رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. 40 مصابًا من ضحايا الألغام ينتظرون قرار محافظ مطروح لإعادتهم للحياة...المحافظ يتبرأ من قرارات "السابقين" والتضامن الإجتماعى ترفع شعار "لا أرى ولا أتكلم"

فيتو

فى نفس الوقت الذى ينتظر فيه نادى الرجاء لكرة القدم بمطروح صرف شيك بمبلغ نصف مليون جنيه دعما للنادى من اللواء أحمد حلمى الهياتمى، محافظ مطروح، والذى دائما يتحدث عن ضعف الميزانية بصندوق المحافظة، ينتظر على الجانب الآخر 40 مواطنا من مصابى الألغام من أبناء مطروح قرار المحافظ بالموافقة على صيانة أطرافهم الصناعية التعويضية، بعد أن ساءت حالتهم الصحية والنفسية، لأن أطرافهم أصبحت معطلة وعجزوا عن الحركة، والخروج للبحث عن لقمة العيش لأسرهم وأطفالهم ومباشرة حياتهم الطبيعية. 

وكانت جمعية ضحايا الألغام بمطروح تقدمت فى وقت سابق بعدة طلبات إلى محافظ مطروح للموافقة على صيانة الأطراف الصناعية لبعض متضررى الألغام، ولكنه رفض متحججًا بأن الأمانة العامة لإزالة الألغام هى المسئولة عن الصيانة، وحول الموضوع إلى مديرية التضامن الاجتماعى. 

وفى هذا الشأن قال خميس على أبوشعالة، مسئول جمعية ضحايا الألغام، إن هناك اتفاقا قديما مع محافظ مطروح السابق طه السيد، بشأن صيانة الأطراف الصناعية لمصابى الألغام على نفقة المحافظة ولكن بتغيير المحافظ تغيرت الأمور، فتم مخاطبة المحافظ الحالى اللواء أحمد حلمى الهياتمى أكثر من مرة بهذا الشأن، ولكنه رفض وأحال الموضوع لمديرية التضمان الاجتماعى، والتى عرضت صيانة الأجهزة الحديثة وباهظة الثمن فى مصانعها محدودة الإمكانيات. 

وأضاف "خميس" أن عدد الأجهزة المعطلة حتى الآن بلغ 40 حالة تحتاج أطرافهم الصناعية إلى صيانة، أى 17% من إجمالى عدد المصابين الحاصلين بالفعل على أطراف صناعية، والبالغ عددهم 241 حالة بمطروح، مشيرا إلى أن الأعداد ستتزايد الفترة القادمة إذا لم تحل هذه المشكلة. 

وأوضح أن أشكال الصيانة المطلوبة هى إصلاح كسر فى جزء من الطرف نفسه أو تغيير الحجم بالضيق أو بالتوسيع ليلائم المصاب، وأحيانا خلع أو تفكك أحد أجزائه، ولازالت هذه الإشكالية مستمرة بين المحافظة والجمعية ويدفع ثمنها الضحايا المصابون الذين لازموا منازلهم لعدم قدرتهم على استخدام أطرافهم الصناعية بهذه الحالة.
وعن مشكلة أخرى يعانيها ضحايا الألغام بمطروح قال المهندس حسين السنينى، المنسق الميدانى للأمانة التنفيذية بمطروح، إنها مشكلة التوظيف، مؤكدا أنه تقدم إلى محافظ مطروح السابق والحالى بعدة طلبات بشأن وجود عدد 36 حالة من مصابى الألغام، حاصلين على مستويات مختلفة من التعليم وتقل أعمارهم عن الـ35 سنة ولا يعملون فى أي مؤسسات أو جهات حكومية.

وطالب "السنينى" بإتاحة الفرصة لهؤلاء الشباب للحصول على فرصة عمل حقيقية داخل مؤسسات المحافظة، مضيفا أنه بقرار من المحافظ تم إضافة أسمائهم إلى قاعدة بيانات مكتب العمل بمطروح، ليطبق عليهم نسبة الـ5% ولازالو فى انتظار الوظيفة حتى الآن، ولم يعين منهم سوى مصاب واحد فقط فى شركة مياه مطروح فى التعيينات الأولى قبل الثورة حسب قوله.

وأشار إلى أن هناك ترشيحا لعدد 3 آخرين فى التعيينات الأخيرة من مدينة السلوم والضبعة وسيوة وباقى الشباب مصيرهم مجهول حسب قوله. 

وقال "السنينى": "لابد من إعادة النظر فى الظروف الخاصة التى يمر بها هؤلاء الشباب، لأنه يكفيهم مصائبهم بفقد أجزاء من أجسادهم جراء أخطاء لم يقترفوها، وآلامهم الصحية والنفسية التى يتعرضون لها يوميا، ولابد من تشجيعهم للانخراط فى المجتمع ومساعدتهم على الحياة من جديد وليس تقييدهم بالروتين والإجراءات لتصعيبها عليهم".

وطبقا لآخر إحصائية لإجمالى عدد ضحايا ومصابى الألغام بمطروح بلغ عددهم 787 حالة بينهم 50 متوفيا، و21%منهم نساء وأطفال، وبينما يبلغ نصيب الفرد فى مطروح من إجمالى عدد الألغام المنتشرة فى عدة أماكن بالمحافظة 32 لغما للفرد الواحد، ويبلغ المصابون الذين يحصلون على معاش ألغام 64 مصابا، و يقدر المعاش من 500 إلى 900 جنيه، بينما يصرف عدد 480 مصابا آخرين ما يعرف بالمعاش الضمانى، والذى يقدر بالمتوسط 300 جنيه شهريا فقط.
الجريدة الرسمية