اجتاحت الحملة الشوارع والجامعات ووسائل التواصل الاجتماعي وبالطبع وجدت نفس الزخم على وسائل الإعلام المختلفة في مصر.

تكوين رأي عام مضاد للرئيس
تحاول الإخوان تكوين رأي عام مضاد للحملات الرئاسية، وهذه المرة لم يكن الهدف الشارع الإخواني وجمهور الإسلاميين فقط المعني برسالتها التحريضية، وهو تكتيك نوعي دأبت عليه الجماعة منذ استطاعت استقطاب بعض القوى المدنية للظهور على شاشاتها، وبات واضحا أنها تستهدف تجييش الأوساط المختلفة من الشارع المصري؛ وخاصة الكتل السياسية المعارضة والتي باتت تجهر مؤخرا في معارضتها للرئيس، كما تجهر بنفس الزخم بتواصلها مع القنوات والمواقع الإخوانية.

وعبر القوى المدنية المعارضة للرئيس، هاجمت كتائب الإخوان بعنف حزب مستقبل وطن، الذي تبني أكبر الحملات الداعمة للرئيس «عشان تبنيها»، وزعمت أنه يضم في عضويته أعضاء الحزب الوطني المنحل، كما زعمت أنها رصدته وهو يتجول في شوارع المحافظات لجمع توقيعات على غرار حملة «كمل جميلك» التي انطلقت في أواخر 2013 لدعوة السيسي إلى الترشح، وأشارت إلى عقد حزب مستقبل وطن ومنسقي حملة «عشان تبنيها» اجتماعات موسعة في محافظات مصر لوضع خطة التحرك والانتشار في المدة القادمة لدعم السيسي.

لم تقف الحملات الهجومية المستمرة منذ أيام على الحزب الداعي لإعادة ترشح الرئيس، بل صبت كتائب الإخوان هجومها على الحكومة المصرية، مؤكدة أنها تشارك بكافة وزرائها في هذه الحملة؛ والمثير أن الكتائب الإلكترونية الإخوانية أفصحت عن معلومات شديدة الدقة وكأنهم يعقدون غرف عمليات احترافية ترصد بدقة ما يجرى في طول البلاد وعرضها حول القضية.

تحريض ممنهج على الشخصيات العامة
وأعطت المواقع الإخوانية المختلفة صورة مبتورة عما يحدث، في تحريض مبطن ضد كل ما يتم رصده، وكانت حملات الإخوان الإلكترونية بدمياط هي الأكثر نشاطا طوال الأيام الماضية، بعدما رصدت الشخصيات العامة التي وقعت على استمارات التأييد للحملة، وكان في مقدمتهم محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبدالحميد، والدكتور أحمد البلتاجي مدير المستشفى العام، والدكتور أسامة نعمان مدير مركز الجهاز الهضمي، ومحمد زغلول عمدة قرية أولاد حمام.

وليس غريبا أن ترصد حملة الإخوان في دمياط شخصيات على خلاف معها ولكنها لم تعلن عن رأيها في أي وسيلة إعلامية مما يؤكد أن الحملة ممنهجة وتم إعدادها بعناية لاستهداف تصفية الحسابات في المقام الأول، خاصة أن أغلب رموز المحافظة الذين وقعوا على استمارة إعادة ترشح السيسي، بعضهم تاريخه معروف بالمعاداة الشديدة للإخوان وتأييد إزاحتهم عن الحكم في مصر.

استهداف البرلمان
ولم تنس حملات الإخوان طوال الأيام الماضية مجلس النواب، واستهدفته بهجوم ناري وعرضت بأعضائه ونشرت أسماء الذين شاركوا في التوقيع على استمارات دعم إعادة انتخاب السيسي، والمثير أن بعض الذين استهدفتهم لا علاقة له مباشرة بالحملة، وكأنها تتوسع عن قصد في شن حملات تشويه لتصفية حسابات قديمة مع هؤلاء، حيث لا يمكن اعتبار التعريض بهم مجرد معلومات خطأ حصلت عليها اللجان الميدانية التابعة للجماعة.

كما نشطت الصفحات الإخوانية على السوشيال ميديا، في إعادة نشر المقالات والتصريحات المكثفة التي جلبتها المواقع والفضائيات الإخوانية من القوى المدنية المناهضة للسيسي، وكان في القلب منها تصريح المهندس ممدوح حمزة، الذي هاجم فيه الحملة وبرأ الشعب منها مؤكدا أنه بعيد كل البعد عنها.

هجوم حمزة أبرزه موقع «رصد» أقدم الأذرع الإلكترونية التابعة للجماعة، وأعاد تدوير الخبر على الصفحة الرئيسة للموقع الذي يدار من تركيا عدة مرات، وكأن النقد يأتي من الداخل وليس منهم وحدهم، خاصة أن حمزة تحديدًا هاجم الحكومة بعنف، واعتبر الحملات المؤيدة للرئيس دليل على ارتعاش النظام ومؤيديه من الإعلاميين والفنانين، وراهن الناشط السياسي المعارض على فشل الحملات إذا ما توجهت إلى شوارع مصر الحقيقية، بحسب وصفه.

ولم تكتف اللجان الإلكترونية للإخوان بذلك، بل عرضت برموز الفن تحديدًا ونشرت صورًا لجميع الفنانين والذين شاركوا في الحملات، بمشاركة قناة الجزيرة، وكافة المواقع الموالية لقطر، وكان النبش في تاريخ الفنان الوسيلة لفضحه وتجريسه على وسائل التواصل الاجتماعى، وخاصة الحقبة التي حكم فيها مرسي البلاد.

تحريض الجزيرة
واستخدمت الجزيرة ومن خلفها كتائب الإخوان لقاءات رموز الفن مع مرسي في شهر نوفمبر من عام 2012، وأخرجت اللقاء عن مضمونه لتشويه الفن ورموزه باعتبارهم من آكلي جميع الموائد، وخاصة الذين خرجوا ليعبروا عن امتنانهم لمرسي، واعتمدت الكتائب الإخوانية على اقتطاع اللقطات التي جرت وقتها من سياقها، خاصة أن حقيقة اللقاء تناساه البعض، لاسيما وأنه جاء بعد هجمات شرسة شنها التيار الإسلامي وخاصة السلفي والإخواني منه على رموز الفن وخاصة عادل إمام.

وطالبت جحافل السلفيين والإخوان وقتها بإخضاع «إمام» للمحاكمة على الأعمال التي جسدها وساهمت لدرجة كبيرة في تأصيل صورة متطرفة للإسلاميين في أذهان الشارع المصري والعربي، وهو ما تسبب في حالة من الرعب لجميع رموز الفن، لذا كان اللقاء مع مرسي لتخفيف حدة التوتر بعد اشتعال حملات تطالب بعزله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بسبب التصرفات البربرية في حق أغلب فئات المجتمع الرافضة لوجود الإسلاميين في السلطة بهذا المنطق الذي عاد بمصر إلى عصور القرون الوسطى.

هجوم الإخوان لم يلق بالا عند الكثير من الفنانين والساسة والرياضيين الذين استهدفتهم الحملات، إلا أن بعضهم تعامل مع الهجمات الداعية لتشويهم بنوع من الجدية، وكان على رأس هؤلاء الفنان حسين فهمي، الذي أصدر بيانًا يفند فيه ادعاءات الإخوان ويوضح رأيه الحقيقي في مرسي وجماعته، خاصة أن قناة الجزيرة القطرية أذاعت تقريرًا زعمت فيه أن فهمي كان من مؤيدي الإخوان والرئيس المعزول.

حسين فهمي يرد بعنف ويهاجم الإرهابية

رد فهمي بعنف على ادعاءات الإخوان مؤكدا أن الفترة التي حكم فيها مرسي، شهدت العديد من الممارسات اللادستورية واللاقانونية، والافتئات على دور الدولة المصرية، والاعتداء على المواطنين الآمنين، وممارسة العنف ضد المصريين وتهديدهم المتواصل بالإرهاب الذي ما زال المصريون يعانون منه حتى الآن، موضحا أن هذه الممارسات هي التي جعلت الشعب المصري يثور على حكم هذه الجماعة الإرهابية، بحسب وصفه.

إبراهيم ربيع القيادي السابق بالجماعة، أحد الذين تولوا مسئولية التربية في الإخوان، قال لـ«فيتو» إن الذين يعبرون عن اندهاشهم من ممارسة الإسلاميين حملات تشويه ممنهجة على المخالفين لهم، لا يعرفون هؤلاء على وجه الدقة.

وأوضح القيادي الإخواني السابق، أن مبدأ المصلحة من أهم الفلسفات المعتمدة داخل التنظيم، وهو أمر تمارسه الجماعة في كافة مستوياتها بداية من كهنة من أعضاء مكتب الإرشاد»، وحتى أقل المستويات فيها.

ويؤكد ربيع أن مبدأ احترام الأفكار المخالفة لا تعرفه الإخوان ولا حتى التيارات الإسلامية بشكل عام، لافتا إلى أنه حال اختلاف أحد أفراد الطبقات الدنيا في الإخوان، سواء ماليا أو أخلاقيا مع أصغر عضو في المكتب الإداري للمحافظات، لا يمكن أن ينصفه أحد، بل يتم توجيه اللوم إليه، باعتباره غير كامل الأهلية، بالمقارنة مع الذي اختصمه، ما يؤكد تفشي الفكر الطبقي داخل الإخوان، الذي يقودهم في النهاية إلى تجريم المخالف لهم سياسيًا أو فكريًا أو عقائديا طالما لا يسير معهم على نفس لونهم السياسي ويساندهم في أفكارهم.
الجريدة الرسمية