رئيس التحرير
عصام كامل

دور الفتوى في استقرار المجتمعات.. الشحات الجندي: استخدمت كرأس حربة لأدعياء الدين.. «العبد»: صدور قانون منع نزيف الفتوى قريبا.. ومفتي البوسنة: الأزهر ينصف الضعفاء

المؤتمر العالمي للأمانة
المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العال

انتهت فعاليات الجلسة الأولى من المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي ترأسها دار الإفتاء المصرية والذي يناقش "دور الفتوى في استقرار المجتمعات".


وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "الإفتاء وتحقيق السلم المجتمعي" برئاسة الشيخ محمد حسين مفتى القدس، ومقرر للجلسة الدكتور أحمد ممدوح، وشارك في الجلسة أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب المصري، ومصطفى سيريتش رئيس العلماء والمفتى العام السابق في البوسة والهرسك، وعباس شومان وكيل الأزهر الشريف، ومحمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية.

وحرص الدكتور أسامة العبد في كلمته على توجيه الشكر لدار الإفتاء المصرية وأشاد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب بفكرة وتوقيت مؤتمر الإفتاء العالمي معولا على نتائج المؤتمر في ضبط الفتوي. 

قانون منع نزيف الفتوى
ووجه الدكتور أسامة العبد، عددًا من النصائح والتوصيات تخص المستفتى وهى: ألا يسأل إلا من كان واثقًا من فتواه وخشوعه لله عز وجل وألا يسأل في توافه الأمور.

وأعلن العبد اقتراب مجلس النواب من إصدار قانون يمنع نزيف الفتوى من غير أهلها؛ سواء كان ذلك عن طَريقِ الصحافة أو المحطات المرئية والمسموعة، حتى ينضبط الأمر وتنقطع الفتن مراعاة لكتاب الله وسنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أرض مصر والأزهر الشريف وللخوف من الله عز وجل؛ من خلال إلزام الفضائيات بالكف عن نشر الفتاوى الشاذة، أو الصادرة عن جهات غير مؤهلة، أو التي تؤجج الصراعات بين المسلمين، والتصدى لظاهرة فتاوى التكفير والتطرف والإرهاب والآراء المتشددة والمتسيبة في مختلف وسائل الإعلام، وتفعيل ودعم دور المجامع الفقهية والمؤسسات الإسلامية لتؤدى رسالتها في المحافظة على سلامة الفتاوى ومنع التطرف.

واختتم الدكتور أسامة كلمته بقوله إن الفتوى صنعة لا بد لها من صانع ماهر مدرب ومتقن لأمور الدين وعلم الفقه وواعيًا بأمور الواقع الذي يعيش فيه مضيفًا أنه يجب محاسبه من ينشر الفتاوى الشاذة غير المبنيه على الأسس الدينيه الصحيحة كفتوى جماع الزوج مع زوجته بعد وفاتها، مضيفًا أن هذه الفتاوى دليل على فراغ قلب المسلمين وعدم تعلقهم بالله وبالمنهج الإسلامى الصحيح.

مفتي البوسنة يشيد بالأزهر
وقال الدكتور مصطفى سيريتش: "ليس لنا سند بعد الله إلا الأزهر الشريف الذي دائمًا ينصف الضعفاء."

وأضاف مفتى البوسنة السابق أن الأزهر منارة الإسلام، مشيدًا بدور شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب في التصدي للفكر المتطرف.

وأشار إلى أن الإسلام بريء من الإرهاب والتطرف لأن رسالته سمحة تدعو إلى التعايش مع الآخر، داعيًا علماء الأمة إلى التصدى ومعالجة الإرهاب التي أوقعت علينا ظلمًا وزورًا وشوهت صورة الإسلام تحت مسمي الإسلاموفوبيا، وكشف أنه أحد الناجين من الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإقليم بسبب دينى.

وطء البهائم
وأكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، في كلمته أن كتب الشريعة الإسلامية لا توجد بها فتوى تبيح نكاح البهائم، قائلًا: "أتحدى أن يكون في كتب تراثنا التي تُحَارب كل يوم أن يقول فقيه أو متفقه بجواز نكاح البهائم".

وأضاف: "ربما يسأل البعض عن وطء البهائم هل هو زنا فتكون الإجابة "لا" فيفهم هو من الإجابة أنه مباح، رغم أنه حرام ولو لم يكن زنا."
وأشار شومان إلى أن اللواط لم يقل بحله إلا الشواذ المنحرفون، ولكنه ليس من الزنا ولا يعنى ذلك أنه حلال، ولا ينبغى تداول مثل هذه الفتاوى وتناقلها بين الناس، لأنها تنشر القلاقل في المجتمعات، ولا تساعد على استقرارها.

وقال شومان: "كيف يفتى أحد بمعاشرة المرأة بعد وفاتها فقد أنهى الله العلاقة بين المرأة وزوجها بانتهاء حياتها، فهذا مخالف لأنه جمع بين أحكام الموت والحياة في وقت واحد".

واختتم الدكتور عباس شومان كلمته بضرورة أن تصدر الفتاوى التي تتعلق بعموم المجتمعات من خلال جهات رسمية من خلال متخصصين، مطالبا مجلس النواب واللجنة الدينية بأن يصدر تشريعًا ينظم الفتوى ويحدد مصدرها، ومواصفات المفتى واختصاصاته، وعقوبات رادعة ترد على المخالفين، إن أردنا القضاء الحقيقى على عشوائية الفتوى في المجتمع المصرى.

اختطاف الفتوي
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الفتوى اُستخدمت رأس حربة لأدّعياء الدين، مضيفًا أن الفتوى الشاذة تجافى العقل فضلًا عن أنها لا تتسم بروح الإسلام الذي حكم العالم بأسرة في يوم من الأيام أيام الصحابة والتابعين وعصور الازدهار.

وأضاف أن الفتوى تمت اختطافها من مؤسسات الفتوى وعلماء الشريعة المناط بهم إصدار الفتاوي في تصدر المشهد، مما أدى إلى كل هذا الخلل الذي نراه الآن.

وأشار الدكتور الجندى أنه لا بد للمفتى أن يكون عالمًا بالواقع المعاش، فلا يكفى علم الرواية بل لا بد من علم الدراية معه.

وأرجع أسباب ظهور الفتاوى الشاذة نتيجة تبني المتطرفون إسلام مغلوط مخالف للإسلام الصحيح قائم على استقطاب الشباب بأفكار الشهادة والحور العين والجهاد.

واختتم الدكتور الجندى كلمته بضرورة إسناد الفتاوى العامة والمصيرية إلى الجهات ذات الرصيد الشرعي والفقهي.

وفى ختام الجلسة قام العلماء بالرد على أسئلة الحضور، فقال الدكتور العبد إن الشرع الحنيف محفوظ في الصدور والسطور فلن يُضار الدين بالفتاوى الشاذة ولكن يجب التصدي لذلك لعدم إحداث بلبلة.

وقال الدكتور شومان إن الأزهر لا يتردد في محاسبة أي عالم أزهرى روّج فتوى شاذة.

وأيّد الدكتور الشحات الجندى من دافع عن التليفزيون الرسمي قائلًا: "لا نستطيع أن نتهم التليفزيون الرسمي بترويج الأفكار المتطرفة".
الجريدة الرسمية