رئيس التحرير
عصام كامل

كواليس الاجتماع الأخير لسد النهضة.. وزير الري لأول مرة داخل منشآت «السد».. واتفاق على اجتماع وزاري قريب.. أثيوبيا: خطوة تاريخية ومصرون على التعاون.. والسودان: ندعم المسار الفني

فيتو

على مدار يومين اجتماع وزراء مصر والسودان وإثيوبيا في عاصمة الأخيرة لمناقشة ملاحظات الدول حول التقرير الاستهلالي للمكاتب الاستشارية للسد، للبدء في استكمال تلك الدراسات التي تعد الفيصل بين إثيوبيا باعتبارها دولة منبع من جهة، ومصر والسودان باعتبارهما دولتي مصب.


وبحسب إعلان المبادئ فإن ملاحظات المكاتب الاستشارية لسد النهضة ستوضح الأخطار التي ستتعرض لها القاهرة والخرطوم، على أن تقوم أديس أبابا بتعديل المنشآت لتلافي تلك الأخطار.

وجاء هذا الاجتماع الذي شمل على زيارة وزير الري المصري لسد النهضة في خطوة هي الأولى من نوعها، بعد تعثر المفاوضات الفنية لأكثر من 4 أشهر، ما دفع وزارة الخارجية المصرية بالدعوة لاستئناف المفاوضات.

تفاصيل الاجتماع
وفي نهاية الاجتماع أوضح الدكتور حسام الإمام المتحدث الرسمى لوزارة الموارد المائية والرى أنه قد تم اجتماعيين للفنيين والوفود المساعدة بحضور السادة الوزراء، إلى جانب عقد اجتماعين للوزراء فقط لمناقشة ملاحظات الدول حول التقرير الاستهلالي. وقد تم الاتفاق على عقد لقاء في وقت قريب على المستوى الوزاري لاستكمال مناقشة نقاط الخلاف الأساسية والوصول إلى توافق حولها.

وأضاف «الإمام» أن زيارة موقع سد النهضة أتاحت الفرصة للتعرف على مستجدات التطور الإنشائي للمشروع على أرض الواقع، لافتًا إلى أن تلك الخطوة تتطلب بالضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل اختتام المناقشات الخاصة بالتقرير الاستهلالي واعتماده، وذلك لتمكين المكتب الاستشاري الفرنسي من إنجاز الدراسات المطلوبة في الوقت المناسب.

وأوضح أن مصر حريصة على التحرك العاجل واتخاذ إجراءات جادة من جانب الدول الثلاث لتفادي العقبات وإزالة القلق بصدد التأخر في تنفيذ الدراسات المشتركة التي أوصت بها اللجنة الدولية للخبراء، والتي تم الاتفاق عليها بين رؤساء دول وحكومات مصر وإثيوبيا والسودان في إعلان المبادئ والتي تقضي بضرورة وحتمية استكمال الدراسات المشتركة في غضون الإطار الزمني المتفق عليه.

أسباب التأخير
من جانبه قال الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن الاجتماع الأخير للجنة الثلاثة أوضح أنه لا يمكن الوصول إلى التوافق المطلوب بشأن بعض المسائل المهمة رغم مناقشة جميع النقاط العالقة على المستوى الفني.

وأضاف «عبد العاطي»، أن تلك المسائل كانت سببا في طلب مصر عقد اجتماع وزاري في مايو 2017 حرصًا على اتفاق كافة الأطراف وتجنب التأخير في تنفيذ الدراسات الفنية، موضحًا أن تلك الدراسات بدأت في 15 فبراير 2017، والتي ما زال الخلاف قائمًا حول تقريرها الاستهلالي، مؤكدًا ثقته في حرص الدول الثلاث على تجنب مزيد من التأخير في عمل الاستشاري.

وأكد وزير الري المصري أن الاجتماع الأخير لسد النهضة كشف عن عزم صادق على حل نقاط الخلاف، وتمكين المكتب الاستشاري من تنفيذ الإجراءات المطلوبة لتنفيذ الدراسات الخاصة بالسد، ما يمهد الطريق أمام الدول الثلاث لاستخدام نتائج الدراسات للاتفاق على أول قواعد الملء والتشغيل لسد النهضة وفقا لاتفاق إعلان المبادئ.

وأضاف أن الموافقة على الاقتراح المصري السابق بقبول مشروع التقرير الاستهلالي مع التوضيحات التي تهدف إلى تحسين جودة التقارير وضمان التنفيذ الكامل لوثائق العقد في مجملها يمكن أن يدفع قدما استكمال الدراسات المشتركة.

خطوة تاريخية
وفي نفس السياق قال سلشي بيكيلي، وزير المياه والري الأثيوبي إن زيارة وزراء مياه مصر والسودان لسد النهضة تعتبر خطوة تاريخية، وستفتح المزيد من الفرص للحوار والشفافية وتبادل المعلومات، مؤكدًا التزام أثيوبيا الكامل بتبادل المعلومات ذات الصلة مع مصر والسودان، وأن عقد هذا الاجتماع وزيارة السد يمثل خطوة جديدة مغايرة لما درجت عليه علاقات الدول فيما سبق.

وتوجه «بيكيلي» بالشكر لأعضاء اللجنة الفنية من الدول الثلاث لجهودهم في إعداد الدراسات الفنية الموصى بها، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث نجحت في خلق ساحة للحوار ودعم التفاهم، مؤكدًا التزام إثيوبيا بمبادئ عدم التسبب في ضرر ملموس والانتفاع العادل والتعاون، وأيضًا المبادئ الواردة في إعلان المبادئ وبشكل خاص ما يتعلق بالملء الأول للسد وتشغيله.

الخرطوم تدعم المسار الفني
فيما أشار معتز موسى وزير المياه والكهرباء السوداني، إلى أن الدول الثلاث تعى أن نهر النيل الأزرق يربط بين شعوبهم ويدعم مسارهم التنموى، مضيفًا أن فرص التعاون بين دول الحوض أكثر من فرص الخلاف وبما يدعو الدول إلى التركيز على التعاون وحل الخلافات فيما يتعلق بالتقرير الاستهلالي لدراسات سد النهضة.

وأضاف «موسى» على هامش ختام اجتماع اللجنة الفنية بالأمس، أن وجود اختلافات وتحديات ليس أمرًا شاذا فيما يتعلق بالمصالح والتنمية وإدارة موارد المياه في دولنا، مؤكدًا التزام السودان بالتعاون وداعيا إلى ضرورة دعم العمل الفني الذي يتم من خلال الخبراء الفنيين بصدد سد النهضة.
الجريدة الرسمية